زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
اختيار الزوجة بالميزان
أحس الزوج بأن أم عياله استحقت التقاعد، بينما هو - اسم الله عليه -مثل الحصان، فتزوج عليها وأنجب من الزوجة الجديدة طفلا، ولأنه كان منصفاً فقد وهب بعض أملاكه لعياله من الزوجة الأولى التي تركها لأنها أصبحت سكند هاند، ولم يعجب هذا الزوجة الثانية الجديدة فقررت قتله، وقد كان: قتلته دون أن تتلوث يداها بدم، أي دون أن تستخدم أي أداة قتل، سكيناً كانت أم مطرقة، أم سلاحاً نارياً أو سما كل ما فعلته الزوجة (أكرر «الجديدة» ذات الدفع الرباعي) هو أنها طرحت بعلها أرضاً، ثم جلست فوقه فمات. مات لأن المدام كانت تزن أكثر من مائة وعشرين كيلو غراما مكعبا، وكان الرجل «العريس» في الرابعة والثمانين، وكان أمد صلاحيته قد أوشك على الانتهاء، بعد أن أصبحت عظامه رخوة، (طبعا الأعمار بيد الله ولكن كلما تقدم الإنسان في السن كلما اقترب من القبر، ولم تكن تلك البلهاء قد سمعت بأنه لو صبر القاتل لربما مات المقتول دون أن يقع جرم القتل على أحد). المهم أنه ما أن جلست فوقه تلك الدبابة حتى هرست عظامه. والمصيبة أنها تستطيع أن تدفع عن نفسها تهمة القتل العمد بزعم أنها جلست فوقه من باب التأديب أو لشل حركته عندما حاول الاعتداء عليها، أو أي صيغة أخرى من الكذب. (وش تقولين؟ عيب يا بنت الناس؟ مو عيب وبس بل حرام. يستأهل يموت مهروسا لأنه فكر في التبديل والتدبيل وعمره قد قارب التسعين؟ ما يصير. بالذمة مو كفو أنه فوق الثمانين وقادر على الإنجاب؟ هو صحيح مسخها وزاد العيار، وأخطأ التقدير عندما اختار زوجة جديدة مستنسخة من فرس النهر، ولكن ما من حق زوجة قديمة كانت أو جديدة أن تقتل زوجها مهما أخطأ)، لغة الحوار هذه التي بين قوسين قد تشي بأن الضحية والجاني خليجيان، ولكن حقيقة الأمر أنهما ليسا خليجيين، فالمرأة الخليجية - وإلى حين إشعار آخر!!!!!! - مبرأة من العنف.
والعبرة من هذه الحكاية - ونقلت وقائعها من صحيفة عربية - يا جماهير الرجال العرب، أنه انتهى عصر الجنس اللطيف والرقة والأنوثة بظهور عينات نسائية تقوم بقتل الأزواج بالساطور والمطرقة، ثم جاءت تلك السيدة بطريقة جديدة لتصفية الأزواج بدنياً عن طريق الهرس الرحيم. ولا مهرب من النجاة من الموت بتلك الطريقة إلا بتشجيع الزوجات على الحمية، أي الرجيم، أما الذين لم يتزوجوا بعد فعليهم أن يتزوجوا بـ«الميزان»: والله يا عم فلان يسعدني ويشرفني قبولك بزواجي من بنتك. بس لو سمحت خلّها تطلع على الميزان، وأكون صريح معك يا عمي. قبل ما تطلع على الميزان ودي أقول لك، إنه لو وزنها طلع أعلى من وزني، فزواج «بح»، لأني لا أريد إلقاء نفسي الى التهلكة.
ويمكن أن تكون عملية الميزان خلال الرؤية الشرعية - والكلام هنا موجه الى من يتقدمون للزواج بفتاة بعد ترشيحها من طرف ثالث مثل الأم والأخوات والأقارب عموما - فلو ثبت بالعين المجردة أنها وزن الريشة، نو بروبليم وتوكل على الله وبيت مال وعيال. أما إذا هناك احتمال أن تكون فوق «الوزن القانوني» الذي قد يعرضك للهرس فعليك بالميزان، وإذا تجاوز وزن العروس المرتقبة 55 كيلو غراماً يتم خصم مبلغ معين من المهر نظير كل كيلو غرام إضافي. أما إذا كان وزن العروس أكثر من ستين كيلو غراماً فإنها تصبح ببلاش تقريبا، أي بمهر لا يزيد على عشرة دولارات.
أما إذا كانت عروس المسيار تزيد على خمسة وخمسين كيلو غراماً فيجب الزامها بتسجيل بعض ممتلكاتها باسم الزوج «السيار». وماذا عن وزن الرجل أو العريس؟ بلاش تطاول وقلة أدب فالرجل حر يفعل بنفسه وجسمه ما يريد!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك