العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

«ملتقى بنت إبراهيم».. عالم من سحر الحكايات وكفاح الواقِع

الأحد ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬يُمكنك‭ ‬إنهاء‭ ‬رحلة‭ ‬الغوص‭ ‬الساحِرة‭ ‬بين‭ ‬سطور‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مُلتقى‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭.. ‬نقشٌ‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬أهالي‭ ‬منطقة‭ ‬النُّعيم‮»‬‭ ‬لمؤلفته‭ ‬الأديبة‭ ‬‮«‬د‭. ‬جميلة‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شعورٍ‭ ‬بالامتنان‭ ‬العميق‭ ‬لأوَّل‭ ‬يومٍ‭ ‬انطلقَ‭ ‬فيه‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي‭ ‬للإناث‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فلولاهُ‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬تلك‭ ‬الأسرار‭ ‬الثمينة‭ ‬الموصَد‭ ‬على‭ ‬أكثرها‭ ‬في‭ ‬عالمٍ‭ ‬أنثويٍ‭ ‬خالِص‭ ‬طريقها‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬لتصل‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدوين‭ ‬هذه‭ ‬السيرة‭ ‬الرَّوائيّة‭ ‬بمشاعر‭ ‬الطفلة‭ ‬اللمَّاحة‭ ‬‮«‬جميلة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تتلمس‭ ‬الإحساس‭ ‬العام‭ ‬والتأثير‭ ‬المُجتمعي‭ ‬المُتبادل‭ ‬منذ‭ ‬بواكير‭ ‬وعيها‭ ‬خلال‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيَّات‭ ‬وبداية‭ ‬الثمانينيَّات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ليكبُر‭ ‬عنفوانها‭ ‬معها‭ ‬مُرافقًا‭ ‬روحها‭ ‬الحُرَّة‭ ‬المشحونة‭ ‬بالتساؤلات،‭ ‬ويتخذ‭ ‬قلمها‭ ‬قراره‭ ‬بأن‭ ‬يهبَ‭ ‬تلك‭ ‬الذكريات‭ ‬فُرصة‭ ‬أخرى‭ ‬للانبعاث‭ ‬من‭ ‬ماضيها،‭ ‬لعلها‭ ‬تكون‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬صورٍ‭ ‬مُشرقة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬المُجتمعية‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بوجهٍ‭ ‬عام،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬النُّعيم‭ ‬الغربي‭ ‬بوجهٍ‭ ‬خاص،‭ ‬وعلى‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المُكافِحة‭ ‬وما‭ ‬كانت‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ذكاء‭ ‬ونشاطٍ‭ ‬وتعاطُفٍ‭ ‬وبسالة‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬بوجهٍ‭ ‬أكثر‭ ‬خصوصيَّة‭.‬

بلغةٍ‭ ‬شاعريَّةٍ‭ ‬آسِرة‭ ‬محبوكة‭ ‬بمهارةٍ‭ ‬سرديَّةٍ‭ ‬عالية،‭ ‬وثقافةٍ‭ ‬عميقة‭ ‬بفن‭ ‬التحليل‭ ‬النفسي،‭ ‬يحكي‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحاجَّة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‮»‬،‭ ‬المرأة‭ ‬الضريرة‭ ‬التي‭ ‬‮«‬حملت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الرجال‭ ‬حمله،‭ ‬واحتسبت،‭ ‬وصَبَرَت؛‭ ‬حتَّى‭ ‬تؤكِّد‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬دمعة‭ ‬لا‭ ‬ابتسامة‭.. ‬صـ40‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مسكنها‭ ‬الصغير‭ ‬الخالي‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬التقنيات‭ ‬العصرية‭ ‬كالكهرباء‭ ‬أو‭ ‬الثلاجة‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والبنين‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أخيها‭ ‬وأبنائها‭ ‬وزوجها‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تساعده‭ ‬بهمًّةٍ‭ ‬عاليةٍ‭ ‬خلال‭ ‬شبابها‭ ‬في‭ ‬خرف‭ ‬النخيل،‭ ‬وتمتطي‭ ‬حماره‭ ‬لأخذ‭ ‬الرطب‭ ‬والخضار‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬برفقته،‭ ‬لتبقى‭ ‬بعد‭ ‬رحيلِ‭ ‬هؤلاء‭ ‬وحيدة‭ ‬صامدة‭ ‬صابرة،‭ ‬تستحضرها‭ ‬ذاكرة‭ ‬المؤلِّفة‭ ‬لتصفها‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬وجهٍ‭ ‬نحيل،‭ ‬وأنفٍ‭ ‬منحوتٍ‭ ‬طويل،‭ ‬طويلة‭ ‬القامة،‭ ‬مُستقيمة‭ ‬الظهر،‭ ‬لم‭ ‬ينحنِ‭ ‬ظهرها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬بُنيتها،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تقدَّم‭ ‬بها‭ ‬العُمر‭. ‬ذكيَّة،‭ ‬ومُعلِّمة‭ ‬للقرآن،‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬تعليمه،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صارت‭ ‬كفيفةً‭ ‬لاحقًا؛‭ ‬إذ‭ ‬استمرَّت‭ ‬في‭ ‬تِلاوته؛‭ ‬حتى‭ ‬تُمكِّن‭ ‬المارَّة‭ ‬من‭ ‬سَماعِه‭. ‬تتحدث‭ ‬بلُغةٍ‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الفُصحى‭ ‬من‭ ‬العاميَّة‭ ‬الدارِجة‭.. ‬صـ49‮»‬،‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬مكانتها‭ ‬الأموميَّة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المُجتمع‭ ‬المُترابط‭ ‬فقد‭ ‬غدت‭ ‬جَدَّة‭ ‬لأهالي‭ ‬منطقة‭ ‬النُّعيم‭ ‬الغربي،‭ ‬وتطوَّع‭ ‬الجميع‭ ‬لخدمتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كبرت‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬وخارت‭ ‬قواها،‭ ‬ولا‭ ‬سيِّما‭ ‬ثلاث‭ ‬جاراتٍ‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬تعبة‭ ‬أم‭ ‬جمعة‭ ‬الوطني‮»‬‭ -‬والدة‭ ‬كاتبة‭ ‬السيرة‭- ‬إحداهن،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬تؤكد‭ ‬المؤلفة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يُشهد‭ ‬للحاجَّة‭ ‬حرصها‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بأعمالها‭ ‬بيديها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬الذاتية‭ ‬الضعيفة؛‭ ‬كي‭ ‬تُحقق‭ ‬ذاتها،‭ ‬وتستشعر‭ ‬قيمة‭ ‬وجودها،‭ ‬وتندمج‭ ‬مع‭ ‬مجتمعها‭.. ‬صـ68‮»‬‭.‬

في‭ ‬كُل‭ ‬ليلةٍ‭ ‬من‭ ‬ليالي‭ ‬الصيف،‭ ‬وبعض‭ ‬ليالي‭ ‬الشتاء،‭ ‬تحت‭ ‬ضوء‭ ‬مصباح‭ ‬عمود‭ ‬الكهرباء‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬الحكومة؛‭ ‬تتجمع‭ ‬النساء‭ ‬عند‭ ‬بابها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬جالسات‭ ‬حول‭ ‬صينية‭ ‬دائرية‭ ‬مليئة‭ ‬بالمأكولات‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬يتناوبن‭ ‬على‭ ‬توفيرها‭ ‬بأرواحٍ‭ ‬أكثر‭ ‬طِيبة‭. ‬تصغي‭ ‬إلى‭ ‬أحاديث‭ ‬النسوة‭ ‬التي‭ ‬يتبادلنها‭ ‬حول‭ ‬أخبار‭ ‬المنطقة،‭ ‬تقدم‭ ‬النصائح‭ ‬الدينية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬مُجتهدة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأم‭ ‬النصوح‭ ‬لهن،‭ ‬ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬سرد‭ ‬الحكايات‭ ‬الخيالية‭ ‬الآسرة‭ ‬أو‭ ‬القصص‭ ‬الواقعية‭ ‬المُبهِرة‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يُسمح‭ ‬للفتيات‭ ‬الصغيرات‭ ‬بمشاركة‭ ‬أمهاتهن‭ ‬الحضور‭ ‬إلا‭ ‬ليلة‭ ‬إجازة‭ ‬الأسبوع‭ ‬أو‭ ‬إجازة‭ ‬الصيف‭ ‬لكيلا‭ ‬يؤثر‭ ‬حضورهن‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬أدائهن‭ ‬الدراسي،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترافق‭ ‬فيها‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬جميلة‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬والدتها‭ ‬‮«‬تعبة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جلسة‭ ‬السرد‭ ‬الممتعة؛‭ ‬تغذى‭ ‬خيالها،‭ ‬واتسعت‭ ‬مداركها،‭ ‬وتعززت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التوقع،‭ ‬لكن‭ ‬عقلها‭ ‬المُتدفق‭ ‬بالأسئلة‭ ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬صوتها‭ ‬للتمرد‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الحاجة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالسكوت‭ ‬والإنصات،‭ ‬فينطلق‭ ‬بسؤالٍ‭ ‬يقطع‭ ‬حبل‭ ‬تسلسل‭ ‬القصة‭ ‬مُخترقا‭ ‬صرامة‭ ‬القوانين،‭ ‬ثم‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬بعقلٍ‭ ‬مزدحم‭ ‬بالتساؤلات‭ ‬المُتعملِقة‭ ‬التي‭ ‬تترجمها‭ ‬بمشاعر‭ ‬مُتدفقة‭ ‬عند‭ ‬مُناجاتها‭ ‬نجوم‭ ‬السماء‭ ‬المُتلألئة‭ ‬خلال‭ ‬استلقائها‭ ‬على‭ ‬فراشها‭ ‬القُطني‭ ‬البارد‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬المنزل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستولي‭ ‬النوم‭ ‬على‭ ‬يقظتها‭ ‬مُسدلاً‭ ‬الستار‭ ‬مؤقتًا‭ ‬على‭ ‬فيضان‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭ ‬البريئة‭.‬

لم‭ ‬يكتفِ‭ ‬الكتاب‭ ‬بتقديمه‭ ‬نصًا‭ ‬أدبيًا‭ ‬محبوكًا‭ ‬بإتقان،‭ ‬ولا‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الممتع‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬سيرة‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‮»‬‭ ‬بأقصى‭ ‬ما‭ ‬يُمكن‭ ‬من‭ ‬الصدق‭ ‬والشفافية،‭ ‬بل‭ ‬اتخذ‭ ‬سبيلاً‭ ‬مُشوقا‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬بعض‭ ‬المراحل‭ ‬التاريخيَّة‭ ‬القيِّمة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬المُجتمعية‭ ‬والظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬والجُغرافيَّة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬طابعًا‭ ‬روحيًا‭ ‬ذا‭ ‬بصماتٍ‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬أهل‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬النُّعيم‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬سيَّما‭ ‬تلك‭ ‬المعالِم‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الطبيعة‭ ‬الدينية‭ ‬المُتجذرة‭ ‬في‭ ‬المُجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬العصور،‭ ‬وسلَّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬كفاح‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ذات‭ ‬الروح‭ ‬الشُّجاعة‭ ‬المُفعمة‭ ‬بالصبر‭ ‬والعزيمة‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والوقوف‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬السَّامية‭ ‬المُشتركة‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬وكم‭ ‬كان‭ ‬الوصف‭ ‬بليغًا‭ ‬في‭ ‬قولها‭: ‬‮«‬هنا‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتاء‭ ‬الأنوثة؛‭ ‬لأن‭ ‬الكل‭ ‬مُنغمس‭ ‬في‭ ‬حاء‭ ‬الحياة،‭ ‬ومُتعايش‭ ‬مع‭ ‬باء‭ ‬البساطة،‭ ‬والواقع‭ ‬خبز‭ ‬يتقاسمه‭ ‬الجميع‭.. ‬صـ21‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬تكتفِ‭ ‬المؤلفة‭ ‬بالسَّرد‭ ‬الممتع؛‭ ‬بل‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يمتاز‭ ‬التدوين‭ ‬بأكبر‭ ‬قدرٍ‭ ‬من‭ ‬المصداقيَّة‭ ‬مُستعينة‭ ‬باللقاءات‭ ‬المُباشرة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬شخصيات‭ ‬السيرة‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬لتبادل‭ ‬الذكريات‭ ‬وتدوينها‭ ‬صحيحة،‭ ‬ووثقت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬صورة‭ ‬فوتوغرافيَّة‭ ‬مع‭ ‬أمانة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬كل‭ ‬صورة‭ ‬بدقَّة‭.‬

بين‭ ‬سطور‭ ‬هذا‭ ‬الكِتاب‭ ‬الفريد‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬وأسلوبه‭ ‬تُحلّق‭ ‬مُخيلة‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬جذَّابة‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬حين‭ ‬تنطلق‭ ‬به‭ ‬الحافلة‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‮«‬البَست‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬المقاعد‭ ‬الخشبيَّة‭ ‬نحو‭ ‬أحد‭ ‬المزارات‭ ‬يوم‭ ‬‮«‬لِشراك‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬يستمتع‭ ‬بتلك‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬فيها‭ ‬الدعاء‭ ‬حتى‭ ‬يبدأ‭ ‬الغِناء،‭ ‬وتستنشق‭ ‬مشاعره‭ ‬رائحة‭ ‬‮«‬البلاليط‮»‬‭ ‬و«الممروس‮»‬‭ ‬و«ماء‭ ‬الورد‮»‬،‭ ‬يُجرب‭ ‬التهادي‭ ‬في‭ ‬سيره‭ ‬قليلاً‭ ‬بـ«قبقاب‭ ‬أبو‭ ‬صبعة‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يُلائم‭ ‬قدمه‭ ‬استبدله‭ ‬بـ«قبقاب‭ ‬أبو‭ ‬ربلة‮»‬،‭ ‬يدعو‭ ‬ربَّه‭ ‬عند‭ ‬‮«‬شجرة‭ ‬الأسديَّة‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬يستذكر‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬الملوك‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُغمض‭ ‬عينيه‭ ‬لينام‭ ‬حالمًا‭ ‬بقراءة‭ ‬إصدارٍ‭ ‬قادم‭ ‬يحمل‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬السَّحر‭ ‬اللذيذ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا