العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

البحرين جذورها في التاريخ العربي والدلموني .. والجزر الثلاث إماراتية!

{‭ ‬مرارًا‭ ‬كتبنا‭ ‬وقلنا‭ ‬وقال‭ ‬غيرنا،‭ ‬إنه‭ ‬طالما‭ ‬بقي‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الثيوقراطي‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‮»‬‭ ‬مأسورًا‭ ‬بأوهام‭ ‬الإمبراطورية،‭ ‬رغم‭ ‬ضعفه‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الإيراني‭: ‬وعدوانيته‭ ‬مع‭ ‬جيرانه،‭ ‬ونبذه‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الدولي‭! ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يكفّ‭ ‬عن‭ ‬أطماعه‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬العربية،‭ ‬مستندًا‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬آفل،‭ ‬أكل‭ ‬الدهر‭ ‬عليه‭ ‬وشرب‭! ‬ليكررّ‭ ‬ويردّد‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬الأسطوانة‭ ‬المشروخة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬البحرين‭ ‬وحول‭ ‬الجزر‭ ‬الإماراتية‭! ‬والمستجد‭ ‬اليوم‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حقل‭ ‬الدرة‮»‬‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية،‭ ‬لتمارس‭ ‬إيران‭ ‬التصعيد‭ ‬تلو‭ ‬التصعيد،‭ ‬وكأنها‭ ‬تصرّ‭ ‬على‭ ‬نسف‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني‭ ‬برعاية‭ ‬صينية‭! ‬ولتثبت‭ ‬مرة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى،‭ ‬أن‭ (‬عباءة‭ ‬الأطماع‭) ‬هي‭ ‬العباءة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تفضلّ‭ ‬لبسها‭ ‬رغم‭ ‬اهترائها،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬تتحدّث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الخليج‭ ‬وعن‭ ‬العرب‭!‬

{‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬منطق‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬منطق‭ ‬‮«‬الحجية‭ ‬التاريخية‮»‬‭ -‬بضم‭ ‬الحاء‭- ‬لكانت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬طالبت‭ ‬بما‭ ‬احتلته‭ ‬أو‭ ‬فتحته،‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الأندلس‭ ‬التي‭ ‬حكموها‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ800‭ ‬عام‭! ‬وكما‭ ‬فعلت‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬بإمبراطوريتها‭ ‬العثمانية‭ ‬دولاً‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭! ‬أو‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬الذي‭ ‬احتلّ‭ ‬دولاً‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭! ‬إذًا‭ ‬تاريخ‭ ‬حكم‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تاريخيًا‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفرس‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الرومان‮»‬‭ ‬ولذلك‭ ‬فتكرار‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تُعاد‭ ‬صياغة‭ ‬جغرافيا‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬حسب‭ ‬الاحتلالات‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬أو‭ ‬حسب‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وحينها‭ ‬لن‭ ‬تسلم‭ ‬أرض‭ ‬إيران‭ ‬الراهنة،‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬الأحواز‮»‬‭ ‬احتلالاً‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمرا،‭ ‬وجعلتها‭ ‬جزءًا‭ ‬منها،‭ ‬من‭ ‬التفتيت‭ ‬والاستعادة‭ ‬والتقسيم‭ ‬وحسب‭ ‬المنطق‭ ‬الإيراني‭ ‬نفسه‭!!‬

وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الأذريين‭ ‬والبلوش‭ ‬والأكراد‭ ‬يعملون‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬لتشكيل‭ ‬دولهم،‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬محسوب‭ ‬كجغرافيا‭ ‬إيرانية‭! ‬ولذلك‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تقفل‭ ‬ملف‭ ‬التاريخ‭ ‬فهو‭ ‬ملف‭ ‬المنطق‭ ‬الإيراني‭ ‬الأعوج‭! ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تكررّ‭ ‬اسطوانتها‭ ‬القديمة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬تاريخها‭ ‬‮«‬الدلموني‮»‬‭ ‬العريق،‭ ‬وتاريخها‭ ‬العروبي‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وامتداد‭ ‬للجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬مشهود‭! ‬مثلما‭ ‬احتلال‭ ‬إيران‭ ‬للجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬لا‭ ‬صفة‭ ‬أخرى‭ ‬له‭ ‬غير‭ ‬الاحتلال،‭ ‬مهما‭ ‬صرّحت‭ ‬إيران‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬أو‭ ‬غضبت‭ ‬من‭ ‬مطالبة‭ ‬العرب‭ ‬بذلك‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭..‬،‭ ‬‮«‬علي‭ ‬رضا‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬والبحرين‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬طالبت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بجزر‭ ‬طنب‭ ‬الصغرى‭ ‬وطنب‭ ‬الكبرى‭ ‬وأبو‭ ‬موسى،‭ ‬فإننا‭ ‬نطالب‭ ‬بعودة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭!‬‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬إيرنا‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬يؤكد‭ ‬النوايا‭ ‬الإيرانية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬خبثها‭ ‬وعدائيتها‭ ‬وأطماعها،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬لخلق‭ ‬توترات‭ ‬مضافة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬عربية‭ ‬وستبقى‭ ‬كذلك‭! ‬والجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬عربية‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬استعادتها‭! ‬وعلى‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تخشى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬‮«‬الأحواز‮»‬‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬بالتخادم‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا‭ ‬الاستعمارية‭! ‬وعلى‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تخشى‭ ‬أن‭ ‬ادعاءاتها‭ ‬إن‭ ‬استمرت،‭ ‬وأطماعها‭ ‬إن‭ ‬تواصلت،‭ ‬فذلك‭ ‬يُعطي‭ ‬الحق‭ ‬للعرب،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بالانفصال‭ ‬عنها‭! ‬ومن‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬ذلك،‭ ‬طالما‭ ‬هي‭ ‬تمارس‭ ‬العدائية‭ ‬واقعيًا،‭ ‬وتدعّى‭ ‬الصداقة‭ ‬كلامًا‭! ‬وتهيمن‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭! ‬

{‭ ‬أما‭ ‬بما‭ ‬يخصّ‭ ‬تهديد‭ ‬إيران‭ ‬للسعودية‭ ‬والكويت‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حقل‭ ‬الدرة‮»‬‭ ‬وتكليف‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تفتح‭ ‬فيه‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج،‭ ‬باب‭ ‬المصالحة‭ ‬رغم‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والخليج،‭ ‬فإن‭ ‬فهمت‭ ‬تلك‭ ‬المصالحة‭ ‬ومدّ‭ ‬اليد‭ ‬تراجعًا،‭ ‬فإنها‭ ‬واهمة‭ ‬وهمًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بذلك‭! ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عوامل‭ ‬الضعف‭ ‬الداخلي‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وعوامل‭ ‬النبذ‭ ‬الخارجي‭ ‬لسياساتها‭ ‬العدوانية‭ ‬تزداد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القوة‭ ‬الخليجية‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬وجه‭ ‬للمقارنة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬إيران‭! ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬العرب‭ ‬آليات‭ ‬العداء‭ ‬لها،‭ ‬فإن‭ ‬استخدموها‭ ‬وواحدة‭ ‬منها‭ ‬فقط‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬الجهات‭ ‬الانفصالية‮»‬،‭ ‬فلتقل‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬السلام‭! ‬لأن‭ ‬شرور‭ ‬عدوانيتها‭ ‬وأطماعها‭ ‬ستدفع‭ ‬ثمنها،‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬سيدفعه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وواهمة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إن‭ ‬اعتقدت‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭!‬

{‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تتصرّف‭ ‬بسماحة‭ ‬وحِلم‭ -‬بكسر‭ ‬الحاء‭- ‬لأنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬الهدم‭! ‬وعلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬لا‭ ‬الصراع‭ ‬والاضطراب‭! ‬وعلى‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الفتن‭! ‬وعلى‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الحرب‭! ‬وعلى‭ ‬إيران‭ ‬ألا‭ ‬تختبر‭ ‬صبر‭ ‬الحليم‭ ‬كثيرًا،‭ ‬لأن‭ ‬الحليم‭ ‬إن‭ ‬غضب‭ ‬فغضبه‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬غضب‭ ‬الأهوج‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬خطاب‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والصراعات‭ ‬والعداء‭ ‬والفتن‭ ‬ومعتاد‭ ‬عليه‭ ‬كشرب‭ ‬كأس‭ ‬الماء‭!‬

وحين‭ ‬يرفض‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬صوت‭ ‬العقل،‭ ‬ويصرّ‭ ‬مثل‭ ‬نظامه‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الأزمات‭ ‬تلو‭ ‬الأزمات،‭ ‬واعتماد‭ ‬‮«‬لغة‭ ‬الأطماع‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬التوضيح‭ ‬السعودي‭ ‬والكويتي‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حقل‭ ‬الدرة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تدعيّ‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬حدودها‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الجرف‭ ‬القاري‮»‬‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تصرّ‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حدود‭ ‬طهران‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُحسب‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬حدودها‭ ‬البرية،‭ ‬بحسب‭ ‬قانون‭ ‬البحار‭ ‬المغلقة،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ (‬ترسيم‭ ‬حدود‭ ‬إيران‭ ‬البحرية‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭) ‬فإن‭ ‬الإصرار‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬الحقائق،‭ ‬واعتماد‭ ‬لغة‭ ‬الهياج‭ ‬الإعلامي‭ ‬والتصريحات‭ ‬العدائية،‭ ‬لن‭ ‬يفيدها‭ ‬بشيء،‭ ‬فحقائق‭ ‬التاريخ‭ ‬وحقائق‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬إن‭ ‬استخدم‭ ‬بشفافية‭ ‬فيها‭ ‬فصل‭ ‬الخطاب،‭ ‬مهما‭ ‬ادعّت‭ ‬إيران‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا