الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حوار المنامة.. والأمن الإقليمي
كل الاجتماعات والمؤتمرات، والندوات والمنتديات، التي تقام حاليا في دول المنطقة، تكون القضية الفلسطينية ضمن أولويات أجندتها واهتماماتها، وأي تجمع سياسي أو أمني، يراد له أن يكون فاعلا ومؤثرا، واقعيا وحقيقيا، معبرا عن الموقف الإنساني السليم، يجب أن يتناول ما يتعرض له الأبرياء والمدنيين في غزة وفلسطين.
لذلك، يأتي حوار المنامة 19، الذي افتتح بالأمس في مملكة البحرين، ليجدد الموقف البحريني الثابت في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها نقطة ارتكاز أساسية للأمن الإقليمي، وإن حاولت بعض دول تحويل مسار الأمن الإقليمي إلى جهات وأحداث أخرى.
ما وقع في غزة ولا يزال، كشف صوت وموقف الشعوب العربية والشعوب التي تناصر الإنسانية، بأن الأمن الإقليمي مرهون بحل القضية الفلسطينية، ووقف الحرب العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة، التي ضرب فيها بالقانون الدولي الإنساني عرض الحائط.
كما أن الحرب ضد غزة، كشف زيف الحديث عن «حقوق الإنسان» وفق وجهة النظر الغربية الرسمية، التي سقطت في الامتحان الإنساني وتعرت، ومارست الازدواجية، ليس فقط في المعايير، ولكن إزاء محاسبة وإدانة التصريحات الإسرائيلية المتطرفة، التي طالبت بتهجير أهالي غزة، أو بإلقاء القنبلة النووية عليهم، أو وصفهم بالحيوانات البشرية..!!
تلك التصريحات والأوصاف التي لو نطق بها أو أشار إليها، أو حتى همز ولمز أي شخص عربي ومسلم، لقامت قيامة الدول الغربية ومنظماتها الحقوقية، التي تكيل بمكيالين.. وربما ألف مكيال..!!
الأمن الإقليمي، وكما تراه الشعوب العربية في هذه اللحظة، ليس مرتبط فقط بالأطماع الإيرانية، ولا من خلال المخاوف والتوجس والهواجس الغربية من التوسع العربي في العلاقات الجديدة، بعيدا عن العلاقات القديمة والشراكات الاستراتيجية الكلاسيكية، ولا من التحركات والعمليات من الجماعات الإرهابية فحسب، ولكنها مرتبطة ارتباطا وثيقا مع الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في غزة.. وأي حديث عن الأمن الإقليمي دون الإعلان صراحة عن إدانة ما تمارسه إسرائيل ووقف الحرب والقتل، هو حديث بعيد كل البعد عن الأمن الإقليمي.
الشعوب العربية ترى أن من يريد أن يلامس الواقع، ويتحدث عن الأمن الإقليمي، وينشد المستقبل الأكثر أمنا واستقرارا وازدهارا، عليه أن يوجه بوصلة الحديث نحو وقف التطرف والإرهاب الإسرائيلي، الذي تجاوز حدود ما يسمى بـ«الدفاع عن النفس»، إلى حدود ارتكاب الجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية.
نعم.. الشعوب العربية مع السلام والأمن الإقليمي، ولكنه السلام العادل والشامل والمستدام، الذي يقبل بحل الدولتين، والحق المشروع للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. وحوار المنامة فرصة سانحة وذهبية لتأكيد الأمن الإقليمي والسلام العادل، لحاضر المنطقة ومستقبلها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك