تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة أمس، بينما تزداد أعداد الضحايا من المدنيين جراء القصف الهمجي، ويزداد الأمر سوءا إزاء الأوضاع في القطاع والتي أصبحت كارثية.
وأعلنت مصادر فلسطينية أمس عشرات الشهداء في الغارات المتواصلة وسط اشتباكات ميدانية ضارية.
واستمر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبحر والأرض في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال متحدث باسم حماس لـ«العربية» و«الحدث» إن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية وتعتمد سياسة الأرض المحروقة، مضيفاً أن «إسرائيل تلقي عشرات القنابل على مربعات سكنية كاملة».
وأفادت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بانتشال 15 شهيدا من عائلة واحدة في قصف منزل سكني في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وذكرت المصادر أنه جرى انتشال 10 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد ثلاثة جراء استهداف منزل في محيط شارع العجارمة شمال غزة. كما قتل 17 آخرون في قصف منزل سكني وسط خان يونس جنوب القطاع.
وبحسب المصادر فإن مناطق سكنية في مدينة غزة مثل أحياء النصر والشيخ رضوان والشجاعية ومخيم الشاطئ للاجئين شهدت هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية مكثفة الليلة قبل الماضية وصباح أمس.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس، ارتفاع عدد الشهداء أمس في القطاع بسبب القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 10,569 فلسطينياً بينهم 4324 طفلاً. كما أكدت ارتفاع عدد المصابين إلى 26,475. وأشارت لـ2550 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1350 طفلاً.
وتم الإبلاغ عن فقدان حوالي 2450 آخرين، من بينهم 1350 طفلاً، وربما كانوا محاصرين أو ماتوا تحت الأنقاض، في انتظار الإنقاذ أو التعافي.
وتشمل هذه الوفيات المبلغ عنها ما لا يقل عن 192 من الطاقم الطبي، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ومن بينهم، كان 16 على الأقل في الخدمة عندما قُتلوا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومن بين القتلى أيضًا 89 من موظفي الأونروا، و18 من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني.
وردا على العدوان واصلت الجماعات الفلسطينية المسلحة إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل. وأعلنت كتائب القسام استهداف جنود إسرائيليين قرب تجمع للآليات المتوغلة جنوب مدينة غزة، وتدمير 15 آلية إسرائيلية في محاور عدة بقطاع غزة أمس.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصف تل أبيب والمناطق المحيطة بها مرة أخرى بالصواريخ «ردا على استهداف المدنيين». كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، قصف بلدات غوش دان وسديروت ومفلاسيم في جنوب إسرائيل برشقات صاروخية.
وتدعو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وقادة العالم العربي ودول أخرى في العالم إلى وقف إطلاق النار، وهي فكرة لا تدعمها واشنطن التي تدفع في اتجاه «توقف إنساني» لإطلاق النار، وتشدد على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جدد، الاثنين، مطالبته بـ «وقف إطلاق نار إنساني يزداد إلحاحا ساعة بعد ساعة» في القطاع الذي أضحى «مقبرة للأطفال»، مضيفا «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية، بل إن البشرية في أزمة».
كما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، بوضع حد لما يقاسيه مدنيون من معاناة رهيبة، خصوصا الأطفال.
في هذه الأثناء حذرت الأمم المتحدة من أن وضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة ومناطق أخرى شمال وادي غزة يزداد سوءًا، حيث تستمر الاشتباكات المسلحة والقصف المكثف بينما يكافح الناس لتأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء للبقاء على قيد الحياة.
وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنه حتى الثلاثاء لم تكن هناك أي مخابز نشطة في الشمال، بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالكثيرين. ولم يتمكن شركاء الأمن الغذائي من تقديم المساعدة في الشمال خلال الأيام السبعة الماضية.
وتستمر الهجمات على مقربة من المستشفيات في الشمال التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الذين لا يحصلون إلا على الخدمات الأساسية فقط.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجري مستشفيات الشمال عمليات جراحية معقدة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف، دون تخدير، بسبب نقص الإمدادات الطبية.
ونبه المكتب الأممي إلى أن الملاجئ الواقعة جنوب وادي غزة غير قادرة على استيعاب الوافدين الجدد لأنها تواجه اكتظاظا شديدا؛ وفي أحد الملاجئ، يضطر أكثر من 600 نازح إلى تقاسم مرحاض واحد.
وأكد أن الحجم اليومي للمساعدات الإنسانية التي تدخل من مصر يلبي جزءًا صغيرًا من احتياجات الناس. ولا يستفيد من مياه الشرب التي يتم جلبها سوى 4% من سكان غزة، في حين يظل الوقود الذي تشتد الحاجة إليه محظورًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك