الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
لا تجعلوا أبناءكم.. ضحايا لخلافاتكم
نتمنى أن تكون حادثة عارضة لا تتكرر، تلك التي تسببت فيها ولية أمر بقيامها بتوصيل ابنها الصغير إلى إحدى المدارس الحكومية، حيث تركته أمام المدرسة وغادرت، رغم كون أبواب المدرسة مغلقة، باعتبار ذلك اليوم إجازة رسمية..!!
لا يهمنا اسم ولية الأمر ولا الابن ولا اسم المدرسة، ولكن ما يعنينا ويهمنا هو «المسؤولية الأسرية» على الأطفال.. بجانب الدور التربوي والإرشاد الاجتماعي والنفسي من المدرسة تجاه مثل هذه الحالات.
ذلك أن الكثير من أولياء الأمور يقومون بأكثر من تلك الحادثة، التي يجب أن تعتني بها الإدارة المدرسية لبحث أسبابها وتأثيرها على الابن، وضمان عدم تكرارها، والجلوس مع ولية الأمر للوقوف على أمور تربوية وأسرية يجب التأكد من توافرها لحماية الطفل والأسرة.
ما يؤسف له أن هناك مواقف تحصل باستمرار عن المدارس، ولا تقل خطورة عن تلك الحادثة، ونشاهدها يوميا بسبب أولياء الأمور، الذين يكتفون بتوصيل ابنائهم أو بناتهم عند الشارع الرئيسي، كي يلحق ولي الأمر بأشغاله، ويترك الابن ليعبر الشارع وحيدا، أو يسير إلى مسافات طويلة، فقط كي لا يتأخر ولي الأمر عن دوامه أو ارتباطه ومواعيده، ولا يخوض في الازدحام المروري..!!
ما يؤسف له كذلك أننا أصبحنا نرى يوميا في كل سيارة لولي الأمر مع أطفالهم في الطريق إلى المدرسة أن الجميع منشغل في الهاتف ومتابعة حسابات التواصل والألعاب والفيديوهات، دون استثمار تلك اللحظات من أجل تعزيز العلاقة بين ولي الأمر وأبنائه، والحديث معهم، وزرع الطاقة الإيجابية فيهم، بل قد ترى بعض أولياء الأمور من يصرخ في وجه أبنائه الصغار لأي سبب وهم متوجهون إلى المدرسة صباحا، فأي طاقة سلبية، وأي تعكير للنفسية.. يصاب بها الطفل طوال يومه..!!
ربما تلك الحادثة تجرنا كذلك للتطرق إلى ضرورة التواصل الأسري اليومي داخل البيوت، فالناس تشكو وتلاحظ أن الكثير من الآباء والأمهات في البيوت لا يتحدثون مع بعضهم البعض، ولا مع الأطفال، ويتركون ذلك للعاملة المنزلية، ويجعلون الطفل يعيش في عالم افتراضي من العلاقات عبر الهاتف النقال وجهاز الآيباد ومواقع وحسابات التواصل.
كل السلوكيات والممارسات غير السليمة التي يقوم بها أولياء الأمور يتأثر بها الأبناء، فهم الضحايا وهم النتيجة التي ستضاف للمجتمع، إما إيجابيا وإما سلبيا.. فكلنا راع.. وكلنا مسؤول عن رعيته.
هناك حوادث مشابهة تحصل حينما ينسى سائق الباص طفلا نائما في الحافلة، أو يغلق مدرس أو عامل المدرسة الصف أو المختبر على الطالب أو الطالبة.. أما توصيل طفل للمدرسة وتركه عند أبوابها في يوم إجازة.. فتلك حادثة دخلت في موسوعة «جينيس» في صفحة غرائب الأخبار..!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك