الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن التصريحات الإيرانية.. والموقف البحريني
لطالما كانت توجسات البحرينيين من الموقف الإيراني المتشدد عائقا شعبيا أمام أية تحركات نحو عودة العلاقات الطبيعية.. ولطالما كانت التصريحات الإيرانية السلبية تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، خاصة ما صدر بالأمس من مسؤول بالخارجية الإيرانية بشأن أوضاع السجناء، وعن العلاقات الدبلوماسية البحرينية مع بعض الدول.
ودائما ما تتعامل الدبلوماسية البحرينية المتوازنة والرصينة مع مثل تلك التصريحات الإيرانية بحكمة وعقلانية، عبر التشديد على أهمية احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تدعو إلى حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والعمل بها، ودعوة المسؤولين في إيران إلى تحري الدقة، وعدم الانجرار وراء معلومات مغلوطة، تسيء إلى العلاقات بين البلدين.
ذلك أن كل تصريح من أي مسؤول إيراني ضد مملكة البحرين يكون حجر عثرة أمام المساعي نحو عودة العلاقات، تماما كما يثير المزيد من التساؤلات والهواجس حول طبيعة هذه العلاقات ومساراتها المستقبلية، مما يزيد من حالة التوجس وعدم الثقة.
وكما هو معلوم، سواء في مسألة حقوق النزلاء، أو في السياسة الدبلوماسية البحرينية، وفي كل الأمور السيادية العديدة، فهي مسائل لا يحق لأي طرف التدخل فيها، والتعليق عليها، فمملكة البحرين دولة قانون ومؤسسات، وتحترم الشؤون الداخلية لكل دولة، وفي المقابل تتوقع من تلك الدول أن لا تتدخل هي الأخرى في شؤون البحرين.
ففي شأن حقوق السجناء.. فإن مملكة البحرين لديها منظومة حقوقية متطورة، ولديها برنامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، وتعاون متميز وشفاف مع المنظمات والهيئات الحقوقية الوطنية، وهناك حزمة من الخدمات الشاملة للنزلاء والتي تم الإعلان عنها مؤخرا، فضلا عن المنهجية القضائية المحترمة، ذات العدالة والاستقلالية، والعمل الدؤوب على تأهيل النزلاء لإدماجهم مع المجتمع.
وفي الشأن الفلسطيني.. فإن موقف مملكة البحرين ثابت وراسخ وأصيل، يؤكده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في كل المناسبات والكلمات والخطابات السامية، المحلية والإقليمية والدولية.. وهو موقف عروبي وإسلامي، وإنساني وحضاري، من قائد حكيم يتطلع إلى السلام الشامل والعادل ومستدام، وبرؤية مستقبلية، من أجل الاستقرار والازدهار في المنطقة.
ومملكة البحرين دائما ما تؤكد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بقيام الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأن المسجد الأقصى، والقدس الشريف، والهوية التاريخية لفلسطين، وحقوق شعبها، قضية عربية أولى، وموقف مملكة البحرين تجاهها، موقف ثابت وأصيل، لا يقبل المزايدة، ولا التشكيك فيه، ولا التحريض عليه والإساءة له، أو محاولة تزويره والتقليل من شأنه.
الجميع يتفق على أهمية الأمن والاستقرار، وتوطيد العلاقات والمصالح المشتركة، وتعزيز التضامن الإنساني، والسلام والازدهار، خاصة فيما بين الدول والشعوب ذات القرب الجغرافي.. ولكن استمرار صدور التصريحات السلبية والتدخل في الشؤون الداخلية، ستظل دائما عائقا أمام خطاب العقل والحكمة والواقعية، والتحركات والمساعي للعلاقات الطبيعية.. فهل تدرك إيران ذلك..؟؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك