كانت قراءتنا في محلها عندما قلنا في صبيحة مباراة النصر والأهلي إنّ هذه المباراة ربما لا تكون مباراة الجولة وحدها في منافسات الجولة الثالثة من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة لأنّ هناك على الضفة الأخرى مواجهة أخرى تجمع المحرق والنبيه صالح وربما هذه الأخيرة تسحب البساط من الأولى، وجاءت المباراتان هما الأفضل في الجولة بل خلال الجولات الثلاث إن صحّ التعبير، مررنا فنيا وتحليليا في الحلقة الأولى على لقاء الأهلي والنصر، واليوم نتوقف عند محطة المحرق والنبيه صالح لنحلل خسارة الأول وانتصار الثاني.
صدارة أم مفاجأة؟
هكذا جاء عنوان المباراة صبيحة يومها: المحرق والنبيه صالح.. صدارة أم مفاجأة؟ ومقصودنا هل يفوز المحرق ويتصدّر المجموعة، أم يحدث النبيه صالح المفاجأة؟ ولم يأت هذا العنوان من فراغ، ولكنه وليد متابعة الفريقين خلال الجولتين السابقتين على مواجهتهما، فحقّق النبيه صالح المفاجأة وتصدّر.
أداء مثالي لم يستمر
من شاهد الشوط الأول من الصعوبة بمكان يصدّق أن المحرق خسر المواجهة، إذ قدّم زملاء محمود العافية كابتن الفريق مردودا أقرب إلى المثالية جراء الإرسال الهجومي أو الموجّه الذي زلزل به المحرق استقبال النبيه صالح، وسهل مأمورية حوائط صد رفاق العافية.
المحرّق يشرب من الكأس نفسه
سبحان مغير الأحوال، إذ بدا المحرق في الشوط الثاني مغايرا عما كان عليه في الشوط الأول، إذ شرب لاعبوه من الكأس نفسه الذي شرب منه النبيه صالح، وعرف لاعبو الأخير كيف يفسدون ويهزون استقبال الكرة الأولى عند منافسهم، وكان زملاء حسين عاشور كابتن النبيه صالح هم أصحاب الكلمة في الشوط، إذ عاد الاستقرار والهدوء إلى الكرة الأولى.
تصرّف في مكانه
عندما وجد الأرجنتيني إليقيتا مدرب الأهلي لاعبه المصري أبو السعود فاقدا أهلية البقاء في الملعب خلال مباراة النصر لم يتوان من سحبه والنتيجة 16-10 إبان الشوط الأول ويعوضه بزميله سيد محمود العبار، ويتكرّر السيناريو نفسه في مباراة المحرق والنبيه صالح عندما وجد الكابتن فؤاد عبدالواحد مدرب النبيه صالح أنّ لاعبه النيجيري «أويديبو» لم يكن في أحسن حالاته الفنية فاستبدله مع مطلع الشوط الثاني بزميله جعفر صادق وهذا التغيير الذي جاء في وقته كان بداية الانطلاقة وفوقان لاعبي النبيه صالح من غفوة الشوط الأول.
سيد هاشم ومحمد جاسم يتفوقان
قدم سيد هاشم سيد عيسى أمام المحرق أفضل المباريات التي شاهدتها له على المستويين المحلي والمنتخبات، إذ في الوقت الذي كان فريقه أو المنتخب يحتاج إليه تراه يخطئ، بينما في اللقاء الأخير كان صمّام الأمان لفريقه، إذ ظهر سيد هاشم مثاليا على المستوى الهجومي، وأخذ يسرح ويمرح على الشبكة، ولم تستطع حوائط صد المحرق إيقافه، وكان أحد أوراق الانتصار.
ولم يكن زميله محمد جاسم بأقل شأنا، إذ كراته الساحقة على مشارف منطقة الأمتار الثلاثة في ملعب المحرق كانت شاهدة على تميزه، إذ كان حوائط الصد وتخفيف هجوم المحرق، وانضم لهما علي عبد الواحد وحسين عاشور هذا الأخير الذي انشغل كثيرا بالاستقبال.
أطراف المحرق والاستقبال
وضح جليا أنّ الأشواط الخمسة التي خاضها المحرق في المباراة قد كشفت اهتزاز الكرة الأولى عند ضاربي الأطراف مجيد سيد محمد كاظم وأحمد عيسى اللذين ركزا النبيه صالح إرسالاته على استقبالهما، ونجح في خلخلتهما، واضطرّ محمود العافية كثيرا إلى الركض وراء الكرة وإرغامه على اللعب المفتوح المقروء على حساب تنشيط ضاربي مركز3، فغياب استقرار الكرة الأولى واحد من أسباب الخسارة.
تفكّك حوائط الصد
تفكك حوائط الصد اضطرّ معه مدرب المحرق الكابتن ياسين الميل إلى ضرب أخماس في أسداس رغم تعليماته المهموسة والمسموعة للاعبيه في هذا الشأن، ورغم وجود حوائط الصد الثنائية إلا أنها لا توجد في الوقت المناسب لغياب القراءة من جهة وبطء التصرف والحركة وردّة الفعل من جهة أخرى رغم بعض محاولات عباس الخباز الناجحة، وإلا ما الذي جعل التفوق الهجومي يصبّ في صالح النبيه صالح؟
تغيير متأخر
مشاركة حسين علي خليفة في المباراة جاءت متأخرة إلا إذا كان الأخير مصابا أو غير جاهز فهذا شأن آخر، إذ كان واضحا أنّ زميله علي الصيرفي لم يكن في حالته الطبيعية رغم الهدوء الذي كان عليه كعادته.
أخطاء هجومية
وقع ضاربو المحرق في مطب الخطأ الهجومي في أوقات كان الفريق يحتاج فيها إلى عدم الخطأ، ولولا استعجال لاعبي النبيه صالح الفوز في الشوط الفاصل لخرجوا بنتيجة عريضة لا تتناسب وسمعة المحرق، إذ وصل الفارق إلى خمس نقاط 10-5.
حديث الجميع
الكرة التي صوبها لاعب النبيه صالح في الشوط الفاصل لامست أرضية الملعب غير أنّ طاقم التحكيم أعطى استمرارية تداول الكرة قبل أن يعود في قراره.. هذه اللقطة باتت حديث الجميع في مواقع التواصل الاجتماعية حتى على مستوى الاهتمام باللعبة في المنطقة.
حسين منصور.. اهدأ
دائما ما يطالب الفنيون ومدربو الأندية والمنتخبات صانعي الألعاب بلزوم الهدوء، لأنّ شغل المباراة كله بل شغل الفريق والجهاز الفني كله على عاتقهم، وهذا ما نريده من صانع ألعاب طائرة النبيه صالح حسين منصور أن يكون عليه، إذ بدا خارجا عن النص في المباراة ما اضطرّ حكم المباراة إلى إشهار بطاقته الملوّنة إليه، فصانع الألعاب ينبغي أن يكون أهدأ شخص في الصالة وليس في المباراة وحدها، لأنه عندما يفلت (راح يخرّب الدنيا).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك