العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

قتلوا الإعلام

كان‭ ‬سابقا‭ ‬وحتى‭ ‬وقت‭ ‬ليس‭ ‬بالبعيد،‭ ‬كان‭ ‬الإعلاميون‭ ‬الرياضيون‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يفرضه‭ ‬ويتطلبه‭ ‬دورهم‭ ‬المهني‮ ‬يبذلون‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم،‭ ‬وتفرض‭ ‬المنافسة‭ ‬عليهم البحث‭ ‬عن‭ ‬الخبر‭ ‬الرياضي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬السابعة،‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬أو‭ ‬الاتحادات،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬أو‭ ‬تصريح‭ ‬ينفرد‭ ‬أو‭ ‬يتميز‭ ‬به‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬اختلف‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬عندما‭ ‬لجأت‭ ‬الاتحادات‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬أفراد‭ ‬‮«‬موظفين‮»‬‭ ‬محسوبين‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الأسرة‭ ‬الصحفية،‭ ‬ليقوموا‭ ‬بمهمة‭ ‬المنسق‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬عبر‭ ‬توزيع‭ ‬أخبار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬اليومية‭.‬

ولو‭ ‬اقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لكان‭ ‬الأمر‭ ‬طبيعيا،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المنسقين‭ ‬الإعلاميين‮ ‬يستثمرون‭ ‬فرص‭ ‬القرب‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬ليستل‭ ‬الأخبار‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬الخبر‭ ‬الرسمي‭ ‬لينشرها‭ ‬في‭ ‬صحيفته،‭ ‬بينما‭ ‬يترك‭ ‬الفتيات‭ ‬لبقية‭ ‬الصحف،‭ ‬لذلك‭ ‬أثار‭ ‬ذلك‭ ‬استغراب‭ ‬أحد‭ ‬المتابعين‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬تساءل‭: ‬لماذا‭ ‬فلان‭ ‬ينفرد‭ ‬بنشر‭ ‬أخبار‭ ‬لا‭ ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر؟‭ ‬ونقول‭ ‬للسائل‭:‬

إذا‭ ‬عرف‭ ‬السبب‭ ‬بطل‭ ‬العجب‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية،‭ ‬فالأمر‭ ‬أخذ‭ ‬منحى‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬أخف‭ ‬وطأة‭ ‬من‭ ‬الأول،‭ ‬إذ‭ ‬لجأت‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬حسابات‭ ‬إلكترونية‭ ‬ضمن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومنها‭ ‬حساب‭ ‬‮«‬الانستغرام‮»‬‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬الأندية‭ ‬يتحفظون‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬الإعلامي‭ ‬أخبارا‭ ‬أو‭ ‬تصريحا‭ ‬حول‭ ‬أمر‭ ‬ما،‭ ‬ومبررهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السبق‭ ‬لحساب‭ ‬النادي‭ ‬أولا،‭ ‬وعندها‭ ‬سيكون‭ ‬حينها‭ ‬الخبر‭ ‬مشاعا‭ ‬للجميع‭ ‬الإعلامي‭ ‬وغير‭ ‬الإعلامي‭ ‬كي‭ ‬يطلع‭ ‬عليه،‭ ‬وقد‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬المتابع‭ ‬قبل‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مدمني‭ ‬التصفح،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬الإعلامي‭ ‬يتحول‭ ‬من‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬الخبر‭ ‬وصناعته‭ ‬إلى‭ ‬ناسخ‭ ‬ولاصق،‭ ‬وشتان‭ ‬بين‭ ‬المهمتين،‭ ‬فالأولى‭ ‬تفرز‭ ‬لك‭ ‬صحفيين‭ ‬كسالى‭ ‬يقتادون‭ ‬على‭ ‬موائد‭ ‬الآخرين،‭ ‬بينما‭ ‬الثانية‭ ‬تصنع‭ ‬لك‭ ‬إعلاميا‭ ‬مهنيا‭ ‬متمرسا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا