أبيدجان - (أ ف ب): جنّبت قرعة دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم المنتخبات الأربعة والعشرين «مجموعة الموت»، إذ أفرزت مواجهات متوازنة في الدور الأول لا تخلو من لقاءات قويّة عدة، أبرزها في المجموعة الأولى بين ساحل العاج المضيفة والساعية إلى لقبها الثالث ونيجيريا الطامحة إلى رابع نجماتها في البطولة القارية، فضلاً عن القمة الكلاسيكية بين مصر وغانا في المجموعة الثانية.
وستخوض السنغال التي تستهل حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة غامبيا «نزالات صعبة» في المجموعة الثالثة، ولا سيما ضد الكاميرون البطلة خمس مرات آخرها 2017 ضمن المجموعة الثالثة والتي تضم أيضاً غينيا.
وقال نجم «أسود تيرانغا» ولاعب النصر السعودي ساديو مانيه «المجموعة صعبة جداً، ولا سيما ضد الكاميرون القوية، إنما هذه هي كرة القدم ينبغي ان نبذل قصارانا للدفاع عن اللقب وان نتحلى بالإرادة».
ويفتتح منتخب «الأفيال» البطولة بمواجهة غينيا بيساو في أبيدجان في الثالث عشر من يناير ضمن المجموعة الأولى.
ويأمل العاجيون استغلال عاملي الأرض والجمهور لحصد اللقب الثالث بعد 1992 و2015، إنما ستكون المواجهات صعبة ولا سيما ضد منتخب «النسور الخضراء» النيجيري وغينيا الاستوائية التي بلغت نصف نهائي نسخة 2015.
واعتبر مدرب المنتخب العاجي الفرنسي جان لوي غاسيه أن المجموعات كلها متقاربة، مضيفاً «كل مجموعة تضم منتخبين قويين يمكنهما الوصول الى الأدوار الإقصائية، إنما ليس هناك منتخبات كبيرة وصغيرة الكل سواسية في إفريقيا».
وقال أسطورة اللعبة في البلاد وهداف نادي تشلسي الانكليزي السابق ديدييه دروغبا إن الشعب العاجي مسرور باستضافة البطولة.
وأضاف «المجموعة صعبة جداً، إنما المستحيل ليس من شيمنا فضلاً عن ان المنتخبات الأخرى قوية».
مشوار صعب لمصر
ويخوض المنتخب المصري المتوج باللقب سبع مرات آخرها عام 2010 مشواراً صعباً في المجموعة الثانية إلى جانب نظيره الغاني الساعي إلى كسر انتظار دام أكثر من أربعة عقود زمنية، حيث توج بلقبه الرابع عام 1982.
وتضم المجموعة أيضاً منتخب الرأس الأخضر الذي يشارك للمرة الرابعة، وموزامبيق التي تحضر للمرة الخامسة في تاريخها والأولى منذ 2010.
ويضم المنتخب المصري بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا تشكيلة قوية يقودها جناح ليفربول محمد صلاح وهداف نانت الفرنسي مصطفى محمد ولاعب اينتراخت فرانكفورت الألماني عمر مرموش، فضلاً عن أسماء قوية مثل لاعب وسط ارسنال الانجليزي محمد النني ونجوم الدوري المحلي ولا سيما لاعبي نادي الأهلي بطل إفريقيا.
وأكد فيتوريا أن المجموعة قوية للغاية «حيث تضم منتخبات تمتلك لاعبين مميزين على رأسها غانا المنافس الشرس علي اللقب ولكننا جاهزون في كل الأحوال».
وأضاف أن «قارة افريقيا تضم منتخبات قوية والكرة في أفريقيا أصبحت قوية وسريعة ومنتخبي موزمبيق والراس الأخضر يمتلكان أكثر من لاعب محترف في دوريات أوروبية مثل البرتغال».
ويعد منتخب غانا قوة أساسية في الكرة الافريقية، ولديه كل الامكانات للذهاب بعيداً بقيادة المدرب الانجليزي كريس هويتون ونجوم من طينة مهاجم كريستال بالاس الانجليزي جوردان أيو ولاعبي وسط ارسنال توماس بارتي وويستهام يونايتد الانجليزي محمد قدوس.
وسهل للجزائر
ولا ينبغي أن يجد المنتخب الجزائري البطل عامي 1990 و2019 صعوبة في بلوغ الدور الثاني، في المجموعة الرابعة التي تعتبر بالمتناول وتضم أيضاً بوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا.
وقام مدرب «ثعالب الصحراء» جمال بلماضي في إعادة بناء بعض خطوط التشكيلة عقب الخروج من الدور الأول في النسخة السابقة في الكاميرون، محتفظاً ببعض الأسماء المميزة في مقدمها لاعب الأهلي السعودي رياض محرز ولاعب وسط ميلان الإيطالي اسماعيل بن ناصر ومدافع بوروسيا دورتموند رامي بن سبعيني ولاعب روما الإيطالي حسام عوار ومهاجم ويستهام الانكليزي سعيد بن رحمة.
ورغم تراجعه في الفترة الأخيرة يبقى منتخب بوركينا فاسو قوياً بقيادة المدرب الفرنسي هوبير فيلود، ولاعب استون فيلا الانكليزي برتران تراوري.
ويأمل المنتخب الموريتاني أن يؤكد تطوره بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثالثة، حيث قاده المدرب أمير عبدو من جزر القمر إلى التأهل بصعوبة، كما لا يمكن إغفال مفاجآت أنغولا.
ويرفع المنتخب التونسي شعار اللقب الثاني بعد عقدين عن انجازه القاري الأول عام 2004 في أرضه، إذ جاء في المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات متقاربة، هي مالي وجنوب إفريقيا المتوج عام 1996، وناميبيا.
ورأى اللاعب التونسي السابق راضي الجعايدي ان القرعة متوازنة، وتابع «الكل سيكون في مهمة صعبة لأنه الهوة بين المنتخبات الافريقية تقلصت على نحو كبير جداً»، وتابع «في تونس لدينا منتخب شاب وقوي يضم خيرة اللاعبين الممتازين بقيادة لاعب محنك هو يوسف المساكني».
ويتجدد اللقاء بين فريق «نسور قرطاج» والمنتخب المالي بعدما تقابلا في النسخة السابقة حيث فاز الماليون كما خطف التونسي بطاقة التأهل الى كأس العالم من أمام الخصم عينه.
«أسود الأطلس» للتصالح مع اللقب
واتجهت الانظار الى المنتخب المغربي الذي يحاول التصالح مع اللقب القاري بعد مرور زهاء نصف قرن على لقبه الوحيد (1976)، إذ يعد مرشحاً فوق العادة لنيل اللقب ولا سيما بعد وصوله بقيادة المدرب وليد الركراكي وتشكيلة مدججة بالنجوم الى الدور نصف النهائي لكاس العالم في قطر العام الماضي.
وسيكون منتخب «أسود الأطلس» امام مواجهات في المتناول ضد منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية المتوج باللقب مرتين (عامي 1968 و1974 باسم زائير)، والزامبي حامل لقب نسخة 2012 وتنزانيا القوة الصاعدة في الكرة الافريقية.
ورأى لاعب باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي ان ما حققه فريقه في مونديال قطر سيشكل الحافز للذهاب بعيداً في المسابقة القارية، واضاف «ينبغي علينا ان نواصل تألقنا إنما ينبغي ان نركز في كل مباراة».
تستضيف ساحل العاج النهائيات في الفترة من 13 يناير الى الحادي عشر من فبراير 2024. وتقام المباريات في 6 ملاعب موزعة على خمسة مدن هي: العاصمة أبيدجان، ياموسوكرو، بواكيه، كورهوغو وسان بيدرو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك