القدس المحتلة – الوكالات: في اليوم السادس من عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة حماس على إسرائيل واصل الاحتلال قصفه المركز على قطاع غزة. واتهمت الحركة إسرائيل بارتكاب جرائم جديدة في مخيمي جباليا والشاطئ بتدمير منازل المدنيين على رؤوس ساكنيهم من دون تحذير. وردت المقاومة على جرائم الاحتلال بإطلاق دفعات من الصواريخ من القطاع على مناطق في إسرائيل.
وطال القصف الإسرائيلي عشرات المباني والمصانع والمساجد والمتاجر. وفرّت نساء يحملن أطفالهن وسط الأنقاض في الشوارع المدمرة.
وقال أحد سكان حي الكرامة في غزة وسط الدمار رافضا الكشف عن اسمه «الأمر أشبه بنهاية العالم أو بزلزال. جاؤوا (الإسرائيليون) ليدمروا، وكأن هؤلاء الناس لا يستحقون الحياة. وكأنهم ليسوا بشرا».
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس إياد البزم «الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بتدمير منازل المدنيين في مخيمي جباليا والشاطئ، بعضها مكون من عدة طوابق على رؤوس ساكنيهم من دون تحذير، ووجود عشرات الشهداء والإصابات».
ورأى مراسلو فرانس برس سبع جثث على الأقل وستة مباني مدمرة في مخيم الشاطئ.
ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إنّ القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع تسبّب بتدمير ما لا يقلّ عن 2540 وحدة سكنية في القطاع أو جعلها غير صالحة للسكن.
وأضاف أنّ 22850 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار متوسطة إلى طفيفة.
كما أعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع من جراء القصف الإسرائيلي.
ولفت البيان إلى أنّ مرافق للصرف الصحّي تخدم أكثر من مليون شخص تعرّضت لغارات جوية ممّا أدّى لتراكم المخلّفات الصلبة في الشوارع مع ما ينطوي ذلك على أخطار صحية.
واستشهد أكثر من 1537 شخص وأصيب 6612 شخصا في القطاع الفلسطيني في غارات جوية إسرائيلية، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة.
أعلنت الأمم المتّحدة أمس أنّ أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوشا» في بيان إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ 2.3 مليون نسمة «ارتفع عصر الأربعاء بمقدار 75 ألف شخص إضافي» ليصل إلى 338934 نازحاً.
وأوضح المكتب أنّ ما يقرب من 220 ألف شخص، أي ثلثي النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 15 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.
أما العدد المتبقّي من النازحين والذي يزيد عن 100 ألف شخص فقد وجدوا ملاذاً لدى أقارب وجيران لهم وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة.
وقال أوشا إنّه قبل هجوم حماس على إسرائيل صباح السبت كان هناك أساساً حوالي 3000 نازح داخل القطاع.
ويثير حشد القوات على الحدود مخاوف من هجوم بري على القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل في 2005 وتديره حماس منذ 2007.
وينذر ذلك بمعارك مروعة في مدينة شديدة الاكتظاظ بالسكان وفي الأنفاق وبوجود رهائن.
وقال المعلق السياسي عكيفا إلدار لوكالة فرانس برس «عندما تدخل غزة، لا تعرف أبدا في أي حالة ستخرج».
وأمرت إسرائيل الإثنين بفرض «حصار كامل» على قطاع غزة يشمل قطع المياه والكهرباء. وأحكمت بصورة تامة الطوق على القطاع الفقير البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة والذي يعاني من حصار بحري وبري وجوي تفرضه عليه منذ 2006، وبات محروما من الإمدادات بالمياه والكهرباء والطعام.
وتوقفت المحطة الكهربائية الوحيدة في القطاع عن العمل بعد ظهر الأربعاء لنفاد الوقود، فيما بلغت المستشفيات أقصى طاقاتها وباتت تعاني من نقص في المعدات.
وردا على العدوان الغاشم أعلنت حركة حماس صباح أمس إطلاق صواريخ على تل أبيب ردا على ضربات إسرائيلية على «المدنيين» في مخيمي الشاطئ وجباليا في القطاع.
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت بلدة «أسدود» شمال شرق غزة، برشقات صاروخية.
فيما أفادت حركة الجهاد بإطلاق 130 صاروخاً صوب القدس وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت في غلاف غزة.
بالتزامن، ذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن صفارات الإنذار انطلقت في عدة مدن وبلدات بجنوب إسرائيل.
ودعت البرازيل، التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، إلى عقد اجتماع جديد لهذه الهيئة اليوم.
وفي اجتماع طارئ سابق في الثامن من أكتوبر فشل أعضاء المجلس في التوصل إلى إجماع على إدانة هجوم حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك