عالم يتغير
فوزية رشيد
منصة «اختارني» لتوظيف العاطلين عن العمل!
{ في حفل أقامه «تجمع الوحدة الوطنية» قبل أيام، تم تدشين منصة «اختارني» لتوظيف البحرينيين وإرشادهم، أو بالأحرى مساعدتهم على الحصول على عمل ووظيفة تليق بمؤهلاتهم، وخاصة أن هناك عددا كبيرا من العاطلين عن العمل من الشباب البحريني الذين تخرجوا في جامعات راقية وتكبد أهلهم مصاريف دراستهم ليعودوا إلى الوطن بـ«خُفي حنين» بضم الخاء! وليشعروا أن طموحاتهم قد لا تجد فرصة للظهور في ظل منافسة الأجنبي وحيازته أغلب الوظائف! لذلك فإن تدشين هذه المنصة والبدء التطوعي من تجمع الوحدة الوطنية للعمل على حل أكثر القضايا الوطنية إلحاحا وأهمية وهي قضية مشكلة البطالة، هو أمر يستحق الثناء والالتفات الجاد من كل مؤسسات وشركات ووزارات المملكة! وحيث منصة «اختارني» للتوظيف والإرشاد برعاية النائب أحمد قراطة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب يجعل المجلس النيابي بشكل أو بآخر منخرطا في حل هذه المشكلة! وخاصة أن الخطوط بين النواب والحكومة والمؤسسات والشركات من المفترض أنها مفتوحة! وحيث المجلس النيابي هو الممثل للشعب والمعبر عن قضاياه ومشاكله وطموحاته، وهذا في حد ذاته يستدعي مشاركة كل النواب بشكل عملي وقت الحاجة في إنجاح عمل هذه المنصة، بدلا من الاكتفاء باستعراض القضايا وطرح مقترحات بقوانين، قد لا تجد صدى في إقرارها أو في التنفيذ وكما يقال «هذا الميدان يا حميدان»!
{ النائب الثاني لرئيس مجلس النواب قال في حفل التدشين المنشور في «أخبار الخليج» الإثنين الماضي: «إن منصة اختارني لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة جهد كبير ومقدر لمساعدة الباحثين عن العمل في الحصول على وظائف، وكذلك أصحاب العمل والمرشدين المتطوعين لمساعدة الباحثين عن العمل، ونتمنى أن نكون اليوم في حفل التدشين قد وصلنا إلى (الخطوة الثانية) بعد الخطوة الأولى وهي إقامة «مؤتمر البطالة وتحديات البحرنة»، ونوه قراطة بدور السلطة التشريعية ومجلس النواب ومسؤوليته في معالجة قضية البطالة، والتصدي للتحديات والعراقيل التي تواجه جهود البحرنة والإحلال الوظيفي!
{ في الواقع وبناء على كلام النائب الثاني لرئيس مجلس النواب لا نعرف أسباب عدم قيام السلطة التشريعية بدورها في سن قوانين وتشريعات تزيل التحديات والعراقيل؟! ولا ندري لماذا جهود البحرنة والإحلال الوظيفي قد دخلت ما يشبه الدائرة المغلقة أو الساكنة رغم أن ملف البحرنة احتل إعلاميا سنوات طويلة باعتباره توجها وطنيا للدولة وحولها تصريحات لا حصر لها! ورغم ذلك فإن البطالة تحولت إلى قضية وإلى مشكلة في البلاد؟!
{ المطلوب اليوم هو الالتفات إلى مخرجات «مؤتمر البطالة» الذي انعقد الأسبوع الماضي، وتم فيه تقديم أوراق عمل مهمة ورؤى مختلفة تسهم في حل المشكلة وطرح رؤى كثيرة حول مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، ولماذا لا توجد حتى الآن أرقام حقيقية لوضع الحلول الجذرية للبطالة والبحرنة؟! ولماذا كما قال أحمد قراطة أيضا إن «هناك مبادرات تخرج من مسؤولين في الدولة ولكنها تدعم تمكين الأجانب في سوق العمل بدلا من تمكين البحريني»! حين يصرح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بهذا الكلام فهو على علم أكثر من غيره بدواخل الأمور ولماذا تمثل العراقيل عائقا حقيقيا في عدم حصول البحريني على وظيفة ملائمة! جيد أن يكون بلدنا بحسب التصريحات (أفضل بلد في العالم للمقيمين والأجانب) ولكن حتما الأفضل والأجود والأكثر أولوية أن يكون (الوطن أولا وطنا لمواطنيه وأن تكون الأفضلية لهم)!
{ في كلمة رئيس تجمع الوحدة الوطنية أ. عبدالله الحويحي أكد بدوره أن (قضية البطالة ظلت أحد أهم الملفات التي يعمل عليها التجمع منذ وقت طويل) وجهود الندوات والورش والحلول والمقترحات هي اليوم بين أيدي الجميع، سواء الباحثون عن العمل أو الشركات والمؤسسات والوزارات التي تبحث عن موظفين، وهي خدمة مجانية يتم تقديمها لحل المشكلة وخدمة المجتمع رغم محدودية الموارد المالية! والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: لماذا لم تقم الدولة بإمكانياتها الكبيرة بطرح منصة للتوظيف من خلال الاهتمام بالأفكار والمقترحات التي قدمتها الجمعيات السياسية وقدمها بعض النواب، وخاصة أنه ملف يؤرق المجتمع البحريني إلى حد كبير وعليه إجماع شعبي؟! والسؤال الثاني: (لماذا لم تراجع الدولة البرنامج الوطني لسوق العمل ومشاركة كافة القطاعات في وضع خطة جديدة.. ووضع المبادرات والأرقام والمؤشرات المراد تحقيقها، والمدى الزمني للقضاء على مشكلة البطالة في البحرين)؟! وكما دعا رئيس «تجمع الوحدة الوطنية»!
{ ولأن قضية البطالة تشكل بالفعل مدخلا لمخاطر اجتماعية وسياسية وأمنية على المجتمع، فإن التشارك بين الحكومة وجميع القطاعات في وضع خطة جديدة وعملية هو من الأهمية بمكان، وخاصة مع تزايد وطأة هذه المشكلة على المواطن البحريني العاطل عن العمل وهو يرى نفسه أمام الأجنبي وكأنه في المقعد الخلفي! ولا داعي هنا للتذكير بالآثار الأخرى لبطالة شبابنا، سواء الإحباط أو الاكتئاب أو الإحساس بالفراغ، فقائمة الأمراض النفسية عادة ملازمة لكل عاطل عن العمل! ولكل من اجتهد في نيل الشهادات العليا ليضعها في النهاية داخل الأدراج!
نتمنى أن تكون منصة «اختارني» تفتح الباب لاحقا لتكون منصة وطنية تدعمها الدولة سواء ماديا أو معنويا أو معلوماتيا، وأن تكون روح المشاركة ما بين مجلس النواب «السلطة التشريعية» وبين «السلطة التنفيذية» روحا فعالة! تحل كل المعوقات والعراقيل سواء بالتشريع أو التنفيذ لتجد هذه المشكلة الحلول الجذرية لها أخيرا ووفق رؤية وطنية جديدة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك