العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

التحكيم فن والحكم فنان

 

}‭ ‬شاهدنا‭ ‬حكاما‭ ‬يديرون‭ ‬منافسات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬له‭ ‬أسلوبه‭ ‬وطريقته‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المباراة‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬أطرافها‭ ‬من‭ ‬لاعبين‭ ‬وأجهزة‭ ‬فنية‭ ‬وإدارية،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يبتسم،‭ ‬وآخر‭ ‬يهز‭ ‬رأسه،‭ ‬وثالث‭ ‬يعبس،‭ ‬ورابع‭ ‬يشوح‭ ‬بيديه،‭ ‬وآخر‭ ‬يترك‭ ‬إيماءات‭ ‬وجهه‭ ‬تقول‭ ‬ما‭ ‬يريد،‭ ‬وسادس‭ ‬سلاحه‭ ‬البطاقات‭ ‬الملونة،‭ ‬وسابع‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الشرح‭ ‬والتوضيح‭ ‬والنقاش،‭ ‬وثامن‭ ‬كأنه‭ ‬سيف‭ ‬مسلط‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬العباد‭.. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬اللعبة‭ ‬واحد،‭ ‬وكل‭ ‬حكم‭ ‬يريد‭ ‬إثبات‭ ‬شخصيته‭ ‬على‭ ‬طريقته‭ ‬وثقافته‭ ‬الخاصتين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬فنان،‭ ‬والتحكيم‭ ‬هو‭ ‬فن‭ ‬إخراج‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حلة‭ ‬وحالة‭.‬

 

‭ ‬} كنت‭ ‬لفترة‭ ‬قريبة‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬صانع‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الرياضات‭ ‬ومنها‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬بأنه‭ ‬اللاعب‭ ‬الأول‭ ‬والأهم‭ ‬في‭ ‬التشكيلة،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬الرهيب‭ ‬للعبة‭ ‬بات‭ ‬كل‭ ‬لاعبي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬مهمين،‭ ‬ولكن‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬اللاعب‭ ‬الحاسم‭ ‬أو‭ ‬المخلّص‭ ‬‮»‬بتشديد‭ ‬اللام‮«‬‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬المهمات‭ ‬الصعبة‭ ‬أو‭ ‬سمّه‭ ‬ما‭ ‬شئت‭ ‬هو‭ ‬اللاعب‭ ‬الأهم،‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬صانع‭ ‬اللعب‭ ‬يبحث‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬كراته‭ ‬عن‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يترجم‭ ‬الألعاب‭ ‬إلى‭ ‬نقاط،‭ ‬واللاعب‭ ‬الحاسم‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬كذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يملك‭ ‬الحلول،‭ ‬والحل‭ ‬المبدع‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭ ‬الفنية‭.‬

 

‭ ‬} كان‭ ‬أنصار‭ ‬الرياضة‭ ‬التونسية‭ ‬عامة‭ ‬والكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬يمنون‭ ‬النفس‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬منتخب‭ ‬الرجال‭ ‬منافسا‭ ‬شرسا‭ ‬كعادته‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬بطولة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الإفريقية‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬منتخب‭ ‬نسور‭ ‬قرطاج‭ ‬خيّب‭ ‬الآمال‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬الأبواب،‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المنتخب‭ ‬الكاميروني،‭ ‬وهكذا‭ ‬هي‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬انتصارات‭ ‬هنا‭ ‬وخسائر‭ ‬هناك،‭ ‬والمنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحترمها‭ ‬لا‭ ‬تحترمك،‭ ‬وبصريح‭ ‬العباراة‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬التوانسة‭ ‬أن‭ ‬يزعلوا‭ ‬ويتذمروا‭ ‬ويسخطوا،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬طائرتهم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬رقما‭ ‬صعبا‭ ‬عربيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬وسمعة‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬ليس‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬بمعيتها‭ ‬لعبتا‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وكرة‭ ‬اليد‭.. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬الانتصارات‭ ‬تغطي‭ ‬على‭ ‬العيوب،‭ ‬فإن‭ ‬الخسائر‭ ‬والإخفاقات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مصارحة‭ ‬جادة‭ ‬لجلد‭ ‬الذات‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر،‭ ‬لاستعادة‭ ‬الهيبة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا