زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
قطة تايلندية وأخرى مصرية
أبدأ بواقعة ليست لها علاقة مباشرة بموضوع مقال اليوم، ففي أغسطس المنصرم اقترحت أم الجعافر التي هي أم المعارك ان نذهب الى تايلند في عطلة قصيرة، حاولت إثناءها عن الزيارة وحدثتها عن شواطئ فوكيت حيث النظرة الأولى عليك، وعن مخاطر تعرضي للتحرش وأنا في مرحلة عمرية حرجة، ولكنها قالت: لو لقيت واحدة خبلة وهبلة تعبِّرك مبروك عليك، ثم أضافت أننا سنذهب الى المناطق الحرجية حيث الأفيال والقرود، فأوعزت لعيالي أن يمطروها فلبوا النداء مشكورين بمقاطع فيديو عما فعله التسونامي بتايلند على حسابها في واتساب «ولم تفتح الموضوع مجددا».
ولأن أم الجعافر قد تعيد طرح الاقتراح مجددا متجاهلة مخاطر التسونامي، فإنني أقدم اليها اليوم معلومات مهمة عن ذلك البلد: في تايلند تعتبر القطة العوراء فألاً حسناً، وبالتالي فإن من يملك قطة عوراء يكون كمن لديه بنت حسناء يتهافت عليها الخطاب ذوو الجيوب المتخمة، القادرون على دفع مهور مهولة، فهناك يقومون بتزويج القطط، ومن لديه قطة عوراء ينال مهراً قد لا يناله عن بنته الشابة الحلوة المثقفة. وقد كتبت في ذم القطط المقالات الطوال، لأنني، لسبب لا أعرفه، أكره القطط، بل وبالتحديد أخاف منها، وخاصة بالليل، والعلم يعزز مخاوفي تلك لأنه ينسب القطط الى الفهود والنمور، وحكايتي مع القطط هي نفس حكايتي مع الإبل، فكلما رأيت جملاً أو ناقة أصبت برعشة ورعدة. ومازلت أتفادى سباقات الهجن المتلفزة، لأنني أتخيل أن الإبل تركض في اتجاهي.
جاء في صحيفة الجمهورية المصرية أن طالبة في جامعة عين شمس لجأت إلى القضاء لطلب الطلاق من زوجها في محكمة زنانيري للتسوية: ليه يا دلعدي؟ ده باين انه بيحبك وبيؤول (يقول) إنه متمسك بيكي أوي؟ لا يا جناب القاضي.. مقدرش أعيش وياه.. ده ملوش ألب (لا تقصد أنه لا يملك حصة في جبال الألب، بل تقول إنه بلا قلب، أي بلا عواطف).. جِلدة (بخيل) ومجرد من العواطف! معليش يا بنتي بس قولي لنا عمل إيه والمحكمة هتنصفك،.. تصور يا حضرة القاضي إن الراجل ده رفض يعمل حفل الزفاف في فندق محترم!!.. واحدة واحدة يا بنتي.. حفل زفاف إيه؟ مش انتم متجوزين من 16 شهر؟.. آآ متجوزين.. بس لما لقيت عريس مناسب لقطتي قررت أعمل الفرح في فندق خمس نجوم وهو قال: لا.. قال إيه: نشوف فندق أرخص شوية! هنا صاح القاضي: يا بنتي أنا مش فاهم حاجة.. إيه هي قطتك وإزاي لقيتي لها عريس مناسب، وكمان عايزة تعملي فرحها في هوتيل؟ مش القطط بتتجوز يوماتي في أي خرابة وخلاص؟.. كاد يغمى على الفتاة الجامعية: إيه اللي بتقولو ده يا حضرة القاضي؟ أنا قطتي تتجوز أي قط من طرف وكمان في خرابة.. دي قطة متربية وبنت ناس ومن عيلة محافظة وعلى مستوى.. ولازم يتعمل لها فرح ما حصلش، والبلد كلها تتكلم عليه.. أودي وشي فين من صاحباتي وخصوصا أبله ظاظا، لما يعرفو ان قطتي اتجوزت في فندق أي كلام؟ هنا تدخل الزوج: سيدي القاضي أنا مش رافض مبدأ عقد قران القطة في فندق.. بس قلت بلاش حكاية خمس نجوم ونخليها في فندق تكلفته أقل. نجمتين او تلاتة. هنا بدأ القاضي يصحصح بعض الشيء.. بمعنى أنه فهم أن الزوجين من فصيلة «الفاضي يسوي حاله قاضي»، ومتفقان على ضرورة تزويج القطة في فندق والخلاف فقط حول «مستوى» الفندق.. وهكذا تخلى عن دوره كرجل قانون وتحول إلى مرشد اجتماعي وقال للزوجة: يا بنت الناس.. القطط ملهاش أمان وممكن تتجوز النهار ده من القط اللقطة اللي اخترتيه، وبكرة تلعب بديلها وتعاكس قطط تانية في الخرابات والزقاق اللي ورا بيتكو.. احتجّت البنت: مش معقول اللي بتقولو دي ياسي القاضي.. قلت لك دي قطة بنت ناس وما بتعرفش الصياعة والتسكع في الخرابات.. ثم إحنا معندناش خرابات.. دي قطة محافظة ما تطلعش من أوضتها إلا عشان تنام في حضني أو تأخذ حمام.
نجح القاضي في الصلح بين الزوجين بالتوصل إلى حل وسط يقضي بأن يكون «الفرح» في فندق ذي أربع نجوم. ولو كنت القاضي لقلت للزوج: طلقها بالتلاتة يا ابني وشوف لك قطة مغمضة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك