القدس المحتلة، غزة (وكالات الأنباء): رصد تقرير فلسطيني «اقتحام» عشرات المستوطنين، صباح أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، في ثاني أيام «عيد العرش» اليهودي.
ووفق وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، «عززت شرطة الاحتلال انتشارها الأمني في القدس المحتلة ومحيط الأقصى، ونشرت المئات من عناصرها ووحداتها الخاصة في المدينة وبلدتها القديمة، لتسهيل اقتحامات المستوطنين».
ونقلت الوكالة عن أحد العاملين في المسجد الأقصى قوله إن «أكثر من 246 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته» ، موضحا أن «المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، وعند باب السلسلة، كما أدوا طقوسًا وصلوات جماعية استفزازية أمام بابي الحديد والملك فيصل، وهم يحملون القرابين النباتية».
وأشار إلى أن «شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية على دخول المصلين الفلسطينيين الوافدين للمسجد، ومنعت الشبان من الدخول إليه، بحجة تأمين اقتحام المستوطنين».
وفي رام الله، صرح مسؤول فلسطيني، أمس الأحد، بأن مواصلة اقتحامات المسجد الأقصى في شرق القدس وتأدية طقوس استفزازية «جزء من الحرب الدينية التي تشنها حكومة إسرائيل اليمينية
المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني».
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، في بيان صحفي، إن «هذه الاعتداءات مدفوعة بفكر ديني عنصري، ومخططات عدائية تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بهدف إفراغ المدينة المقدسة، وترحيل أصحابها الأصليين، والسيطرة على الأقصى». وحذر فتوح من «استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه المخططات التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى، وأهالي البلدة القديمة».
وحملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الاقتحامات للمسجد الأقصى وتداعياتها على ساحة الصراع، وعن أي إجراءات تصعيدية تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أنها «تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل بشكل منهجي ومدبر مسبقاً في اقتحامات المستوطنين للأقصى والمنطقة المحيطة به، والتصعيد المتواصل في أداء المزيد من الطقوس التلمودية والصلوات والمسيرات الاستفزازية، بهدف تكريس التقسيم الزماني للمسجد». وفي غزة، دعت جماعة تنظم الاحتجاجات الشعبية على حدود قطاع غزة وإسرائيل إلى استئناف التظاهرات، أمس الأحد، بعد ثلاثة أيام من وقفها إثر وساطات إقليمية.
وتوعدت جماعة «الشباب الثائر»، المدعومة من حركة حماس وفصائل أخرى في بيان وزع على الصحفيين، بـ«إعادة إشعال الحدود الشرقية لقطاع غزة ردًا على اعتداءات المستوطنين في المسجد الأقصى». واتهم البيان إسرائيل بأنها «أوغلت في دنس مقدساتنا وقلنا سابقاً إن الأقصى خط أحمر، وعليه قررنا أخذ زمام المبادرة بتوسيع رقعة المواجهة وكب الزيت على النار وإشعال حدودنا الشرقية». ولم تعلق حركة حماس على استئناف الاحتجاجات الشعبية، لكنها أكدت، في بيان لها أمس، أن «المساس بالقدس والمسجد الأقصى سيواجه بمزيد من المقاومة الشاملة».
وشددت الحركة على أن «مدينة القدس والمسجد الأقصى هما عنوان الصراع المستمر مع الاحتلال وكل محاولاته للنيل منهما استيطانا وتهويدا وتقسيما وتهجيرا وعدوانا لن تعطيه شرعية زائفة أو سيادة مزعومة فيهما».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك