العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

((غزة)).. قد يسكت العقل .. لكن تصرخ القيم..!

بالأمس،‭ ‬وفي‭ ‬الحفل‭ ‬التكريمي‭ ‬لمسابقة‭ ‬‮«‬تحدي‭ ‬القراءة‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة،‭ ‬أدى‭ ‬الفنان‭ ‬العراقي‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬أوطاني‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬مقطع‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬للشاعر‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬الملقب‭ ‬بـ«متنبي‭ ‬العراق‮»‬‭.. ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬مشاعر‭ ‬الحضور‭ ‬والمشاهدين‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬إنساني،‭ ‬إذ‭ ‬ربط‭ ‬الجميع‭ ‬الأمر‭ ‬بما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وحال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المسابقة‭ ‬مخصصة‭ ‬لفن‭ ‬القراءة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الناشئة‭ ‬للاعتزاز‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجنون‭ ‬‮«‬الهولاكو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭. ‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أبواب‭ ‬المستقبل‭ ‬مفتوحة‭ ‬لمن‭ ‬يحمل‭ ‬راية‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭.. ‬المستقبل‭ ‬موجود‭ ‬بين‭ ‬دفتي‭ ‬كتاب‭.. ‬ومن‭ ‬يقرأ‭ ‬اليوم‭ ‬سطراً‭ ‬يخط‭ ‬غداً‭ ‬فصولاً‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬المستقبل‭.. ‬وأن‭ ‬القراءة‭ ‬مفتاح‭ ‬لفهم‭ ‬الذات‭ ‬والعالم‭.. ‬وهي‭ ‬البوصلة‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬مسار‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وستبقى‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬لتحسين‭ ‬حياة‭ ‬البشر‮»‬‭.‬

ومما‭ ‬يدعو‭ ‬للفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬بشكل‭ ‬متميز،‭ ‬حيث‭ ‬نالت‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬مريم‭ ‬بنت‭ ‬عمران‭ ‬الابتدائية‮»‬‭ ‬التكريم‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أوائل‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬‮«‬الأستاذة‭ ‬رقية‭ ‬فريد‭ ‬الكعبي‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬المشرفين‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬تصفيات‭ ‬المسابقة،‭ ‬كما‭ ‬نالت‭ ‬‮«‬الطالبة‭ ‬زينب‭ ‬إبراهيم‭ ‬المؤمن‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أصحاب‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭.‬

وبالأمس‭ ‬ارتكبت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المجرمة،‭ ‬مجزرة‭ ‬مروعة‭ ‬جديدة،‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬مئات‭ ‬الضحايا‭ ‬بين‭ ‬قتيل‭ ‬وجريح‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬جباليا،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬مقبرة‮»‬‭ ‬لآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬دولي‭ ‬مطبق،‭ ‬وازدواجية‭ ‬أجنبية‭ ‬مفضوحة،‭ ‬حول‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬ويحصل،‭ ‬فقد‭ ‬أبرزت‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤلمة‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬التعاطف‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كما‭ ‬أحيت‭ ‬الأوضاع‭ ‬الشعور‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬فلسطين‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياته،‭ ‬ورسخت‭ ‬حب‭ ‬فلسطين‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬الذين‭ ‬برهنوا‭ ‬دعمهم‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحراك‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وأسلوب‭ ‬المقاطعة‭ ‬التجارية،‭ ‬مع‭ ‬أمور‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬بسبب‭ ‬التغيب‭ ‬الفكري‭ ‬الحاصل،‭ ‬ولكن‭ ‬‮«‬عاصفة‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬إعادة‭ ‬لبوصلة‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬عبدالواحد‭ ‬في‭ ‬قصيدته‭ ‬‮«‬دنيا‭ ‬الوطن‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬غناها‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬بالأمس،‭ ‬مع‭ ‬تغيير‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬فرط‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬كثر‮»‬،‭ ‬ربما‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬معنى‭ ‬أسرع‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي‭: ‬

فَرْطُ‭ ‬السّكوتِ‭ ‬على‭ ‬فَرطِ‭ ‬الأذى‭ ‬سَقَمُ‭..‬

قد‭ ‬يسكتُ‭ ‬الجرحُ‭ ‬لكن‭ ‬يَنطقُ‭ ‬الألمُ‭!‬

ومعقلُ‭ ‬الظلمِ‭ ‬أيّاً‭ ‬كان‭ ‬صاحبُهُ‭..‬

لا‭ ‬بد‭ ‬يوماً‭ ‬على‭ ‬أهليِه‭ ‬ينهدمُ‭!‬

فقُلْ‭ ‬لكل‭ ‬عُتاةِ‭ ‬الأرضِ‭.. ‬مَن‭ ‬غَشَموا

ومَن‭ ‬طغَوا‭ ‬قبلَكم‭ ‬في‭ ‬الأرضِ‭.. ‬أينَ‭ ‬همو؟

فَرْطُ‭ ‬السّكوتِ‭ ‬على‭ ‬فَرطِ‭ ‬الأذى‭ ‬سَقَمُ‭..‬

قد‭ ‬يسكت‭ ‬العقل‭ ‬لكن‭ ‬تصُرخ‭ ‬الشيم‭!‬

وأن‭ ‬للصبر‭ ‬حدا‭ ‬عند‭ ‬صاحبه‭..‬

من‭ ‬بعده‭ ‬تستوي‭ ‬الأنوار‭ ‬والظلم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا