الخرطوم - (وكالات الأنباء): تتصاعد ألسنة اللهب والدخان من برج شركة النيل للبترول أحد المعالم الرئيسية في السودان وسط قتال عنيف بين طرفي الصراع في العاصمة الخرطوم والذي دخل شهره السادس.
والبرج الزجاجي الذي يطل على النيل ويضم المقر الرئيسي للشركة وتعلوه دوائر معدنية تم تشييده خلال طفرة نفطية قبل إعلان دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011 وهو من بين أكثر البنايات تكلفة في السودان.
وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من البرج الشهير الذي يقع في حي للمال والأعمال في الخرطوم قرب تلاقي النيلين الأزرق والأبيض وفي منطقة يتقاتل عليها الجيش السوداني مع قوات الدعم السريع.
ولم يتضح ما الذي سبب الحريق الذي بدأ يوم السبت الماضي. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستهداف البرج ومبان أخرى مهمة في ظل مساعيه لطردها من مواقع سيطرت عليها في العاصمة في بداية الصراع. ولم يصدر تعليق من الجيش بعد.
وقد شهد حي المربعات جنوب مدينة أم درمان اشتباكات، امس الاثنين، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقال مواطنون من الحي إن قوات الدعم السريع طلبت منهم صباح الاثنين إخلاء منازلهم قبل بدء الاشتباكات. وتعيش بعض الأحياء انقطاعاً تاما للتيار الكهربائي منذ السبت الماضي بسبب الإتلاف الكبير الذي تعرضت له الأسلاك نتيجة القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين. بينما تعيش أحياء بأكملها لقرابة شهرين معاناة كبيرة في الحصول على مياه الشرب بعد تعطل محطة المقرن الرئيسية التي تمدها بالمياه وصعوبة وصول فرق الصيانة التابعة لهيئة المياه بسبب الاشتباكات المستمرة.
وفي منطقة المقرن شوهدت ألسنة النيران وهي تلتهم برج شركة النيل الكبرى للبترول بالكامل فجر أمس. وتعتبر شركة النيل الكبرى للبترول المملوكة للدولة بالشراكة مع بعض الدول إحدى الشركات الرائدة في مجال توزيع البترول وتسويق منتجاته لكافة القطاعات الاستهلاكية. وتمتلك في هذا المجال عشرات المستودعات في ولايات السودان المختلفة.
ويتبادل الطرفان الاشتباكات والقصف المدفعي في محيط المنطقة منذ عدة أيام ولا يعرف حتى الآن سبب احتراق المبنى إن كان قصفاً مقصودا أم كان نتيجة لعملية غير مقصودة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على منطقة المقرن التي توجد بها بعض المنشآت المهمة مثل بنك السودان والمقر الرئيسي لشركة زين للاتصالات اللذين يجاوران البرج المحترق لشركة النيل الكبرى للبترول.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة قرب مقر القيادة العسكرية وسط الخرطوم لليوم الثاني على التوالي. فالقصف المدفعي لا يزال متواصلا، ودوي انفجارات متتالية هزت محيط قيادة الجيش بالخرطوم وتصاعدت على إثرها أعمدة الدخان.
واندلعت السبت الماضي مواجهات عنيفة في محيط القيادة العامة بالخرطوم، وأكد الجيش تصديه لهجوم شنه الدعم السريع على المقر. كما سجلت اشتباكات بالمدفعية الثقيلة في محيط مقر »سلاح المهندسين وسلاح الإشارة« بالخرطوم. في حين أكد شهود عيان أن الجيش ينتشر في محيط سلاح المهندسين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك