العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

أفكار تصطدم بواقع

خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وتحديدا‭ ‬بعد‭ ‬حصول‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني‭ ‬على‭ ‬برونزية‭ ‬دوري‭ ‬الأمم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬دار‭ ‬نقاش‭ ‬راق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬قروب‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬بين‭ ‬دفتيه‭ ‬كوكتيلا‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬لها‭ ‬شنة‭ ‬ورنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‭.‬

وكان‭ ‬التطور‭ ‬الرهيب‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬اليابانية‭ ‬حاليا،‭ ‬وبحصولها‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الأمم‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬مديرها‭ ‬الفني‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬بلان‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أسال‭ ‬لعاب‭ ‬أعضاء‭ ‬القروب‭ ‬الموقرين،‭ ‬وجعل‭ ‬كلا‭ ‬منا‭ ‬ومنهم‭ ‬وبحسب‭ ‬اختصاصه‭ ‬يدلو‭ ‬بدلوه،‭ ‬ويستعرض‭ ‬وجهات‭ ‬نظره‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معارف‭ ‬وخبرات‭ ‬وثقافة،‭ ‬وكان‭ ‬هاجس‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭: ‬كيف‭ ‬تتطور‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية،‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬المراتب‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأخرى‭ ‬منها‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني؟

ورغم‭ ‬الأفكار‭ ‬الراقية‭ ‬والواقعية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬المتكلمون‭ ‬والمشاركون،‭ ‬التي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬معرفة‭ ‬معمقة‭ ‬وبعد‭ ‬نظر‭ ‬واحتراق‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬فإنها‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬تصطدم‭ ‬بواقع‭ ‬مرير‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬الوصف‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬معه‭ ‬الترقيع‭ ‬ولا‭ ‬التنطيط،‭ ‬بل‭ ‬الاجتثاث‭ ‬من‭ ‬القاعدة،‭ ‬فاليابان‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬لأنها‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وإنما‭ ‬تطورها‭ ‬هذا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬تطورها‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والرياضة‭ ‬والصناعة‭ ‬والتقنية‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والنظام‭ ‬الأسري‭ ‬وقس‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬مترابطة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬بعضا،‭ ‬وأي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬سيترك‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬وهذه‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬الخاصة‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬وهو‭ ‬متقهقر‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬الجوانب‭ ‬الحياتية‭ ‬الأخرى‭.‬

والتطور‭ ‬لدى‭ ‬المتطورين‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬مستدامة،‭ ‬بينما‭ ‬لدينا‭ ‬تخضع‭ ‬للمزاج‭ ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬الفأس‭ ‬في‭ ‬الرأس،‭ ‬ونقطة‭ ‬أخرى‭ ‬تستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬هي‭: ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يأخذك‭ ‬التطور‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬المتطورين‭ ‬ومزاحمتهم‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬تطورا،‭ ‬ويمكن‭ ‬مجازا‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬تطورا،‭ ‬ولكن‭ ‬إما‭ ‬يكون‭ ‬تطورا‭ ‬على‭ ‬ذاتك،‭ ‬وإما‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬درجتك،‭ ‬فعندما‭ ‬ننشد‭ ‬تطور‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نكذب،‭ ‬ولكن‭ ‬نتجمل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا