الرياض - (أ ف ب): على وقع تأكيدات نجومه ومدربيه دعمهم ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، ضرب أكثر الدوريات العربية إنفاقاً في التاريخ موعدًا جديدًا مع هلال استعاد صدارة لم يخسرها أكثر من 48 ساعة أمام التعاون الذي استحق عن جدارة، بعد مرور تسع مراحل، لقب الحصان الأسود.
وعشية التوقف الدولي، بدا لافتاً تسلل «سكري القصيم» لمشهد المقدمة المدجج بالأسماء الكبيرة، متفوقا على «نصر رونالدو»، و«اتحاد بنزيمة» و«أهلي فيرمينيو».
مستلهمًا من إصابة الرأس القوية التي تعرض لها في مطلع المباراة، ومصرًّا على متابعتها رغم النزيف الحاد، تصدر العاجي فرانك كيسييه المشهد، بعدما كافأته كرة القدم، ونصّبته صانعاً لفوز أهلي جدة الثمين على جاره الاتحاد في دربي عروس البحر الأحمر الذي أوفى بوعوده جماهيريًا بحضور تجاوز الـ55 ألف متفرج ضاقت بهم مدرجات ملعب «الجوهرة المشعة».
واصفاً المباراة بـ«المجنونة»، يقول مدرب «الراقي» الألماني ماتياس ياسله إن «العقلية القتالية انتصرت».
لكن تألق كيسييه الذي تجلى باقتناصه هدفا يساريًا جميلاً، لم يكن ليترجم إلى نقاط ثلاث لولا براعة الحارس السنغالي إدوار مندي الذي ارتدى قفاز الإجادة، معوضًا الاخفاقات الماضية ومغلقًا شباكه المشرعة، عبر تصديه لتسديدات الفرنسي كريم بنزيمة ورفاقه الذين وصلت نسبة استحواذهم إلى 62%.
يعترف مندي بأن مستواه كان سيئًا في آخر مباراتين خارج جدة: «استقبلت 9 أهداف في المباريات السابقة، وعملت على تحسين الصورة اليوم، وحافظت على نظافة شباكي وحصدنا الفوز، وهذا هو الأهم، لذلك عبروا عن فرحتهم ودعمهم لي».
يتابع: «حققنا انتصارًا مهمًا في الدربي، ومازلنا نتطور من مباراة إلى أخرى».
لكن حارس المرمى البرازيلي للاتحاد مارسيلو غروهي اعتبر أن الحظ لم يحالف فريقه: «الأهلي كان موفقًا بالهدف الوحيد الذي سجله في المباراة»، مشيرًا إلى أنه مازال هناك الكثير لفريقه كي يقدمه.
وكان غروهي متماهيًا مع كلام مدربه البرتغالي نونو إشبيرتو سانتو الذي رأى أن العميد سيطر على المباراة بشكل كبير: «حصلنا على الكثير من الفرص ولم نستغلها، وعلينا صياغة ردة فعل للعودة مجددًا».
بـ«نتيجة مؤسفة»، كما وصفها مدربه البرتغالي لويس كاسترو، أخفق مواطنه كريستيانو رونالدو في قيادة النصر إلى فوز سابع متوال، بعدما وقع في فخ تعادل بطعم الهزيمة أمام أبها الذي أذاق العالمي الكأس المُرّ نفسها التي شرب منها الفريق الجنوبي في موسمي 2008/2009، و2020/2021، عندما كان النصر يدرك التعادل في الرمق الأخير.
على وقع تجديد تعاقده مع نجمه سلطان الغنام حتى 2028، وعلى الرغم من استغلاله لعاملي الأرض والجمهور ومباغتة خصمه بهدف مبكر، هو الأسرع هذا الموسم، عبر البرتغالي أوتافيو مونتيرو، وتعزيزه التقدم بهدف آخر عبر البرازيلي تاليسكا، فشل النصر في قيادة المباراة إلى برّ الفوز الآمن، بعدما غاب رونالدو، متصدر الهدافين، في موقف نادر، عن التسجيل في شباك أبها، فاسحًا المجال أمام الهداف الكامروني كارل توكي إيكامبي لاقتناص التعادل.
لكن التعادل، بحسب كاسترو، «لن يعيق شغفنا في المواصلة لتحقيق لقب الدوري»، مضيفًا: «بدأنا بشكل جيد حتى منتصف الشوط الثاني، حيث فقدنا التوازن، والخصم كانت لديه فرصة للتعديل واستطاع ذلك في آخر الوقت».
النقطة الوحيدة كانت كافية لـ«أبها» بالنسبة لنجمه التونسي سعد بقير «بحكم الظروف التي مررنا بها، أعتقد أن التعادل سيزيدنا ثقة، وشخصية الفريق ظهرت في العودة أمام فريق كبير كالنصر رغم تلقينا لهدف مبكر».
وفي غياب نجم نيمار، المُجاز للاحتفال بمولودته في البرازيل، لم يسمح الهلال لملاحقه التعاون بأكثر من 48 ساعة في صدارة الترتيب، بعد تحقيقه لفوز ثلاثي سهل على الأخدود، استعاد معه القيادة.
أكرم الزعيم وفادة جماهيره الكثيفة التي حضرت إلى نجران، فنجح في زرع الطمأنينة في قلوبها مبكراً بعدما فك البرازيلي ميشال دلغادو صيامًا دام 500 دقيقة عن هز الشباك، ما فتح الطريق أمام الموج الأزرق لاجتياح دفاعات المضيف التي لم تقو على الصمود، مشرعة شباكها لثلاثية أبقت الأخدود في المنطقة الخطرة.
قال دلغادو إن «الهلال يحتلّ المكان الطبيعي والمستحق في الصدارة»، فيما وصف مدربه البرتغالي جورجي جيزوس الانتصار بـ«المهم خارج ملعبنا»، موضحًا أن «الفريق لعب بانضباط عال ما أدى إلى عدم وجود أي فرصة للأخدود».
لكن مدرب فلامينغو البرزايلي السابق الذي بدا سعيدًا بسبب عودة الجماهير إلى الهتاف باسمه مجددًا، تخوّف مما وصفها بـ«مرحلة محفوفة بالمخاطر لانضمام 18 لاعباً من فريقنا إلى منتخباتهم الوطنية».
وفيما لفت جيزوس إلى أن علاقته بلاعبيه استثنائية واحترافية، وأن أغلب العناصر «دوليون» ولا يمكن أن يلعبوا جميعاً في وقت واحد، أكد دلغادو أنه لاعب محترف «لا يهم سواء لعبت كأساسي أو كبديل، سأحاول تقديم أفضل ما لديّ بأي وقت لهذا النادي الذي أعطاني الكثير».
ولم تكن عناوين استهلالية المرحلة التاسعة مطابقة لخلاصتها التي أفرزت صدارة، كانت مطلوبة للهلال قبل الدخول في نافذة أكتوبر، مع يقين مدربه جيزوس بضرورة عدم الاستهانة بملاحقه التعاون الذي انفرد وحيدًا بوصافة الترتيب، معززًا رصيده بـ22 نقطة جمعها من سبعة انتصارات، اكتسح في آخرها الطائي بثلاثية بيضاء.
تألق لخص أسبابه المدرب المجتهد البرازيلي بيركليس شاموسكا بقوله: «النتائج تبدأ أولًا من الرئيس الذي يعطينا الدعم، وثانيًا أننا استمررنا على نفس الفريق من الموسم الماضي، وثالثا يأتي دورنا كجهاز فني».
وفيما كان «سكري القصيم»، يمضي إلى حجز مكانه بين الأربعة الكبار، كان الاتفاق، بقيادة مدربه الانجليزي ستيفن جيرارد، يعاني خسارته الثانية هذا الموسم، أمام الفتح الذي تقدم عليه بفارق الأهداف في المركز السادس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك