العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

الجامعات الخاصة بين عثرات الماضي.. والارتقاء بالتعليم العالي

الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬صدر‭ ‬أول‭ ‬ترخيص‭ ‬رسمي‭ ‬لتأسيس‭ ‬أول‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ليشهد‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تطورات‭ ‬ونموا‭ ‬مستمرا،‭ ‬وباتت‭ ‬المملكة‭ ‬تحتضن‭ ‬اليوم‭ ‬14‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬تقدم‭ ‬مختلف‭ ‬البرامج‭ ‬والتخصصات‭ ‬والمنتجات‭ ‬الأكاديمية‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تلعب‭ ‬فيه‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الأداء‭ ‬الأكاديمي‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬ان‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لدينا‭ ‬شابها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجودة‭ ‬وجدية‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬بل‭ ‬ووصفت‭ ‬بعضها‭ ‬بمتاجر‭ ‬لبيع‭ ‬الشهادات،‭ ‬وسحبت‭ ‬دول‭ ‬شقيقة‭ ‬الاعتراف‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبحرين‭. ‬وهنا‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالمرصاد،‭ ‬وعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬لتعديل‭ ‬الأوضاع‭ ‬ومنح‭ ‬الفرص‭ ‬للتصحيح‭.. ‬أو‭ ‬الاغلاق‭.‬

ليبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬تخلصت‭ ‬جميع‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشبهات؟‭ ‬ام‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬البعض‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس؟

الغريب‭ ‬أننا‭ ‬وخلال‭ ‬اعدادنا‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬رفضت‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬المشاركة‭ ‬او‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬وفضلت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إنجازاتها‭ ‬هي‭! ‬فيما‭ ‬رحبت‭ ‬جامعات‭ ‬أخرى‭ ‬مشكورة‭ ‬بالمشاركة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها‭.‬

من‭ ‬القصص‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬بفصل‭ ‬أستاذ‭ ‬بسبب‭ ‬تجاوزات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ ‬وطلب‭ ‬رشاوى‭ ‬ومساعدات‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭. ‬وبعد‭ ‬مدة‭ ‬يتلقى‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أخرى‭ ‬يسألون‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأستاذ‭. ‬فأخبرهم‭ ‬بسبب‭ ‬الفصل،‭ ‬وحذرهم‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭. ‬وكانت‭ ‬المفاجأة،‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬ذلك‭ ‬الأستاذ‭ ‬رئيسا‭ ‬للقسم‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأخرى‭.‬

أستاذ‭ ‬آخر،‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬طالبة‭ ‬ماجستير‭ ‬عنده‭ ‬ان‭ ‬تعد‭ ‬بحثا‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬معين،‭ ‬ووعدها‭ ‬بنشره‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬علمية‭ ‬محكمة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭. ‬وبالفعل‭ ‬اشتغلت‭ ‬الطالبة‭ ‬بجد‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬مدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭. ‬وسلمته‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭ (‬القدوة‭). ‬لتبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬سلسلة‭ ‬المتابعات‭ ‬معه‭ ‬والتساؤلات‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬نشر‭ ‬البحث‭. ‬وبعد‭ ‬أشهر‭ ‬صدمت‭ ‬الطالبة‭ ‬بأن‭ ‬البحث‭ ‬منشور‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬الكويتية،‭ ‬لكن‭ ‬باسم‭ ‬الدكتور‭ ‬وليس‭ ‬باسمها‭. ‬وعندما‭ ‬راجعته‭ ‬نهرها‭ ‬وطردها‭ ‬من‭ ‬المكتب،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يبرر‭ ‬موقفه‭!. ‬وهي‭ ‬تتساءل‭: ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬اخلاقيات‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي؟

أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬لديهم‭ ‬أستاذة‭ ‬اسيوية،‭ ‬تأخذ‭ ‬هدايا‭ ‬رمزية‭ ‬مقابل‭ ‬5‭-‬10‭ ‬درجات‭ ‬إضافية‭ ‬للنجاح‭. ‬وقد‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬خاصة‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة‭!.‬

فيما‭ ‬أقر‭ ‬طلاب‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬ان‭ ‬أستاذ‭ ‬مادة‭ ‬الرياضيات‭ ‬يمر‭ ‬عليهم‭ ‬واحدا‭ ‬واحدا‭ ‬ويعطيهم‭ ‬الإجابات‭ ‬في‭ ‬الامتحان،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬حصل‭ ‬احد‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كاملة‭ ‬وهو‭ ‬يعترف‭ ‬ان‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭!.‬

القصص‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتكررة،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬تحدثنا‭ ‬إلى‭ ‬طلاب‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬خاصة‭ ‬أخرى،‭ ‬وكان‭ ‬الخبر‭ ‬المبهج‭ ‬تأكيدهم‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬صارم‭ ‬ولا‭ ‬تلاعب‭ ‬في‭ ‬الدرجات‭ ‬او‭ ‬الاختبارات‭ ‬ولا‭ ‬تهاون‭ ‬مع‭ ‬الغياب‭.‬

وهنا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬مقدمة‭ ‬حديثنا،‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬ساهمت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالارتقاء‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‭ ‬وبالمقابل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬استطاعت‭ ‬ان‭ ‬تتخلص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬لاحقتها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬الغاء‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشهادات‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬البحرينية؟‭. ‬والامر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬مازلنا‭ ‬عاجزين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬تسويق‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والاستثمار‭ ‬فيها؟‭ ‬فوفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ (‬نوفمبر‭ ‬2023‭) ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بأي‭ ‬اجراء‭ ‬ملائم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالترويج‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه‭.‬

الجودة‭ ‬هي‭ ‬الرهان

الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬أسست‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬هي‭ ‬محطتنا‭ ‬الأولى‭ ‬لنقاش‭ ‬موضوعنا‭ ‬هذا،‭ ‬حيث‭ ‬التقينا‭ ‬المؤسس‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬البروفسور‭ ‬عبدالله‭ ‬الحواج‭ ‬لنسأله‭ ‬عن‭ ‬مسيرة‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬أجاب‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭: ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يمثل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬المتميز‭ ‬مطلبا‭ ‬أساسيا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭. ‬وهنا‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬انه‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وانطلاق‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬قبل‭ ‬22‭ ‬عاما،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬والسلبيات‭ ‬التي‭ ‬واجهناها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬بلغ‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭. ‬كما‭ ‬بدأت‭ ‬الصورة‭ ‬تتغير‭ ‬تماما،‭ ‬بحيث‭ ‬بات‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬بأنها‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬جامعات‭ ‬خاصة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬اكاديمية‭ ‬متقدمة‭ ‬بل‭ ‬وتنافس‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية‭. ‬وحتى‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬وتنسيقا‭ ‬وتكاملا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وهيئة‭ ‬ضمان‭ ‬الجودة‭ ‬والإطار‭ ‬الوطني‭ ‬للمؤهلات‭ ‬وغيرها‭. ‬

*‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬المشوار‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬ماذا‭ ‬اضافت‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي؟

**‭ ‬أضافت‭ ‬الكثير،‭ ‬فمن‭ ‬جانب‭ ‬أصبح‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬خيارات‭ ‬أكبر‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجامعات‭ ‬او‭ ‬التخصصات‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬الخيار‭ ‬منحصرا‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة‭. ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬تتمتع‭ ‬بعلاقات‭ ‬ممتازة‭ ‬مع‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬انه‭ ‬بات‭ ‬للبحرين‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭. ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬أضاف‭ ‬جودة‭ ‬للتعليم‭ ‬وللمخرجات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

*‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬ألم‭ ‬تواجه‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجودة؟

**‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ننكر‭ ‬وجود‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬ولكني‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬أؤكد‭ ‬ان‭ ‬الوضع‭ ‬حاليا‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السابق،‭ ‬ولدينا‭ ‬أجهزة‭ ‬رسمية‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬وتقييم‭ ‬برامج‭ ‬الجامعات‭ ‬ونظمها‭. ‬

ثم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬حصرية‭ ‬في‭ ‬جامعاتنا‭ ‬وانما‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭. ‬فكل‭ ‬تجربة‭ ‬تمر‭ ‬بتحديات‭ ‬وعقبات‭ ‬ثم‭ ‬تنهض‭ ‬وتتطور‭. ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العثرات‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الاستمرار‭ ‬لان‭ ‬الطالب‭ ‬والمجتمع‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬يعرفون‭ ‬الجامعات‭ ‬الجادة‭ ‬والصادقة‭ ‬والمتطورة‭. ‬

وانا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بأن‭ ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬إيقاف‭ ‬أحد‭ ‬برامجها‭ ‬عندما‭ ‬يثبت‭ ‬عدم‭ ‬الجودة‭. ‬فهذه‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬تعتبر‭ ‬مرحلة‭ ‬سيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أي‭ ‬جامعة‭. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الجهود‭ ‬متكاملة‭ ‬لعلاج‭ ‬أي‭ ‬مشكلة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬ان‭ ‬نلجأ‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬نشر‭ ‬الغسيل،‭ ‬وخطأ‭ ‬جامعة‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬يستغل‭ ‬بالإساءة‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬ككل،‭ ‬لأننا‭ ‬كلنا‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬توجه‭ ‬الجامعة‭ ‬لإصلاح‭ ‬الخطأ‭ ‬وليس‭ ‬بالتشهير‭ ‬بها‭.‬

وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬تعي‭ ‬الجامعات‭ ‬أن‭ ‬الرهان‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬والمنافسة‭ ‬هو‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬خيارا‭ ‬وانما‭ ‬واجب‭ ‬يفرضه‭ ‬الواقع‭. ‬وآخر‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬شهادات‭.  ‬

ولكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬تعطى‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬مساحة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬برامجها‭ ‬ونظمها‭ ‬الاكاديمية‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬القانون‭ ‬ومعايير‭ ‬الجودة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشمل‭ ‬التوظيف‭ ‬واختيار‭ ‬الكوادر‭ ‬الاكاديمية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأنشطة‭ ‬وغيرها‭. ‬فالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬علاقة‭ ‬مراقبة‭ ‬وليس‭ ‬جهة‭ ‬مشغلة‭. ‬وللأمانة‭ ‬نحن‭ ‬نتجه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬فعلا‭. ‬

*‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التطوير‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالجودة،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهكم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة؟

**‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬عديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬ان‭ ‬أهمها‭ ‬هو‭ ‬العدد‭. ‬فالجامعات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬كي‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬برامجها‭ ‬وتنجح‭ ‬في‭ ‬خططها‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬العدد‭ ‬متناسبا‭ ‬مع‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لكل‭ ‬جامعة‭. ‬

وعندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬14‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬و3‭ ‬جامعات‭ ‬حكومية،‭ ‬وما‭ ‬نحتاجه‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وأن‭ ‬تعمل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإطار‭ ‬لتسويق‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭. ‬فالتعليم‭ ‬العالي‭ (‬الدولي‭) ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شاهدته‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬استراليا‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الدولي‭. ‬ويمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬بموقعها‭ ‬ومميزاتها‭ ‬وبناها‭ ‬التحتية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والتشريعات‭ ‬المتطورة‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مطلبا‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اشقائنا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭.‬

ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستوى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ولكننا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأعداد‭ ‬الدارسين‭. ‬فمثلا‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬والبوليتكنك‭ ‬تستقبل‭ ‬سنويا‭ ‬حوالي‭ ‬10‭ ‬الاف‭ ‬طالب‭. ‬فماذا‭ ‬تبقى‭ ‬للجامعات‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة؟‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬افهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الترخيص‭ ‬لهذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالخطوة‭ ‬الموفقة؟

**‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الحر،‭ ‬بحيث‭ ‬يسمح‭ ‬للمشاريع‭ ‬بان‭ ‬تنطلق‭ ‬ويكون‭ ‬البقاء‭ ‬للأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التطور‭. ‬ولكني‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬الشخصي‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬كمشروع‭ ‬تجاري،‭ ‬فهو‭ ‬استثمار‭ ‬مكلف،‭ ‬والفائدة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليست‭ ‬العائد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬وإنما‭ ‬تخريج‭ ‬مهندس‭ ‬جيد‭ ‬ومحاسب‭ ‬متميز‭ ‬وطبيب‭ ‬متمكن‭.  ‬

*‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وانت‭ ‬شخصيا‭ ‬تنادي‭ ‬بالسياحة‭ ‬التعليمية،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬تطورا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭. ‬أين‭ ‬المشكلة؟

**‭ ‬هذا‭ ‬سؤال‭ ‬هام،‭ ‬فهناك‭ ‬فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬ولكننا‭ ‬لا‭ ‬نستثمرها‭. ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬السبب‭. ‬هل‭ ‬لأننا‭ ‬نعمل‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد؟‭ ‬أحيانا‭ ‬نجد‭ ‬جهودا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬ولكنها‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تتوقف‭. ‬ومجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬يهتم‭ ‬بالاستثمارات،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬بدأ‭ ‬يلتفت‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬ولكن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬أكثر‭ ‬جرأة‭ ‬وجدية‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬الايمان‭ ‬التام‭ ‬بأهمية‭ ‬السياحة‭ ‬التعلمية‭ ‬والصحية‭.‬

تخطينا‭ ‬مرحلة‭ ‬التجاوزات

من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬وكان‭ ‬لقاؤنا‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬الملا،‭ ‬وأول‭ ‬تساؤلاتنا‭ ‬له‭: ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬استطاعت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالبحرين‭.‬

في‭ ‬الواقع‭ - ‬يجيبنا‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ - ‬بعد‭ ‬استحواذ‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬جي‭ ‬أف‭ ‬أتش‮»‬‭ ‬المالية‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬على‭ ‬الجامعة،‭ ‬أصبحت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬بحرينية‭ ‬بالكامل‭. ‬ووضع‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬لتطوير‭ ‬الجامعة‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2021‭. ‬وركزت‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬أهمها‭:‬

‭- ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬الاكاديمية‭ ‬واستحداث‭ ‬برامج‭ ‬جديدة‭ ‬تواكب‭ ‬التطورات‭ ‬مع‭ ‬مراجعة‭ ‬البرامج‭ ‬القائمة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تلبيتها‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬

‭- ‬تطوير‭ ‬الكادر‭ ‬الأكاديمي‭. ‬

‭- ‬تطوير‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬والمرافق‭ ‬والخدمات‭ ‬الطلابية‭ ‬والأنظمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬وتطوير‭ ‬مركز‭ ‬عالمي‭ ‬للرياضات‭ ‬المائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرافق‭.‬

‭- ‬تطوير‭ ‬الحوكمة‭ ‬والإدارة‭.‬

ومع‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬شهدت‭ ‬الجامعة‭ ‬استثمارات‭ ‬وتطورات‭ ‬كبيرة‭ ‬بوقت‭ ‬قياسي،‭ ‬وحصلنا‭ ‬على‭ ‬اعتمادات‭ ‬دولية‭ ‬لبرامجنا‭. ‬والحق‭ ‬يقال‭ ‬ان‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬كانوا‭ ‬الداعم‭ ‬الأكبر‭ ‬لنا‭. ‬

*‭ ‬من‭ ‬المبشر‭ ‬ان‭ ‬نشهد‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬جامعاتنا‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬هنا‭ ‬ماذا‭ ‬اضافت‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟

**‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬أدوارا‭ ‬بارزة‭. ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬ذلك‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المخرجات‭ ‬البشرية‭ ‬الكفؤة‭. ‬فعندما‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الشركات‭ ‬وكبريات‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬تجد‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قياداتها‭ ‬متخرجة‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭.‬

الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬وفرت‭ ‬تخصصات‭ ‬نوعية‭ ‬تجاري‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وخلقت‭ ‬تنوعا‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬والخيارات،‭ ‬وبل‭ ‬وأصبح‭ ‬بعضها‭ ‬متخصصا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬معينة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬خيارات‭ ‬متعددة‭ ‬امام‭ ‬الطلبة،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬يخلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭.‬

كما‭ ‬ان‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬أثرى‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬والبحثية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ووضعت‭ ‬الجامعات‭ ‬لنفسها‭ ‬بصمات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭.‬

وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬ساهمت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬الجامعات‭ ‬الحكومية‭. ‬ولا‭ ‬تنسى‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬من‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬والدوام،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬للموظفين‭ ‬لمواصلة‭ ‬تعليمهم‭ ‬سواء‭ ‬الجامعي‭ ‬الأساسي‭ ‬أو‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭. ‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬تحالفات‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية‭ ‬مرموقة،‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬

*‭ ‬اسمح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أتحدث‭ ‬بصراحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭. ‬ألم‭ ‬تكن‭ ‬أعداد‭ ‬الطلاب‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة؟‭ ‬ولكن‭ ‬تقلص‭ ‬العدد‭ ‬بعد‭ ‬بروز‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ (‬بعض‭) ‬الجامعات‭ ‬أو‭ ‬سحب‭ ‬الاعتمادية‭ ‬والاعتراف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول؟‭ ‬

**‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬لنكن‭ ‬منصفين‭ ‬ولا‭ ‬نقسوا‭ ‬على‭ ‬جامعاتنا،‭ ‬فعمر‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬العقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتمادها‭ ‬للحكم‭ ‬على‭ ‬الجامعات،‭ ‬فعمر‭ ‬الجامعات‭ ‬المعروفة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬قرون‭. ‬

وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المشوار،‭ ‬وما‭ ‬أشرت‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬عثرات‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭. ‬ولكني‭ ‬أؤكد‭ ‬لك‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتكرر‭ ‬اليوم،‭ ‬وقد‭ ‬تخطينا‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬تماما‭ ‬لأسباب‭ ‬منها‭ ‬قيادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والضوابط‭ ‬التي‭ ‬يضعها،‭ ‬وقدرة‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬اخطائها‭ ‬وتطوير‭ ‬جودتها،‭ ‬فالمعيار‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬التطور‭ ‬وتلافي‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬وتحقيق‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭. ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬القصيرة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬صورة‭ ‬إيجابية‭ ‬وثروة‭ ‬علمية‭ ‬وثقافية‭ ‬للبحرين‭. ‬

وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬هامة‭ ‬هي‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬تحالفات‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية‭ ‬مرموقة‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يعكس‭ ‬قوة‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭. ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لجامعة‭ ‬مرموقة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬سمعتها‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬أخرى‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بجودتها‭ ‬وقوة‭ ‬برامجها‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بعد‭ ‬التطوير‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬برامجنا‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬عقدنا‭ ‬تحالفات‭ ‬مع‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية‭ ‬عريقة‭ ‬مثل‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بواشنطن‭ ‬دي‭ ‬سي‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬برامجنا‭ ‬معتمدة‭ ‬عالميا‭ ‬من‭ ‬ABET‭ (‬مجلس‭ ‬الاعتماد‭ ‬للهندسة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬اعتمادات‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ونحن‭ ‬بصدد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬اعتمادات‭ ‬علمية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬AACSB‭ (‬اعتماد‭ ‬خاص‭ ‬بكليات‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمية‭).‬

الخلاصة‭ ‬ان‭ ‬جامعاتنا‭ ‬الخاصة‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع‭ ‬وباتت‭ ‬اليوم‭ ‬تتمتع‭ ‬ببيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬راقية،‭ ‬بدليل‭ ‬ان‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مثلا‭ ‬صنفت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬الجامعات‭ ‬الموصى‭ ‬بها‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬استثمارات‭ ‬هائلة‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭.‬

*‭ ‬بالمقابل‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬التعليمية؟

**‭ ‬ربما‭ ‬تمثل‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭. ‬فالجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬ميزانيتها‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة،‭ ‬وأي‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬الاعداد‭ ‬يعني‭ ‬انخفاضا‭ ‬في‭ ‬المدخول،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تتأثر‭ ‬قدرة‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬وقد‭ ‬واجهت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬والمشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ككل‭.‬

ومن‭ ‬التحديات‭ ‬كذلك‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭. ‬فعدد‭ ‬سكان‭ ‬البحرين‭ ‬محدود،‭ ‬وهناك‭ ‬فرص‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬الخليجيين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬السعودية‭. ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬جامعتنا‭ ‬قمنا‭ ‬بربط‭ ‬نظام‭ ‬الطلبة‭ ‬بجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬بحيث‭ ‬يبين‭ ‬النظام‭ ‬مباشرة‭ ‬ان‭ ‬المسافر‭ ‬طالب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكنه‭ ‬استخدام‭ ‬المسار‭ ‬السريع‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬التخفيض‭. ‬وفترة‭ ‬عبور‭ ‬الجسر‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭. ‬وبالتالي‭ ‬هناك‭ ‬فرص،‭ ‬وما‭ ‬نحتاجه‭ ‬هو‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬جميع‭ ‬المقومات‭ ‬لاستقطاب‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭. ‬

ومن‭ ‬التحديات‭ ‬أيضا‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتحدي‭ ‬يكمن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬متحركة‭ ‬وليست‭ ‬ثابتة‭. ‬فمثلا‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬الجامعة‭ ‬تزويد‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بكوادر‭ ‬مؤهلة‭ ‬تدعم‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وإذا‭ ‬شهد‭ ‬أي‭ ‬قطاع‭ ‬تطورا‭ ‬متسارعا،‭ ‬فإن‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ان‭ ‬تواكب‭ ‬هذا‭ ‬التغير،‭ ‬بل‭ ‬ينتظر‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تسبقه‭ ‬بخطوات‭.   ‬

ارتباطات‭ ‬دولية

محطتنا‭ ‬الثالثة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬المؤسسة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬وفي‭ ‬حرم‭ ‬الجامعة‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬ضيافة‭ ‬رئيسها‭ ‬الدكتور‭ ‬غرم‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬الغامدي،‭ ‬الذي‭ ‬مهد‭ ‬لحديثه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬تعتبر‭ ‬رافدا‭ ‬أساسيا‭ ‬وحيويا‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بل‭ ‬وتقود‭ ‬مسيرة‭ ‬هذا‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬وساق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مثالا‭ ‬بجامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬الجامعات‭ ‬بالعالم‭.‬

وأضاف‭: ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أضافت‭ ‬الكثير‭ ‬لمسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وكل‭ ‬منها‭ ‬يعتبر‭ ‬رافدا‭ ‬هاما‭ ‬أضاف‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬لاسيما‭ ‬وان‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬تخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬وأنظمة‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬لديها‭ ‬ارتباطات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكات‭ ‬واستضافات‭ ‬برامج،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬شراكتنا‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬البريطانية‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أثمر‭ ‬في‭ ‬ادخال‭ ‬تخصصات‭ ‬هامة‭ ‬يحتاجها‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬مثل‭ ‬الامن‭ ‬السيبراني‭ ‬والتقنية‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وغيرها‭.‬

*‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والتي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها؟

**‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬التعليمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬تبقى‭ ‬هناك‭ ‬إشكاليات‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬العوائق‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تحديات‭ ‬رئيسية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل‭ ‬منها‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭. ‬فمثلا‭ ‬حدد‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وكإجراء‭ ‬تنظيمي‭ ‬سقفا‭ ‬لعدد‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جامعة‭ ‬حتى‭ ‬يضمن‭ ‬عدالة‭ ‬التوزيع‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬محدود‭ ‬العدد‭ ‬السكاني‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬انه‭ ‬كلما‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جامعة‭ ‬كلما‭ ‬ارتفع‭ ‬المدخول،‭ ‬فإن‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬نسبة‭ ‬مقبولة‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ (‬قد‭) ‬تتعرض‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬مالية،‭ ‬وهنا‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬العوائد‭ ‬وبين‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬ربحيا‭. ‬

*‭ ‬هل‭ ‬استشف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يفوق‭ ‬طاقة‭ ‬واحتياجات‭ ‬السوق؟‭ ‬

**‭ ‬الأمر‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭. ‬فإذا‭ ‬تميزت‭ ‬كل‭ ‬جامعة‭ ‬بتخصصات‭ ‬مختلفة‭ ‬فإنها‭ ‬تمثل‭ ‬إضافة‭ ‬هامة‭. ‬ولكن‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬التخصصات‭ ‬متكررة‭ ‬ومتشابهة‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬هنا‭ ‬قد‭ ‬تبرز‭ ‬مشكلة‭ ‬العدد‭ ‬لأنها‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬نسخ‭ ‬مكررة‭.‬

ويمكنني‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬تقدم‭ ‬برامج‭ ‬متميزة‭ ‬ومختلفة‭. ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ ‬تخصصات‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فإننا‭ ‬نقدم‭ ‬تخصصات‭ ‬كثيرة‭ ‬خاصة‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬المخرج،‭ ‬وعلينا‭ ‬رقابة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وانما‭ ‬من‭ ‬شريكنا‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وهو‭ ‬الجامعة‭ ‬البريطانية‭ ‬المفتوحة‭. ‬

*‭ ‬بصراحة،‭ ‬هل‭ ‬استطاعت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تتخلص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬لها‭ ‬بسبب‭ ‬تساهل‭ (‬بعض‭) ‬هذه‭ ‬الجامعات؟

**‭ ‬شخصيا‭ ‬لا‭ ‬اعرف‭ ‬الجامعات‭ ‬التي‭ ‬أشرت‭ ‬اليها،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬وقد‭ ‬سمعت‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل،‭ ‬وما‭ ‬اعرفه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬أغلقت‭ ‬ولم‭ ‬تستمر‭. ‬

نعم‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬ظهرت‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الخبرة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬متخصصين‭ ‬بشكل‭ ‬كاف،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبحرين‭ ‬تجاوزت‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬وما‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أجزم‭ ‬به‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نوعية‭ ‬مخرجات‭ ‬متميزة‭ ‬للجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ومجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬يعتبر‭ ‬نقطة‭ ‬قوة‭ ‬وزخم‭ ‬لهذه‭ ‬الجامعات،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شريكنا‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬تخضع‭ ‬لتقييمات‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬عالمية‭. ‬ودعني‭ ‬هنا‭ ‬اسوق‭ ‬لك‭ ‬مثالا‭ ‬وهو‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تعتمد‭ ‬نتائج‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يوافق‭ ‬عليها‭ ‬ممتحنون‭ ‬خارجيون‭. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الاختبارات‭ ‬والتقييمات‭ ‬تتم‭ ‬بشكل‭ ‬متزامن‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬تسعة‭ ‬أفرع‭ ‬للجامعة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬ونوعية‭ ‬المخرج‭. ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬اعتماد‭ ‬النتائج‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ممتحنين‭ ‬خارجيين‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬مثل‭ ‬جامعة‭ ‬نوتنغهام‭ ‬وأكسفورد‭ ‬وستراثكلايد‭ ‬وجلاسكو‭ ‬ومانشستر‭ ‬وغيرها‭. ‬

*‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يعيق‭ ‬جهود‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار؟

**‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬جانب‭ ‬هام‭ ‬جدا‭. ‬والأمر‭ ‬اجمالا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتسويق‭ ‬واستقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الموافقات‭ ‬اللازمة‭. ‬وربما‭ ‬ما‭ ‬ينقصنا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬هو‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭. ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬استقطاب‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالسقف‭ ‬الداخلي‭ ‬المحدد‭ ‬لقبول‭ ‬الطلاب‭ ‬المحليين‭ ‬طالما‭ ‬امتلكت‭ ‬الجامعة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكافية‭. ‬

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬البحث‭ ‬العلمي؟‭ ‬ألا‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬مازال‭ ‬شبه‭ ‬مغيب‭ ‬عند‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة؟

**‭ ‬لا‭ ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬مغيب،‭ ‬فرسالة‭ ‬أي‭ ‬جامعة‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أركان‭ ‬هي‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭. ‬ووفقا‭ ‬لنظم‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تخصص‭ ‬كل‭ ‬جامعة‭ ‬3%‭ ‬من‭ ‬ميزانيتها‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭. ‬ولدينا‭ ‬أساتذة‭ ‬نشطاء‭ ‬في‭ ‬اعداد‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬في‭ ‬مجلات‭ ‬محكمة‭ ‬ومصنفة‭ ‬دوليا‭. ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬الإشكالية‭ ‬هو‭ ‬اننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نطمح‭ ‬بكم‭ ‬ونوعية‭ ‬أفضل‭. ‬ربما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬البحوث‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الترقيات،‭ ‬صحيح‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬جانب‭ ‬مهم،‭ ‬ولكننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أبحاث‭ ‬علمية‭ ‬تفيد‭ ‬المجتمع‭. ‬وبالتالي‭ ‬أقول‭ ‬نعم‭ ‬لازال‭ ‬هناك‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانيات‭ ‬له،‭ ‬وما‭ ‬زلنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بحوث‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬ونفعا‭ ‬للمجتمع‭.‬

التعليم‭ ‬العالي

عقب‭ ‬جولتنا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬طرف‭ ‬أساسي‭ ‬وهو‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬والمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وسؤالنا‭ ‬الأول‭ ‬هنا‭: ‬ماذا‭ ‬أضافت‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالبحرين؟

*‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬تعمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نظيراتها‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الحكومية‭ ‬وكلاهما‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المتجددة‭ ‬للقطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬المنشود‭ ‬لمسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الإضافات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭:‬

‭- ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬وصول‭ ‬الطلبة‭ ‬المحليين‭ ‬والإقليميين‭ ‬والدوليين‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬وحصولها‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التصنيفات‭ ‬والاعتمادات‭ ‬الدولية‭. ‬

‭- ‬تعدد‭ ‬خيارات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬النوعية‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬للطلبة‭ ‬فرصا‭ ‬متنوعة‭ ‬تحقق‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬المستقبلية‭.‬

‭- ‬تعزيز‭ ‬التنافسية‭ ‬الإيجابية‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭.‬

‭- ‬الشراكة‭ ‬المتينة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وربط‭ ‬الحياة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬بالصناعة،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمام‭ ‬الطلبة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬التدريب‭ ‬الميداني‭ ‬واكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وزيادة‭ ‬فرص‭ ‬التوظيف‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭.‬

‭- ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬ونظيراتها‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬وبيوت‭ ‬الخبرة‭ ‬العالمية‭. ‬

‭- ‬تعزيز‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والابتكار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬

‭- ‬التنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرة‭ ‬أغلبها‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

*‭ ‬بالمقابل‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬عثرات‭ ‬واخفاقات‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معها؟‮ ‬

**‭ ‬أثبتت‭ ‬معظم‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬وبحسب‭ ‬نتائج‭ ‬مراجعة‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬التعلمية‭ ‬المنشودة‭ ‬وتطوير‭ ‬جودة‭ ‬مخرجاتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تأتي‭ ‬مراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬والتشريعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعليم‭. ‬

وفي‭ ‬الواقع‭ ‬يولي‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬حوكمة‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬اهتماماً‭ ‬بالغاً،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الرقابة‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المطروحة‭ ‬تخضع‭ ‬لعدة‭ ‬مراجعات‭ ‬وتقييمات‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬تحقيقها‭ ‬للمعايير‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والأهداف‭ ‬التعلمية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬المراجعة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

‭- ‬الدور‭ ‬الرقابي‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬الجامعات‭ ‬بقانون‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬واللوائح‭ ‬المنظمة‭ ‬وتحقيق‭ ‬المعايير‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والأهداف‭ ‬التعلمية‭.‬

‭- ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المستضافة‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬أجنبية‭ ‬مرموقة،‭ ‬مع‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬دوري‭ ‬ومنتظم‭ ‬لهذه‭ ‬البرامج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكاديميين‭ ‬متخصصين‭ ‬ومعتمدين‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأم‭.‬

‭- ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬واتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الأكاديمي‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬عالمية‭ ‬مرموقة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والطلبة‭ ‬وإجراء‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وقياس‭ ‬جودة‭ ‬المخرجات،‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مخرجات‭ ‬التعلم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭. ‬

‭- ‬الاعتماد‭ ‬الدولي‭ ‬للبرامج‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬اعترافا‭ ‬دوليا‭ ‬بجودة‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المطروحة‭.‬

‭- ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬للجامعات‭. ‬فتصنيف‭ (‬3‭) ‬مؤسسات‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬للجامعات‭ ‬يعتبر‭ ‬اعترافاً‭ ‬عالمياً‭ ‬بنظام‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

‭- ‬الزمالة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬المبرمة‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وأكاديمية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬البريطانية‭.‬

*‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقييم‭ ‬الدوري‭ ‬لأداء‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬المشكلات‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬تصادفونها؟‭.‬

**‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬المراجعة‭ ‬والتقييم‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة،‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تحسينا‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬بما‭ ‬يلي‭:‬

‭- ‬فرص‭ ‬توظيف‭ ‬الخريجين،‭ ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬حول‭ ‬توظيف‭ ‬الخريجين‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬التوظيف‭ ‬لخريجيها‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬

‭- ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والابتكار‭.‬

‭- ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬الدوليين‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬نسبة‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬الدوليين‭ ‬الدارسين‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬بحاجة‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬يعمل‭ ‬عليها‭ ‬المجلس‭ ‬حاليًا‭.‬

‭- ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬والاعتماد‭ ‬الدولي‭ ‬للجامعات،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬سابقًا،‭ ‬نعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الإدراج‭ ‬على‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية‭ ‬للجامعات‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬دولي‭. ‬وعلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مواقعها‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬لأن‭ ‬عدم‭ ‬مشاركة‭ ‬مؤسسة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬التصنيفات‭ ‬العالمية‭ ‬واحراز‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬يضعها‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬لكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الطلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسة،‭ ‬واستقطاب‭ ‬الطلبة‭ ‬والأكاديميين‭ ‬والباحثين‭.  ‬

‭- ‬معدلات‭ ‬استبقاء‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة،‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬قياس‭ ‬معدلات‭ ‬التخرج‭ ‬واستبقاء‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الاستبقاء‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تقليل‭ ‬معدلات‭ ‬الهدر،‭ ‬وتحسين‭ ‬الكفاءة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭.‬

‭- ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مواكبة‭ ‬التقنية‭ ‬وتطوير‭ ‬الأطر‭ ‬والأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتعليم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬يعد‭ ‬تحديا‭ ‬آخر‭ ‬يتطلب‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭.‬

*‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬جامعات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والمخرجات،‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬صحة‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رأيكم؟‮ ‬

لا‭ ‬نتفق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ارتباط‭ ‬بين‭ ‬عامل‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬وعامل‭ ‬الجودة،‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬لوائح‭ ‬وتشريعات‭ ‬تنظم‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬ووجود‭ ‬تكامل‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وهيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وقيام‭ ‬مؤسسات‭ ‬عالمية‭ ‬تمنح‭ ‬الاعتماد‭ ‬الدولي‭ ‬للبرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬بالتحقق‭ ‬من‭ ‬استيفاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬للمعايير‭ ‬العالمية،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬وبين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وينفي‭ ‬تلك‭ ‬التكهنات‭ ‬بأن‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬تسعى‭ ‬لزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا