العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

روبن فلاورز يعثر على هذه الصورة بمحض الصدفة

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يتصفح‭ ‬ألبومات‭ ‬الصور‭ ‬بمنزل‭ ‬جدته‭. ‬وفجأة،‭ ‬وجد‭ ‬مشهدًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬التقط‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬طائرة،‭ ‬تُظهِره‭ ‬كطفلٍ‭ ‬صغير‭ ‬يجلس‭ ‬بجوار‭ ‬والده‭ ‬الطيّار‭ ‬في‭ ‬قمرة‭ ‬القيادة‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصورة،‭ ‬ينظر‭ ‬فلاورز‭ ‬إلى‭ ‬والده‭ ‬بإعجاب‭ ‬بينما‭ ‬يبتسم‭ ‬والده‭ ‬للكاميرا‭. ‬ونسي‭ ‬فلاورز‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الصورة،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬رؤيتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬غمرته‭ ‬ذكريات‭ ‬نشأته،‭ ‬وتطلّعه‭ ‬إلى‭ ‬والده‭ ‬كمثل‭ ‬أعلى‭. ‬ولطالما‭ ‬أحب‭ ‬فلاورز‭ ‬رحلاتهما‭ ‬إلى‭ ‬المطار،‭ ‬ومرافقة‭ ‬والده‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬الطيارين‭. ‬وكان‭ ‬توقيت‭ ‬إعادة‭ ‬اكتشاف‭ ‬الصورة‭ ‬مثاليًا،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬فلاورز،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬الآن‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬اتباع‭ ‬خطى‭ ‬والده‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬كمساعد‭ ‬طيار‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬الطيران‭ ‬الأمريكية،‭ ‬خطوط‭ ‬‮«‬ساوث‭ ‬ويست‮»‬‭ ‬الجوية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬كان‭ ‬والد‭ ‬فلاورز،‭ ‬الذي‭ ‬يُدعى‭ ‬روبن‭ ‬فلاورز‭ ‬أيضًا،‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬التقاعد،‭ ‬ويستعد‭ ‬لرحلته‭ ‬الأخيرة‭ ‬كربّان‭ ‬طائرة‭. ‬وكانا‭ ‬متحمسين‭ ‬للعمل‭ ‬معا‭ ‬لفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬لدى‭ ‬خطوط‭ ‬ساوث‭ ‬ويست‭ ‬الجوية،‭ ‬وكانا‭ ‬يأملان‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لهما‭ ‬فرصة‭ ‬الطيران‭ ‬معًا‭. ‬وقال‭ ‬فلاورز‭ ‬الابن‭ ‬لـCNN‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬والتحليق‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬والدي،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬هدفي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬إعادة‭ ‬اكتشاف‭ ‬الصورة‭ ‬القديمة،‭ ‬قرّر‭ ‬الأب‭ ‬والابن‭ ‬أنّهما‭ ‬لم‭ ‬يرغبا‭ ‬في‭ ‬الطيران‭ ‬معًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أرادا‭ ‬إعادة‭ ‬إنشاء‭ ‬صورتهما‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬قمرة‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ ‬أيضًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كأب‭ ‬وابن،‭ ‬ولكن‭ ‬كزملاء‭ ‬وطيّارين‭. ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬قاد‭ ‬فلاورز‭ ‬الأب‭ ‬رحلته‭ ‬الأخيرة‭ ‬لدى‭ ‬خطوط‭ ‬‮«‬ساوث‭ ‬ويست‮»‬‭ ‬الجوية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يحلّق‭ ‬بطائرة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬أوماها‭ ‬بولاية‭ ‬نبراسكا‭ ‬إلى‭ ‬شيكاغو‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬إلينوي‭. ‬وكان‭ ‬ابنه‭ ‬بجانبه،‭ ‬كمساعده‭ ‬الأول‭. ‬وأكّد‭ ‬فلاورز‭ ‬الأب‭: ‬‮«‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬شعورًا‭ ‬رائعًا‭. ‬أن‭ ‬أنظر‭ ‬هناك‭ ‬وأرى‭ ‬ابني‭ ‬بجانبي‭ ‬عند‭ ‬قيامي‭ ‬بهبوطي‭ ‬الأخير‮»‬‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬أعاد‭ ‬كلاهما‭ ‬إنشاء‭ ‬صورة‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬وابتسم‭ ‬كلاهما‭ ‬بسعادة‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬ويقول‭ ‬فلاورز‭ ‬الابن‭: ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الرائع‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رحلة‭ ‬تقاعد‭ ‬فلاورز‭ ‬الأب‭ ‬عاطفية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬ابنه‭ ‬بجانبه‭ ‬عزّز‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنّه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬‮«‬تساقط‭ ‬بعض‭ ‬الدموع‮»‬‭ ‬غريبًا‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬دخولهما‭ ‬إلى‭ ‬البوابة‭. ‬ويوضح‭ ‬فلاورز‭ ‬الابن‭ ‬أنّ‭ ‬ديناميكية‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬والابن‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬لم‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قيامهما‭ ‬بتهذيب‭ ‬عشب‭ ‬الحديقة‭ ‬معًا،‭ ‬أو‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‮»‬‭. ‬ويقول‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬سار‭ ‬الأمر‭ ‬بسلاسة‭ ‬وطبيعية،‭ ‬وكان‭ ‬رائعًا‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬محاولته‭ ‬‮«‬إثارة‭ ‬إعجاب‮»‬‭ ‬والده‭ ‬بمهاراته‭ ‬وكفاءته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا