الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الروح المعنوية البحرينية.. دائما عالية
استوقفتني كثيرا الآية القرآنية في سورة آل عمران: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين).. وهي نداء رباني.. يرفع العزائم، وينشط الهمم، ويعزي النفوس، ويقوي القلوب.. وهي رسالة للجميع بأن المسلم المؤمن مهما أصيب به من ألم وجرح ومشكلة، فعليه ألا يستمر في الحزن، أو ينساق نحو الهوان.. بل ليكن قويا ثابتا صلبا، وليثق تمام الثقة بأنه الأعلى والأقوى والغالب بإذن الله تعالى.
وهذا بالتمام ما وجدناه في مملكة البحرين، بفضل حكمة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، فيما ألمّ بمملكة البحرين من العمل الغادر، الذي تسبب في استشهاد وإصابة عدد من الرجال البواسل لقوة دفاع البحرين المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في الحد الجنوبي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.. أرض الحرمين الشريفين، ودار النبوة، ومهبط الوحي، ومقام الرسول الكريم.
فقد كانت الوقفة البحرينية كبيرة عظيمة، والروح المعنوية عالية مرتفعة، وإن الأمر الجلل على الرغم من شدته، فإن المواقف الصلبة والشجاعة للرجال في مملكة البحرين كانت ثابتة وقوية وشامخة، والجميع شارك في التضامن مع أهالي الشهداء والمصابين، وقد كانت القيادة الحكيمة في مقدمة الصفوف، من خلال استقبال الأهالي، وزيارة مجلس العزاء، وصلاة الجنازة، والتعاطف والمساندة، لأننا في مملكة البحرين «أسرة واحدة».. والجميع شعر بأن الشهيد ابنه فلذة كبده، والمصاب ابنه العزيز.
وبالأمس تشرفت بالمشاركة في برنامج خاص بتلفزيون البحرين، حول تضحيات الرجال البواسل والقوات المسلحة، والنهج البحريني في الأمن والسلام ودعم الأشقاء، وذلك بمشاركة الأخ العزيز علي العرادي عضو مجلس الشورى، والنائب الفاضل جميل حسن عضو مجلس النواب، والزميل الإعلامي فيصل الشيخ، مع مشاركة هاتفية من الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وقد أدار اللقاء المذيع بسام بدوي، بمتابعة وتنسيق من الزملاء من مركز الأخبار عبدالله بوطربوش وإسماعيل فرحان وفريق العمل.
وقد أشرت إلى أن مملكة البحرين اتخذت «السلام» نهجا استراتيجيا كما أكد ذلك جلالة الملك المعظم، وأن طريق السلام أصعب من طريق الحرب، لأنه بحاجة إلى تضحيات وعمل مستدام، وطريق وعمل، ومسيرة طويلة.. كما أن الروح المعنوية العالية المرتفعة، والعزيمة الصادقة، التي نجدها في مملكة البحرين هي التي تسود في كل الأوقات وخاصة عند الأزمات وأمام التحديات.
وإن دعم السلام وحماية الوطن والدفاع عن الأشقاء نهج أصيل في تاريخ مملكة البحرين وحاضرها، ومؤكد عليه في ميثاقها ودستورها، وكذلك قوانين القوات المسلحة.. وقد أصدر مركز «دراسات» منذ سنوات كتابا حول دور مملكة البحرين أثناء حرب تحرير الكويت بعنوان «ملحمة العطاء في محنة الأشقاء».. وللبحرين دور فاعل في دعم السلام والدفاع عن الأشقاء في مختلف المجالات: الخليجي، العربي، الإسلامي، الإقليمي، والدولي.
كما أن رجالنا البواسل في القوات المسلحة، في قوة دفاع البحرين والحرس الوطني ووزارة الداخلية وكافة الأجهزة الأمنية، هم محل ثقة وتقدير على الدوام، والجميع يعتز ويفتخر بهم، وقد أثبتوا على الدوام صلابتهم وقوتهم، وجاهزيتهم وانضباطهم، وتطورهم وتميزهم، ونحن دائما نتعلم منهم ومن دروسهم.. والقوات المسلحة هي مصنع الرجال ومدرسة الأبطال.. فلهم منا كل التحية والامتنان.. وللشهداء الأبرار خالص الدعاء بالرحمة والغفران.. وللمصابين الدعاء بالشفاء العاجل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك