العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

فلسطين المحتلة وسيناريو الجرائم التي تتكرر!

{‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؟‭! ‬هل‭ ‬يعتقد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬الذي‭ ‬احتل‭ ‬وطن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واغتصب‭ ‬أرضهم‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬ثم‭ ‬احتل‭ ‬البقية‭ ‬الباقية‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬إلا‭ ‬فتات‭ ‬أرض‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬دولته‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬مساحة‭ ‬22%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬ويستسلم‭ ‬ويبارك‭ ‬للمغتصب‭ ‬اغتصابه‭ ‬وللمحتل‭ ‬احتلاله‭! ‬وأن‭ ‬يترك‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬متنعما‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬فقدان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬دون‭ ‬استيطان‭ ‬ودون‭ ‬قمع‭ ‬ودون‭ ‬دورات‭ ‬عنف‭ ‬عسكري‭ ‬ومن‭ ‬المستوطنين‭ ‬الذين‭ ‬تحمي‭ ‬العسكرتاريا‭ ‬عنفهم؟‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬يريد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬انهيار‭ ‬السلطة‭ ‬الأكثر‭ ‬تعاونا‭ ‬مع‭ ‬المحتل،‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬قادمة‭ ‬وينتهي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬قبلها‭ ‬أو‭ ‬بعدها؟‭!‬

هل‭ ‬يعتقد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬أن‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬عنفه‭ ‬واعتقالاته‭ ‬وقمعه‭ ‬وقتله‭ ‬الدائم‭ ‬للقيادات‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬احتلاله‭ ‬أنه‭ ‬ستتوقف‭ ‬المقاومة‭ ‬ضده؟‭! ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وإنما‭ ‬مقاومة‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يشعرون‭ ‬بفداحة‭ ‬الظلم‭ ‬واستمراره،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لديهم‭ ‬شيء‭ ‬يخسرونه؟‭! ‬فتصبح‭ ‬حياتهم‭ ‬هي‭ ‬الثمن‭ ‬لعمليات‭ ‬مقاومة‭ ‬فردية‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والزمرة‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية‭ (‬إرهابا‭) ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬الكيان‭ ‬ولا‭ ‬الغرب‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬جذور‭ ‬وأسباب‭ ‬ما‭ ‬أوصلوا‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأعزل‭ ‬إليه،‭ ‬بسبب‭ ‬جبروت‭ ‬الطغيان‭ ‬والتعنت‭ ‬وفساد‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬الطغيان‭ ‬الغربي‭ ‬وانعدام‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭!‬

{‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬احتلال‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬مقاومة‭! ‬وطالما‭ ‬هناك‭ ‬ظلم‭ ‬ستبق‭ ‬مسببات‭ ‬انتفاضة‭ ‬جديدة‭ ‬قائمة‭ ‬بعد‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬والثانية‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬لن‭ ‬يهنأ‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ولن‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭ ‬طالما‭ ‬استمرت‭ ‬عجرفته‭ ‬واستمر‭ ‬عنفه‭ ‬وقتله‭ ‬وعملياته‭ ‬العسكرية‭ ‬بهدف‭ ‬الجرف‭ ‬والإبادة‭! ‬لن‭ ‬يهنأ‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬جرائمه‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأعزل،‭ ‬وآخرها‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬الجرائم‭ ‬المتكررة،‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬‭ ‬بحسب‭ ‬التسمية‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬جنين‭ ‬ومخيم‭ ‬جنين‭ ‬منذ‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬واستمرارها‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مساء‭ ‬4‭ ‬يوليو،‭ ‬وحيث‭ ‬استخدمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬كل‭ ‬ترسانتها‭ ‬الجوية‭ ‬والبرية‭ ‬لمجرد‭ ‬اقتحام‭ ‬مخيم‭ ‬صغير‭ ‬هو‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭! ‬وبما‭ ‬تستخدمه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وتكبدت‭ ‬خسائر‭ ‬فزادت‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الاعتقالات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭ ‬ليزداد‭ ‬الجرح‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي‭ ‬والإنساني‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬المتكررة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تزداد‭ ‬الكراهية‭ ‬تجاهه‭!‬

{‭ ‬يعتقد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬أن‭ ‬مجرد‭ ‬تحقيقه‭ ‬للهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬سواء‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬استمراره‭ ‬في‭ ‬التعنت‭ ‬وطرح‭ (‬فذلكة‭ ‬سياسية‭ ‬بمسمى‭ ‬السلام‭ ‬مقابل‭ ‬الاقتصاد‭)! ‬سوف‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬مقاومة‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الاغتصاب‭ ‬ثم‭ ‬الاحتلال‭ ‬لبقية‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭! ‬يعتقد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬أنه‭ ‬سيحتال‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬شعب‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬وهو‭ ‬أي‭ ‬المحتل‭ ‬يرفض‭ ‬كل‭ ‬مبادرات‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬له،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أوسلو‭ ‬1993‭ ‬أو‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬أبدته‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬نوايا‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬مقابل‭ ‬مبدأ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ويطالب‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ظاهريا‭! ‬فيما‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬يقف‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭ ‬متفرجا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬بل‭ ‬قواه‭ ‬الكبرى‭ ‬تصور‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنه‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭!‬

{‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬ومخيمه‭ ‬الصغير‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬الأخير،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬سيناريو‭ ‬يتكرر‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جرائم‭ ‬منظمة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭! ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬العنف‭ ‬وكأنها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتوقف،‭ ‬وإنما‭ ‬تدور‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬احتلال‭ ‬وظلم‭ ‬وقمع‭ ‬وعمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬واعتقالات‭ ‬وتضييق‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬و‭(‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬شعب‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الاستسلام‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬أثبت‭ ‬تجدد‭ ‬عزيمته‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬مع‭ ‬تجدد‭ ‬الأجيال‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬المأساة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تقابلها‭ ‬وبالتزامن‭ ‬قلق‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المستمر،‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وبشكل‭ ‬دائم،‭ ‬مما‭ ‬يحرم‭ ‬شعبه‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬شتات‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي،‭ ‬فتزداد‭ ‬هجرته‭ ‬العكسية‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ (‬أرض‭ ‬الميعاد‭ ‬المكذوب‭ ‬والموهوم‭)! ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬سيبقى‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬صاحب‭ ‬الأرض‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬مطالبه‭ ‬العادلة،‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ ‬به‭! ‬وهو‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬أرضه‭ ‬هي‭ ‬له‭ ‬وهي‭ ‬وطنه،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ضعفت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬المواجهة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭! ‬فالأرض‭ ‬مزروعة‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬ومياهها‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬دمه،‭ ‬ولذلك‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬مقاومته‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬ومهما‭ ‬ارتكب‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬سيناريو‭ ‬متكرر‭ ‬تقول‭ ‬فصوله‭: ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬زادت‭ ‬مقاومة‭ ‬الشعب‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭! ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬استسلام‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا