العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

لا تجعلوا أبناءكم.. ضحايا لخلافاتكم

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حادثة‭ ‬عارضة‭ ‬لا‭ ‬تتكرر،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬بقيامها‭ ‬بتوصيل‭ ‬ابنها‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬تركته‭ ‬أمام‭ ‬المدرسة‭ ‬وغادرت،‭ ‬رغم‭ ‬كون‭ ‬أبواب‭ ‬المدرسة‭ ‬مغلقة،‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬إجازة‭ ‬رسمية‭..!!‬

لا‭ ‬يهمنا‭ ‬اسم‭ ‬ولية‭ ‬الأمر‭ ‬ولا‭ ‬الابن‭ ‬ولا‭ ‬اسم‭ ‬المدرسة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يعنينا‭ ‬ويهمنا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الأسرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.. ‬بجانب‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬والإرشاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والنفسي‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬تجاه‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يقومون‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعتني‭ ‬بها‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬لبحث‭ ‬أسبابها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الابن،‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬تكرارها،‭ ‬والجلوس‭ ‬مع‭ ‬ولية‭ ‬الأمر‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬تربوية‭ ‬وأسرية‭ ‬يجب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬توافرها‭ ‬لحماية‭ ‬الطفل‭ ‬والأسرة‭.‬

ما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مواقف‭ ‬تحصل‭ ‬باستمرار‭ ‬عن‭ ‬المدارس،‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة،‭ ‬ونشاهدها‭ ‬يوميا‭ ‬بسبب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬الذين‭ ‬يكتفون‭ ‬بتوصيل‭ ‬ابنائهم‭ ‬أو‭ ‬بناتهم‭ ‬عند‭ ‬الشارع‭ ‬الرئيسي،‭ ‬كي‭ ‬يلحق‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬بأشغاله،‭ ‬ويترك‭ ‬الابن‭ ‬ليعبر‭ ‬الشارع‭ ‬وحيدا،‭ ‬أو‭ ‬يسير‭ ‬إلى‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة،‭ ‬فقط‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتأخر‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬عن‭ ‬دوامه‭ ‬أو‭ ‬ارتباطه‭ ‬ومواعيده،‭ ‬ولا‭ ‬يخوض‭ ‬في‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭..!! ‬

ما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬كذلك‭ ‬أننا‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سيارة‭ ‬لولي‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬منشغل‭ ‬في‭ ‬الهاتف‭ ‬ومتابعة‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬والألعاب‭ ‬والفيديوهات،‭ ‬دون‭ ‬استثمار‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬وأبنائه،‭ ‬والحديث‭ ‬معهم،‭ ‬وزرع‭ ‬الطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬فيهم،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬ترى‭ ‬بعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬يصرخ‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أبنائه‭ ‬الصغار‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬وهم‭ ‬متوجهون‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬صباحا،‭ ‬فأي‭ ‬طاقة‭ ‬سلبية،‭ ‬وأي‭ ‬تعكير‭ ‬للنفسية‭.. ‬يصاب‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬طوال‭ ‬يومه‭..!!‬

ربما‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬تجرنا‭ ‬كذلك‭ ‬للتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التواصل‭ ‬الأسري‭ ‬اليومي‭ ‬داخل‭ ‬البيوت،‭ ‬فالناس‭ ‬تشكو‭ ‬وتلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويتركون‭ ‬ذلك‭ ‬للعاملة‭ ‬المنزلية،‭ ‬ويجعلون‭ ‬الطفل‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬افتراضي‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭ ‬وجهاز‭ ‬الآيباد‭ ‬ومواقع‭ ‬وحسابات‭ ‬التواصل‭. ‬

كل‭ ‬السلوكيات‭ ‬والممارسات‭ ‬غير‭ ‬السليمة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يتأثر‭ ‬بها‭ ‬الأبناء،‭ ‬فهم‭ ‬الضحايا‭ ‬وهم‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬ستضاف‭ ‬للمجتمع،‭ ‬إما‭ ‬إيجابيا‭ ‬وإما‭ ‬سلبيا‭.. ‬فكلنا‭ ‬راع‭.. ‬وكلنا‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬رعيته‭.‬

هناك‭ ‬حوادث‭ ‬مشابهة‭ ‬تحصل‭ ‬حينما‭ ‬ينسى‭ ‬سائق‭ ‬الباص‭ ‬طفلا‭ ‬نائما‭ ‬في‭ ‬الحافلة،‭ ‬أو‭ ‬يغلق‭ ‬مدرس‭ ‬أو‭ ‬عامل‭ ‬المدرسة‭ ‬الصف‭ ‬أو‭ ‬المختبر‭ ‬على‭ ‬الطالب‭ ‬أو‭ ‬الطالبة‭.. ‬أما‭ ‬توصيل‭ ‬طفل‭ ‬للمدرسة‭ ‬وتركه‭ ‬عند‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬إجازة‭.. ‬فتلك‭ ‬حادثة‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬موسوعة‭ ‬‮«‬جينيس‮»‬‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬غرائب‭ ‬الأخبار‭..!‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا