أثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني أو طريق فرار للفلسطينيين من غزة مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردود فعل حادة من الدول العربية، وذلك رفضا للتهجير القسري الذي يسعى له الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، والقفز على القرارات الدولية.
وحذرت مصر الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة والأردن المتاخمة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الخميس: «هذه قضية القضايا وقضية العرب كلها»، وأضاف: «من المهم أن يبقى الشعب (الفلسطيني) صامدا وحاضرا على أرضه».
وبالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن فكرة الرحيل أو إجبارهم على الخروج من الأرض التي يريدون إقامة دولتهم عليها تحمل أصداء «النكبة» عندما فر الكثير من الفلسطينيين من منازلهم خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل.
وردا على ذلك، حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم، مشددا على عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين».
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية يوم الجمعة إن الكويت ترفض «بشكل قاطع» دعوات إسرائيل للتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة و«استمرار التصعيد وعمليات القتل والتدمير العشوائي الذي يعد خرقا للقانون الدولي والإنساني».
وأكد بيان لوزارة الخارجية السعودية يوم الجمعة رفض المملكة القاطع لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزل هناك.
وأضاف البيان أن المملكة تطالب برفع الحصار عن غزة، وتجدد دعوتها للمجتمع الدولي إلى التحرك السريع لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين.
وأعلنت قطر أمس السبت رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر «تدعو إلى رفع الحصار عن القطاع وتوفير الحماية التامة للمدنيين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
وأعربت وزارة الخارجية اليمنية عن إدانتها البالغة واستنكارها الشديد ورفضها التام لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، ودعت في بيان نشرته الوكالة الحكومية «المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن الدولي إلى القيام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية لإيقاف التصعيد العسكري وإنهاء الحصار الشامل بحق الشعب الفلسطيني، الذي يتجرع مرارة العدوان والحصار والمصادرة لأبسط حقوقه».
وأكدت الخارجية «موقف اليمن الثابت والراسخ الداعم لحق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة وإقامة دولته المستقلة تنفيذا لكافة القوانين والقرارات الدولية، ووفقا لمبادرة السلام العربية».
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسبوع الماضي إن تركيا تقف إلى جانب مصر في رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مع الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس.
وأضاف فيدان، الذي كان يتحدث خلال أول زيارة له كوزير لمصر بينما كان يقف إلى جانب نظيره المصري، أنه يتعين على العالم أن يتحرك لمنع اتساع رقعة الصراع لاستئناف محادثات السلام التي تركز على تحقيق حل الدولتين.
وبعد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن جميع الدول العربية اتفقت على مواجهة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد نصح يوم الثلاثاء الفلسطينيين «بالخروج» عبر معبر رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانات متتالية، تدعو الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في قطاع غزة، وهو ما أثار ردود فعل الدول العربية الرافضة للتهجير الفلسطيني المستمر منذ الاحتلال البريطاني الذي مهد لقيام دولة للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك