الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
((غزة)).. قد يسكت العقل .. لكن تصرخ القيم..!
بالأمس، وفي الحفل التكريمي لمسابقة «تحدي القراءة العربي»، الذي أقيم في دبي بدولة الإمارات الشقيقة، أدى الفنان العراقي كاظم الساهر أغنية «بلاد العرب أوطاني»، مع مقطع من قصيدة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الملقب بـ«متنبي العراق».. ما أثار مشاعر الحضور والمشاهدين في مشهد إنساني، إذ ربط الجميع الأمر بما يتعرض له الأشقاء في فلسطين وحال الأمة العربية.
وعلى الرغم من أن المسابقة مخصصة لفن القراءة، وتشجيع الناشئة للاعتزاز باللغة العربية، إلا أن المشهد العام كان التعاطف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، والتضامن مع القضية الفلسطينية، في ظل الجنون «الهولاكو» الذي تمارسه الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «أبواب المستقبل مفتوحة لمن يحمل راية العلم والمعرفة.. المستقبل موجود بين دفتي كتاب.. ومن يقرأ اليوم سطراً يخط غداً فصولاً في كتاب المستقبل.. وأن القراءة مفتاح لفهم الذات والعالم.. وهي البوصلة التي رسمت مسار الحضارة الإنسانية، وستبقى القوة الدافعة لتحسين حياة البشر».
ومما يدعو للفخر والاعتزاز أن مملكة البحرين كانت حاضرة في المسابقة بشكل متميز، حيث نالت «مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية» التكريم ضمن قائمة أوائل المدارس في الدول المشاركة في المسابقة، كما تم تكريم «الأستاذة رقية فريد الكعبي» ضمن قائمة المشرفين الأوائل في تصفيات المسابقة، كما نالت «الطالبة زينب إبراهيم المؤمن» ضمن قائمة أصحاب المراكز الأولى في فئة أصحاب الهمم.
وبالأمس ارتكبت القوات الإسرائيلية المجرمة، مجزرة مروعة جديدة، راح ضحيتها مئات الضحايا بين قتيل وجريح في مخيم جباليا، بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة أن قطاع غزة أصبح «مقبرة» لآلاف من الأطفال، في ظل صمت دولي مطبق، وازدواجية أجنبية مفضوحة، حول تطبيق القانون الدولي الإنساني.
وعلى الرغم من كل ما حصل ويحصل، فقد أبرزت الأحداث المؤلمة الحاصلة في غزة، التعاطف العربي على كل المستويات مع القضية الفلسطينية، كما أحيت الأوضاع الشعور العربي في دعم فلسطين بمختلف مستوياته، ورسخت حب فلسطين لدى الجميع خاصة لدى الناشئة والشباب، الذين برهنوا دعمهم للأشقاء الفلسطينيين من خلال الحراك الإلكتروني، وأسلوب المقاطعة التجارية، مع أمور كانت تعتبر من أساسيات الشباب العربي بسبب التغيب الفكري الحاصل، ولكن «عاصفة الأقصى» إعادة لبوصلة العقل العربي إلى فلسطين من جديد.
يقول الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد في قصيدته «دنيا الوطن»، والتي غناها كاظم الساهر بالأمس، مع تغيير كلمة «فرط» إلى كلمة «كثر»، ربما حتى تكون ذات معنى أسرع للشباب في عصرنا الحالي:
فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ..
قد يسكتُ الجرحُ لكن يَنطقُ الألمُ!
ومعقلُ الظلمِ أيّاً كان صاحبُهُ..
لا بد يوماً على أهليِه ينهدمُ!
فقُلْ لكل عُتاةِ الأرضِ.. مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ همو؟
فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ..
قد يسكت العقل لكن تصُرخ الشيم!
وأن للصبر حدا عند صاحبه..
من بعده تستوي الأنوار والظلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك