العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

مما حفظته الذاكرة

نص- حمزة فيصل المردان

السبت ١٢ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

اجر‭ ‬بالكلمات‭ ‬المتنافرات

سره‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬لا‭ ‬تنشره‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬موتي

وقد‭ ‬مات‭ ‬ممسكا‭ ‬آلامه‭ ‬هناك

وحكاية‭ ‬سلم‭ ‬راويها

رغم‭ ‬البعد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬له،‭ ‬يستحق‭ ‬الذكر

فسأخبركم‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬محوه‭ ‬بممحاة‭ ‬النسيان

كان‭ ‬يا‭ ‬ما‭ ‬كان

كان‭ ‬هنالك‭ - ‬رجل‭ ‬عصامي‭ ‬اختار‭ ‬المنفى‭ ‬وطننا‭ ‬بديلا‭ ‬لسلامته‭ ‬من‭ ‬سطوة‭ ‬واعتقال‭..‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬الأكثرُ‭ ‬خطرا‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬الدولة

الإفراط‭ ‬صورته

وهو‭ ‬يفتح‭ ‬قلبه‭ ‬للآتين‭ ‬من‭ ‬العراق

على‭ ‬حافة‭ ‬البحر‭ ‬يمشي‭ ‬معلنا‭ ‬عن‭ ‬توجهه

بلا‭ ‬توجس‭ ‬يذكر

فتلك‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬خوف‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬يحزنون

يجلس‭ ‬على‭ ‬جذع‭ ‬شجرة

ليستريح‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬عنائه

يطالع‭ ‬الأجساد‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬انغماسها‭ ‬بالماء

يتصفح‭ ‬أجزاءها‭ ‬غبر‭ ‬الية‭ ‬اتبعها‭ ‬منذ‭ ‬عقود

الرجل‭ ‬الستيني

يلازم‭ ‬البحر

تراه‭ ‬يوميا‭ ‬هناك

يتنزه‭ ‬وفي‭ ‬عقله‭ ‬ألف‭ ‬لا

ونعم‭ ‬بكماء‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الشرق

شرقي‭ ‬حد‭ ‬النخاع

لم‭ ‬يخلع‭ ‬عقله‭ ‬أبدا

أمام‭ ‬تفاهة‭ ‬المنظر

لكنه‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬قرب‭ ‬تلك‭ ‬الأجساد‭ ‬العاريات‭ ‬تماما

ليبيع‭ ‬لهم‭ ‬المناشف‭ ‬الجديدة

بثمنها‭ ‬يشتري‭ ‬خبزا

ليسد‭ ‬جوع‭ ‬يومه‭ ‬القاتل‭.‬

 

{ شاعر‭ ‬وكاتب‭ ‬عراقي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا