نظم بنك البحرين الإسلامي (BisB) خلال الفترة من 31 أغسطس الماضي إلى الأول من سبتمبر الجاري معرضه الأول للتمويلات العقارية، بالتعاون مع بنك الإسكان. وتميز المعرض بأنه شكل محطة متكاملة ومنصة متنوعة تقدم حلولا تمويلية عقارية مميزة تلائم مختلف الاحتياجات والرغبات وتسهم في تحقيق أحلام المواطنين الراغبين في امتلاك بيت العمر.
والملفت في المعرض هو مشاركة كبريات الشركات العقارية الرائدة في البحرين، وعرضها مشاريعها الإسكانية، ليجسد هذ المعرض صورة نموذجية لدور القطاع الخاص في المساهمة بالملف الاسكاني بالمملكة، بل قدرة هذا القطاع على الريادة والقيادة في التعامل مع هذا الملف الإسكاني.
حول هذا الحدث وأهميته وأهدافه تحدثنا الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية للأفراد في بنك البحرين الإسلامي فاطمة العلوي، لافتة إلى ان المعرض الإسكاني جسد رؤية بنك البحرين الإسلامي في تقديم خدمات مصرفية استثنائية لزبائنه، حيث يعتبر البنك واحدًا من البنوك الرائدة في مملكة البحرين. ومن هذا المنطلق شكل تنظيم المعرض فكرة مهمة لغايتين رئيسيتين: أولاً، تعزيز القرب من الزبائن، وثانياً، تقديم حل شامل لتلبية احتياجاتهم الإسكانية.
ومن ثم فإن الهدف الرئيسي هو تيسير عملية حصول الزبائن على التمويلات الاسكانية والحرص على تقديم خدمات مصرفية متميزة لهم. بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية التمويل الإسكاني للزبائن والمساهمة الفعّالة في تنمية القطاع العقاري في المملكة.
تجربة متكاملة
* وما الذي ميز هذا المعرض بشكل خاص؟
** المعرض ليس مجرد معرض تقليدي، بل هو تجربة متكاملة للزبائن، بدءًا بفكرة إنشائه في أحد أكثر المجمعات المالية حيوية لبنك البحرين الإسلامي، حيث تضمن المعرض مشاركة عدة جهات متميزة، بما في ذلك بنك الإسكان وعدد من الشركات العقارية الرائدة في المملكة، بالإضافة إلى مزودي الخدمات في مجال التصميم الداخلي والشركات المتخصصة في مجال الإلكترونيات وذلك حتى يتمكن الزبائن من اختيار وتصميم وتجهيز منازلهم بناءً على احتياجاتهم من خلال العروض الحصرية المتاحة في المعرض.
* ما طبيعة مشاركة هذ الشركات في المعرض؟ وما هي أبرز المنتجات العقارية التي تم عرضها؟
** ضم المعرض مجموعة متنوعة من الشركات والمتخصصين في مجالات متعددة، حيث قدم المطورون العقاريون مشاريع متميزة وفرصا استثمارية مجزية، أما الوسطاء العقاريون فقد قدموا خدمات المساعدة في البحث عن العقارات المناسبة التي تتماشى مع تنوع احتياجات الزبائن، أما بالنسبة إلى شركات التصميم الداخلي فقد تميزت بتقديم أفكار وحلول للتصميم اتسمت بالتميز ولاقت استحسان الزبائن. كما وفرت شركات الأثاث والالكترونيات تجهيزات عالية الجودة وبأحدث التقنيات للمنازل الذكية؛ ما جعل المعرض مكانًا مثاليًا لاستكشاف واختيار أفضل الخدمات والمنتجات التي تناسب احتياجات الزبائن.
* وكيف تقيّمون تجاوب الجمهور مع المعرض؟
** يمكن وصف تجاوب الجمهور مع المعرض بأنه ممتاز جدا؛ حيث كان الاقبال أكبر بكثير مما كنا نتوقع. وهذا الاهتمام الكبير والمشاركة الفعّالة من قبل الزبائن والزوار يشير إلى الحاجة الكبيرة والاستجابة الإيجابية لهذا الحدث. كما يُظهر هذا التفاعل القوي أن المعرض نجح في تلبية توقعات واحتياجات الجمهور بشكل فعّال، وهو شيء نفخر به ونعتز به.
كما نجح المعرض بشكل كبير في تحقيق أهدافه المتعلقة بعقد اتفاقيات التمويل؛ حيث شهد المعرض عددًا كبيرًا من الزوار والمشاركين، وأسهم بشكل ملموس في زيادة عدد الاتفاقيات التمويلية المبرمة بين البنك والزبائن، وهذا يشير إلى النجاح البارز للمعرض في تلبية احتياجات وتوقعات العملاء فيما يتعلق بالتمويل العقاري.
* هل ستكون هناك نسخ أخرى من المعرض مستقبلا؟
** بناءً على النجاح الباهر الذي شهده المعرض الحالي يسر بنك البحرين الإسلامي أن يعلن نيته تنظيم نسخ أخرى من المعرض في المستقبل. هذه الخطوة تأتي استمرارًا لتلبية احتياجات وتطلعات الزبائن، وتعزيز التفاعل الإيجابي مع السوق وتعزيز دور البنك كمزوّد للحلول الإسكانية المبتكرة.
دور البنوك
* فكرة التمويل العقاري من قبل البنوك للمشاريع الاسكانية في البحرين ربما تعتبر جديدة نوعا ما.. هل تجدون قناعة وتجاوبا متزايدا من قبل العملاء للجوء إلى التمويلات العقارية عوضا عن الوحدات السكنية؟
** في الواقع، أحدثت فكرة توفير التمويل العقاري من قبل البنوك للمشاريع السكنية في البحرين تغييرًا كبيرًا في سوق العقارات بشكل عام، إذ تزداد القناعة بشكل متزايد بين الزبائن بضرورة اللجوء إلى التمويلات العقارية عوضًا عن شراء الوحدات السكنية بشكل كامل، وباتوا يرون في هذه الخدمة فرصة لتحقيق أحلامهم في امتلاك منازلهم الخاصة بسهولة ويسر.
وفي الوقت نفسه باتت البنوك والمؤسسات المصرفية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هذه الرؤية، وتعزز بذلك النمو الاقتصادي المحلي وتعمل على تطوير البنية التحتية العقارية، ومن ثم يُمكن القول إن هناك قناعة متزايدة من قبل العملاء بأهمية التمويل العقاري وتجاوبا متناميا للتوجه نحو هذه الخدمة الجديدة والمبتكرة.
* أشرتِ إلى دور المؤسسات المصرفية في تحقيق هذه الرؤية.. إلى أي مدى يمكن للبنوك أن تسهم في التعامل مع الملف الإسكاني الذي يعتبر من أكثر الملفات صعوبة؟
** دور البنوك والمؤسسات المصرفية في معالجة ملف الإسكان في المملكة يمكن أن يكون حاسمًا ومؤثرًا بشكل كبير؛ فملف الإسكان هو أحد أكثر الملفات تعقيدًا وأهمية في أي اقتصاد، وهو يؤثر على مستقبل الأفراد والأسر والاستقرار الاقتصادي للبلاد بأسرها.
وتشهد المملكة والعديد من الدول الأخرى تحديات كبيرة في مجال الإسكان، وهذه التحديات تشمل ارتفاع أسعار العقارات والتزايد المستمر في الطلب على الوحدات السكنية. وتتيح البنوك والمؤسسات المصرفية فرصة فريدة للتعامل مع هذه التحديات من خلال عدة آفاق رئيسية؛ منها توفير تمويلات إسكانية ميسرة، وتطوير منتجات مصرفية مبتكرة ومرنة، والتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، وزيادة التوعية المالية في المجتمع لمساعدة الأفراد على اتخاذ قرارات مالية مستنيرة.
وهنا نجد أن دور البنوك والمؤسسات المصرفية في معالجة ملف الإسكان له تأثير متعدد الأوجه، يمكن أن يسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وزيادة فرص العمل من خلال تعزيز نشاط القطاع العقاري، كما يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من خلال تمكين الأفراد والأسر من تحسين مستوى معيشتهم والعيش في منازل تناسب احتياجاتهم.
في النهاية، نجد أن دور البنوك والمؤسسات المصرفية يمكن أن يكون له تأثير كبير على ملف الإسكان والمجتمع بأسره، من خلال التزامها بتقديم خدمات مالية مبتكرة وتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع الإسكان. كما يمكن أن تسهم البنوك في تحقيق تحسينات ملموسة في وضع الإسكان والمجتمع بشكل عام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك