الرياض – الوكالات: عقدت في العاصمة السعودية الرياض أمس القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي تأتي استجابةً للظروف الاستثنائية التي يشهدها قطاع غزة.
وفي كلمته الافتتاحية أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض بلاده لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، داعيا إلى العمل لفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة.
وقال إن بلاده «تؤكد تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني». وتابع: «نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان».
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما يتعرض له الفلسطينيون هو «حرب إبادة».
وقال إنّ «شعبنا يتعرض لحرب إبادة على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة».
فيما ندّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمعاناة سكان غزة من «ممارسات لاإنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى». وحذّر من توسع نطاق الحرب «مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها».
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العالم بأسره شاهد على المذابح المرتبكة بحق سكان قطاع غزة. وقال أبو الغيط في كلمته خلال القمة إن «إسرائيل قتـلت أكثر من 11 ألف مدني في غزة 70% منهم أطفال ونساء دون تحرك المجتمع الدولي لوقف القصف».
وأكد أن الوقف الكامل لإطلاق النار في قطاع غزة هو أولوية مقدمة على أي اعتبار آخر، مشيرا إلى أن «إسرائيل ترغب في تحقيق تهجير قسري ثان للفلسطينيين، وهو ما نرفضه تماما ولا يمكن تمريره».
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أهمية بناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير.
وحذر العاهل الأردني في كلمته من أن المنطقة قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطول نتائجه العالم كله إن لم تتوقف الحرب البشعة على غزة. وشدد على أن الأردن سيواصل القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.
ولفت إلى ضرورة البناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة، الذي جاء نتيجة جهد عربي، ليكون خطوة أولى للعمل لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولا وفورا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف.
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي «منظمة إرهابية».
ودعا رئيسي كذلك في كلمته أمام القادة العرب والمسلمين إلى «تسليح الفلسطينيين» في حال «استمرت الهجمات» في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان الدول الغربية لالتزامها الصمت حيال المذبحة في فلسطين.
وقال أردوجان في كلمته: «من العار أن تظل الدول الغربية، التي تتحدث دائما عن حقوق الإنسان والحريات، صامتة على المذبحة في فلسطين». وأضاف: «نواجه بربرية غير مسبوقة في التاريخ حيث يتم قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ويتعرض المدنيون للمذابح».
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة أمس.
وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ السابع من اكتوبر إلى استشهاد أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال.
وأطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء.
وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا أمس عقد «قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية» بشكل استثنائي أمس.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان في حسابها على منصة إكس بأن قرار دمج القمتين جاء «استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك