العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

معرض البحرين الدولي للكتاب..
عُـرسنا الثقافي الأجمل مُؤجل حتى إشعارٍ آخَر؟!

السبت ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

استطلاع‭ ‬أجراه‭: ‬أحمَد‭ ‬المُؤذّن

 

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تُعد‭ ‬فيه‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬الدولية‭ ‬رئـة‭ ‬الثقافة‭ ‬وذراعـها‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬والنهوض‭ ‬بالساحة‭ ‬المحلية‭ ‬وتعزيـز‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬أثبت‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الأعـوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والتقلبات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتجدد‭ ‬حضوره‭ ‬وبات‭ ‬فاعـلا‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬بترويج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهـة‭ ‬للسياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬وجوه‭ ‬وقامات‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭. ‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬أولى‭ ‬بوادر‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ / ‬كوفيد،‭ ‬والشلل‭ ‬الذي‭ ‬هيمن‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬تراجع‭ ‬مكسبنا‭ ‬الحضاري‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬لما‭ ‬وقعنا‭ ‬في‭ ‬مصيدة‭ ‬التأجيل‭ ‬حيث‭ ‬غـاب‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬عن‭ ‬خارطـة‭ ‬وأجندة‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية‭ ‬منذُ‭ ‬عام‭ ‬2020‭ / ‬2021‭/ ‬2022‭/ ‬2023‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2024‭!‬

من‭ ‬البديهي‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬ثمـة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المعنويـة‭ ‬التي‭ ‬دفعتها‭ ‬ساحتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جـراء‭ ‬التأجيلات‭ ‬المتلاحقـة‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬خيبـة‭ ‬أمـلٍ‭ ‬يكابدها‭ ‬الكاتب‭ ‬والمثقف‭ ‬والقارئ‭ ‬والناشر‭ ‬المحلي،‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬تنتابه‭ ‬الفرضيات‭ ‬والتساؤلات،‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬صائبـًا،‭ ‬لذا‭ ‬تـوجهنا‭ ‬إلى‭ ‬عينة‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬بسؤال‭ ‬محوري‭ ‬فكان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

*‭- ‬ثمـة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يـرى‭ ‬أي‭ ‬ضـرر‭ ‬من‭ ‬تأجيل‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬لكون‭ ‬العربي‭ ‬يعد‭ ‬القراءة‭ ‬ترفـًـا‭ ‬فكريـًا‭ ‬وسوق‭ ‬المكتبات‭ ‬المحلية‭ ‬بالأساس‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تخمة‭ ‬المعروض‭ ‬وقلة‭ ‬الإقبال‭ .. ‬هـل‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟

وبطرح‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬والناقـد‭ ‬د‭. ‬فهـد‭ ‬حسين‭ ‬أجاب‭: ‬

‭ - ‬أثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬بين‭ ‬مفاجأ‭ ‬ومندهش،‭ ‬وبين‭ ‬مستنكـر،‭ ‬ومن‭ ‬وضع‭ ‬الأسباب‭ ‬والتكهنات،‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬عـلق‭ ‬بكلمات‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مستغربـًا‭ ‬ومنتقـدًا‭. ‬وحين‭ ‬قـرأت‭ ‬الخبر‭ ‬لم‭ ‬أصب‭ ‬بالفجأة‭ ‬بقـدر‭ ‬ما‭ ‬طرحت‭ ‬من‭ ‬أسئلـة‭ ‬تخصني‭ ‬تجاه‭ ‬إقامة‭ ‬المعرض‭ ‬،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكـد‭ ‬أن‭ ‬هيئـة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬يهمها‭ ‬إقامة‭ ‬المعرض،‭ ‬وفي‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬على‭ ‬اعـتبار‭ ‬أنـه‭ ‬حدث‭ ‬ثقافي‭ ‬عـربي‭ ‬مهم‭ ‬يدخـل‭ ‬البحرين‭ ‬ومشهدها‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬دائـرة‭ ‬الضوء‭ ‬بعد‭ ‬جائحـة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نصدر‭ ‬أحكامـًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التأجيل،‭ ‬فلربما‭ ‬هناك‭ ‬أمور‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬إدارية‭ ‬أو‭ ‬لوجستيـة‭ ‬أو‭ ‬مكانيـة‭ ‬أو‭ ‬فنيـة‭ ‬لا‭ ‬نعيهـا،‭ ‬لهذا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬الحالة‭ ‬الضبابية‭ ‬التي‭ ‬غـطت‭ ‬الكتاب‭ ‬والمثقفين‭ ‬عبر‭ ‬التحاور‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬بالهيئـة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حيثيات‭ ‬هذا‭ ‬التأجيل‭. ‬ولا‭ ‬شـك‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نحلم‭ ‬بإقامـة‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬ليس‭ ‬كـل‭ ‬سنتين‭ ‬بل‭ ‬سنـويـًا،‭ ‬ويتعدى‭ ‬طـموحنا‭ ‬إلى‭ ‬إقامـة‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الثقافية‭ ‬المتنوعـة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والأدبيـة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمـر‭ ‬ليس‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬خـطط‭ ‬الهيئـة‭ ‬كما‭ ‬أصدرت‭ ‬قبل‭ ‬مـدة‭ ‬بإعـلانها‭ ‬استقبال‭ ‬من‭ ‬يرغـب‭ ‬في‭ ‬النشـر‭ ‬وطباعـة‭ ‬منتجـه،‭ ‬لهذا‭ ‬ننتظـر‭ ‬ما‭ ‬يقولـه‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬جدًا،‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرار‭ ‬لن‭ ‬يتوانوا‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭.‬

أما‭ ‬الكاتب‭ ‬والروائي‭ ‬د‭. ‬جعفر‭ ‬الهـدي‭ ‬فقد‭ ‬شاركنا‭ ‬برأيـه‭ ‬وقال‭:‬

‭- ‬تمثل‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬شريان‭ ‬حياة‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بـلد‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيل‭ ‬حراك‭ ‬ثقافي‭ ‬نشـط‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬معرض‭ ‬كـتاب‭ ‬رئيسي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬معارض‭ ‬صغيرة‭. ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬تعني‭ ‬تسهيل‭ ‬وصول‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬يد‭ ‬القارئ‭ ‬وتعني‭ ‬وصول‭ ‬المؤلف‭ ‬إلى‭ ‬القراء‭ ‬أنفسهم،‭ ‬فهي‭ ‬بذلك‭ ‬تمثل‭ ‬الحراك‭ ‬المتجدد‭ ‬لمثلث‭ ‬الثقافة‭: ‬المؤلف‭ ‬والكتاب‭ ‬والقارئ‭.‬

معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬من‭ ‬أقـدم‭ ‬وأهـم‭ ‬وأنشـط‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطـن‭ ‬العربي،‭ ‬والناشرون‭ ‬من‭ ‬كـل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ينتظرون‭ ‬حـدث‭ ‬المعرض‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر،‭ ‬وهـم‭ ‬يشاركون‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬تنظمـه‭ ‬مؤسسـة‭ ‬الأيام‭ ‬لأنهم‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬القارئ‭ ‬المتنوع‭ ‬والمتنور‭ ‬الذي‭ ‬يتلقـى‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬صنوف‭ ‬المعرفة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نعتقـد‭ ‬بأن‭ ‬الناشرين‭ ‬يترقبون‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬العرس‭ ‬الثقافي،‭ ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬الكتّاب‭ ‬يأملون‭ ‬بأن‭ ‬تعيـد‭ ‬هيئـة‭ ‬الثقافة‭ ‬النظـر‭ ‬في‭ ‬قـرار‭ ‬تأجيل‭ ‬المعرض،‭ ‬فإن‭ ‬الناشرين‭ ‬يأملـون‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭.‬

نحن‭ ‬ككتّاب‭ ‬ندرك‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬تنظيـم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬الضخمة،‭ ‬فهي‭ ‬تحتاج‭ ‬المزيـد‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬لكننا‭ ‬على‭ ‬ثقـة‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرسمية‭ ‬قـادرة‭ ‬على‭ ‬تذليـل‭ ‬هذه‭ ‬العقبات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬ينتظـره‭ ‬آلاف‭ ‬القراء‭ ‬والكتّاب‭ ‬والناشـرين‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬تتحقق‭ ‬آمــال‭ ‬كـل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬معـرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬القادم‭. ‬وعلى‭ ‬صلة‭ ‬بذات‭ ‬الموضوع‭ ‬تضيف‭ ‬الكاتبة‭ ‬والباحثة‭ ‬البحرينية‭ ‬أمينـة‭ ‬الفـردان‭..‬

‭- ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظـري‭ ‬الضـرر‭ ‬واقع‭ ‬جراء‭ ‬تأجيل‭ ‬فعالية‭ ‬وعـرس‭ ‬ثقافي‭ ‬مهم‭ ‬كمثـل‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب،‭ ‬كـل‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬عـلاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غـير‭ ‬ذلك‭ ‬تتضرر،‭ ‬هذا‭ ‬أكيـد،‭ ‬كُتاب‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬البـلد‭ ‬أصدروا‭ ‬كتبهـم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الأعـوام‭ ‬الماضية‭ ‬تجشموا‭ ‬عـناء‭ ‬طباعـة‭ ‬وتمويل‭ ‬إصداراتهم،‭ ‬كانوا‭ ‬يتمنون‭ ‬فرصة‭ ‬فعالية‭ ‬المعرض‭ ‬ابتغاء‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بالقارئ‭ ‬المحلي‭ ‬وهذا‭ ‬طبعـًا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الناشر‭ ‬البحريني،‭ ‬لا‭ ‬فرصة‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأطـراف‭ ‬حتى‭ ‬يلتـئم‭ ‬شمـلها‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحـد‭!‬

لله‭ ‬الحمد‭ ‬لدينا‭ ‬شريحـة‭ ‬مجتمعيـة‭ ‬كبيرة‭ ‬تقـرأ‭ ‬أتفاءل‭ ‬بها‭ ‬حقيقـة‭ ‬وهي‭ ‬أكيـد‭ ‬متضررة‭ ‬من‭ ‬تأجيل‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب،‭ ‬أسعار‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬سوقـنا‭ ‬المحلية‭ ‬مرتفعـة‭ ‬ومكتباتنا‭ ‬تفرض‭ ‬نسبة‭ ‬استقطاع‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الكتاب،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬القارئ‭ ‬المحلي‭ ‬يترقب‭ ‬المعرض‭ ‬ويظل‭ ‬يوفر‭ ‬له‭ ‬ميزانية‭ ‬خاصة‭ ‬حتى‭ ‬يستمتع‭ ‬بالعناوين‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬يهتم‭ ‬بها‭. ‬هيئـة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬تقـع‭ ‬عـليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬التأجيـل‭ ‬كما‭ ‬أرى،‭ ‬مشهدنا‭ ‬الثقافي‭ ‬وفعالية‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬مهمـة‭ ‬جدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬وتأجيلها‭ ‬أمر‭ ‬سلبي‭ ‬للأسف‭ ‬يعود‭ ‬بالضرر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطـراف‭ ‬ويحرم‭ ‬القراء‭ ‬والكتاب‭ ‬والناشرين‭ ‬من‭ ‬تنشيط‭ ‬فعلنا‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري،‭ ‬صحيح‭ ‬أننا‭ ‬نؤجـل‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬هذا،‭ ‬لكن‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقـة‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تجاوزتنا‭ ‬بأشواط‭ ‬خرافيـة‭ ‬في‭ ‬مكاسبها‭ ‬الحضارية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتنمويـة‭. ‬يشاركنا‭ ‬القاص‭ ‬أ‭. ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬حـسن‭ ‬في‭ ‬مداخـلة‭ ‬سريعـة‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬فيقول‭:    ‬

‭- ‬مهما‭ ‬وصلت‭ ‬القراءة‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الترف‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬الفكري‭ ‬وعانت‭ ‬المكتبات‭ ‬من‭ ‬التخمة‭ ‬في‭ ‬معروضاتها‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬وتسبب‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬الإقبال،‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬زاخر‭ ‬بالثقافة‭ ‬والمثقفين‭ ‬ليتم‭ ‬إلغاء‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأبعاد‭ ‬السلبية‭ ‬والمؤثرة‭ ‬على‭ ‬واجهتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬عكسية‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬شأنه‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬عطـائه‭ ‬العلمي‭ ‬والفكري‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬نشاطنا‭ ‬سلبـًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.  ‬إقامة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬والأنشطـة‭ ‬الثقافية‭ ‬التنافسية‭ ‬الدولية‭ ‬تشجيعا‭ ‬لدور‭ ‬الثقافة‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬والمحلية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أسوة‭ ‬بالبلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬المجاورة،‭ ‬فيها‭ ‬مكسب‭ ‬حضاري‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نفرط‭ ‬فيه،‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬كسبنا‭ ‬بشكل‭ ‬تصاعـدي‭ ‬سمعـة‭ ‬ثقافية‭ ‬كبرى‭ ‬عـند‭ ‬الناشر‭ ‬العربي،‭ ‬وهذا‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬ثقافي‭ ‬وحضاري‭ ‬يتأثر‭ ‬بتأجيل‭ ‬المعرض‭ ‬وغيابه‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ضرر‭ ‬يحصل‭.‬

وكما‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬قائمة‭ ‬بسبب‭ ‬تكرار‭ ‬التأجيل‭ ‬وعدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬واحتمالية‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المساهمة‭ ‬والزوار‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬تذكر‭ ‬حول‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭. ‬وبذلك‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬النظر‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بعمق‭ ‬وجدية‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬الجميع‭ ‬سواء‭ ‬الدور‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬إقامته‭ ‬من‭ ‬زوار‭ ‬ومثقفين‭ ‬وباحثين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تجسيده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وعودة‭ ‬تلك‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نحضرها‭ ‬وهي‭ ‬عامرة‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الكتب‭ ‬الثقافية‭ ‬ودور‭ ‬النشر‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬دائما‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬ومثقفين‭ ‬وفنانين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان‭ ‬المهتمة‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬النوعي‭ ‬الثقافي‭. ‬يبقى‭ ‬سؤالك‭ ‬هنا‭ ‬محيرا‭ ‬ومربكا‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬تكرار‭ ‬تأجيل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بالكتاب‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬ولا‭ ‬ضرر‭ ‬منه‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بالإمكان‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬آخـر‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬مشاكـل،‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬جدية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬إعلان‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬حتى‭ ‬نتلافى‭ ‬الوقوع‭ ‬فيها‭ ‬مستقبلا،‭ ‬لأن‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب،‭ ‬أقوى‭ ‬حدث‭ ‬ثقافي‭ ‬عندنا‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نسخـر‭ ‬له‭ ‬كـل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬فهو‭ ‬استثمارنا‭ ‬الثقافي‭ ‬الأجمـل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا