العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

هكذا يريدون: الموت خوفا من الموت

{‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬والبشرية‭ ‬وهي‭ ‬تعيش‭ ‬مسارات‭ ‬الوقع‭ ‬المتسارع‭ ‬من‭ ‬الأحداث،‭ ‬باتت‭ ‬منذ‭ ‬2020‭ ‬تعيش‭ ‬وتيرة‭ ‬أكثر‭ ‬تسارعاً‭ ‬وأكثر‭ ‬دراماتيكية‭! ‬ومن‭ ‬حصار‭ ‬إثار‭ ‬الفزع‭ ‬والمخاوف‭ ‬التي‭ ‬يسهم‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬عليها،‭ ‬وكأن‭ ‬إثارة‭ ‬الفزع‭ ‬بالطاقات‭ ‬السالبة‭ ‬التي‭ ‬تترافق‭ ‬معه‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬حدّ‭ ‬ذاته‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الهاتف‭ ‬الذكي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬مليئاً‭ ‬بكل‭ ‬المحتويات‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يتلاعب‭ ‬بعقول‭ ‬الناس‭! ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬القادمة‭! ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬كوارث‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة‭ ‬تقف‭ ‬خجولة‭ ‬أمام‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬الواسعة،‭ ‬أو‭ ‬الأوبئة‭ ‬التي‭ (‬رسموا‭ ‬لها‭ ‬عنواناً‭ ‬متحوراً‭) ‬مع‭ ‬كل‭ ‬متحور‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬كورونا‭! ‬أو‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬رقعة‭ ‬التحذيرات‭ ‬والإنذارات‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬من‭ ‬شمولية‭ ‬حرب‭ ‬ثالثة‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭! ‬أو‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬كعدو‭ ‬فائق‭ ‬يترصد‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬قريب‭ ‬الأزمان‭! ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬تطورات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ايضاً‭ ‬رغم‭ ‬منافعها‭ ‬إلى‭ ‬رعب‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬‮«‬المظلم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يخفي‭ ‬غايات‭ ‬وأهدافا‭ ‬تنسب‭ ‬إلى‭ ‬أجندة‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

{‭ ‬أحداث‭ ‬وتنبؤات‭ ‬فاقت‭ ‬قصص‭ ‬‮«‬الخيال‭ ‬العلمي‮»‬‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭! ‬وحيث‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬وتكثر‭ ‬التحليلات‭ ‬حول‭ ‬متغيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تجري‭ ‬تحضيراً‭ (‬لنقل‭ ‬ما‭ ‬سيتبقى‭ ‬من‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحد‭)! ‬لإخضاع‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬لسلطة‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬عالمية‭ ‬موحدة‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬حرق‭ ‬الأرض‭ ‬والزرع‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬لإحداث‭ ‬مجاعة‭ ‬عالمية‭! ‬وصناعة‭ ‬الأوبئة،‭ ‬والتحضير‭ ‬لحرب‭ ‬شاملة‭ ‬وأخيرة‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين‭! ‬ومن‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬الأخيرة‭ ‬و«الذكية‮»‬‭ ‬بآلياتها‭! ‬يراد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الرقم‭ ‬السكاني‮»‬‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬وهو‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحد‮»‬‭.. ‬وتكون‭ ‬فيه‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬مجرد‭ ‬رؤساء‭ ‬أقسام‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬العالم‭ ‬الموحد‭ ‬هذا‭! ‬شر‭ ‬يفوق‭ ‬شر‭ ‬الخيال‭ ‬الدرامي‭ ‬الشرير‭! ‬

{‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التشكيلات‭ ‬المرسومة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬تحدث‭ ‬الآن،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬ستحدث‭ ‬لاحقاً،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ترسمه‭ ‬‮«‬الأيدي‭ ‬الخفية‮»‬‭ ‬يضع‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ (‬مآزق‭ ‬متحورة‭) ‬تشبه‭ ‬تحورات‭ ‬الفيروس‭ ‬الكوروني‭! ‬وتزيد‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬حتى‭ ‬تقع‭ ‬الغالبية‭ ‬في‭ ‬رعب‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬وما‭ ‬سيحدث‭! ‬

ولكأن‭ ‬ضرب‭ ‬المعنويات‭ ‬والعقول‭ ‬المرهقة‭ ‬أصلاً،‭ ‬بسبب‭ ‬غرابة‭ ‬الأحداث‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬منذ‭ ‬2020،‭ ‬وما‭ ‬تخللّه‭ ‬وتبعه‭ ‬من‭ (‬انقلاب‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمنطق‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والدينية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالنوع‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬الاختلال‭ ‬الجنسي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تسويقه‭ ‬وفرضه‭)! ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬أنواع‭ ‬المخدرات‭ ‬المستجدة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬‮«‬زومبيا‭ ‬متحركا‮»‬‭ ‬ظهروا‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭! ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصدمات‭ ‬المتتالية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعالمية‭ ‬مدخلاً‭ ‬لإحداث‭ ‬‮«‬التغيير‭ ‬المطلوب‮»‬‭ ‬والدخول‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬متاهة‭ (‬الموت‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬الموت‭) ‬الذي‭ ‬يطلّ‭ ‬برأسه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭! ‬ومعروف‭ ‬أثر‭ ‬المعنويات‭ ‬والنفسيات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬المناعة‭ ‬الذاتية‭ ‬سواء‭ ‬الجسدية‭ ‬أو‭ ‬الفكرية‭ ‬أو‭ ‬الروحية‭! ‬

{‭ ‬لندرك‭ ‬‮«‬أثر‭ ‬الصدمة‭ ‬والايهام‮»‬‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬أرادها‭ ‬الزعيم‭ ‬النازي‭ ‬‮«‬هتلر‮»‬‭ ‬ليدرك‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬سيفعله‭ ‬لاحقاً‭ ‬بشعوب‭ ‬العالم‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الألماني‭! ‬التجربة‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬إيهام‭ ‬شخص‭ ‬محتجز‭ ‬بأنه‭ ‬سيموت‭ ‬خلال‭ ‬ساعات‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬سريان‭ ‬دمه‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬تغطية‭ ‬عينيه،‭ ‬فعاش‭ ‬الإحساس‭ ‬بأن‭ ‬دمه‭ ‬يتسرّب‭ ‬من‭ ‬عروقه‭! ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬عقوبته‭ ‬القتل‭ ‬بتلك‭ ‬الطريقة‭! ‬فبدأ‭ ‬جسده‭ ‬يشعر‭ ‬بالوهن‭ ‬التدريجي،‭ ‬ومع‭ ‬نهاية‭ ‬الساعات‭ ‬المحددة‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬بالفعل‭ ‬قد‭ ‬فارق‭ ‬الحياة،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬جرح‭ ‬جسده‭ ‬كما‭ ‬قيل‭ ‬له،‭ ‬ولم‭ ‬ينزل‭ ‬من‭ ‬عروقه‭ ‬قطرة‭ ‬دم‭ ‬واحدة‭! ‬إنه‭ (‬تأثير‭ ‬الوهم‭ ‬أو‭ ‬الإيهام‭) ‬الذي‭ ‬قتله‭! ‬لقد‭ ‬نجحت‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬هتلر‮»‬‭!‬

{‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ ‬والفزع‭ ‬بوتيرة‭ ‬يومية‭ ‬أو‭ ‬زمنية‭ ‬متصاعدة،‭ ‬لها‭ ‬فعل‭ ‬‮«‬الإيهام‮»‬‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬هتلر‮»‬‭! ‬الناس‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تعي‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬المخاوف‭ ‬ستطغي‭ ‬في‭ ‬تأثيرها‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬نشره‭ ‬من‭ ‬فيروسات‭! ‬قد‭ ‬يسهم‭ ‬الخوف‭ ‬منها‭ ‬تحت‭ ‬التأثير‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬الموت،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬نفسه‭! ‬فيموت‭ ‬الناس‭ ‬خوفاً‭! ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬الأفكار‭ ‬الشيطانية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬كل‭ ‬مستبدّ،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ (‬استبداد‭ ‬بالبشرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لصناعة‭ ‬العصر‭ ‬الجديد‭)! ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬تأليه‭ (‬الآلة‭) ‬لتحلّ‭ ‬محل‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬هؤلاء‭! ‬فيتم‭ ‬قتلهم‭ ‬بألف‭ ‬طريقة،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب،‭ ‬الذي‭ ‬بالإمكان‭ ‬التحكّم‭ ‬فيه‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬موحّد‭!‬

فهل‭ ‬تستسلم‭ ‬البشرية‭ ‬وهي‭ ‬تدرك‭ ‬بعقلها‭ ‬وبحدسها‭ ‬ما‭ ‬يُدار‭ ‬ويُحاك‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬شريرة؟‭! ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬ستقلب‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الساحر‭ ‬وفق‭ ‬إرادة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬إرادة‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كلّما‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬الشرور‭ ‬الحادثة‭ ‬اليوم،‭ ‬نثق‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الإرادة‭ ‬الإلهية‮»‬‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬إرادة‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬شيطانية‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا