عالم يتغير
فوزية رشيد
فلسطين المحتلة وسيناريو الجرائم التي تتكرر!
{ ماذا يريد الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني؟! هل يعتقد هذا الكيان الغاصب الذي احتل وطن الفلسطينيين واغتصب أرضهم عام 1948 ثم احتل البقية الباقية عام 1967، حتى لم يبق لهذا الشعب إلا فتات أرض يريد أن يقيم دولته عليها وعلى مساحة 22% من مساحة فلسطين التاريخية، أن يقبل هذا الشعب بكل هذا الظلم ويستسلم ويبارك للمغتصب اغتصابه وللمحتل احتلاله! وأن يترك هذا الكيان الصهيوني متنعما بالأمن والسلام على خلفية فقدان كل شيء حتى الأمل في أن يعيش على بقية من أرضه دون استيطان ودون قمع ودون دورات عنف عسكري ومن المستوطنين الذين تحمي العسكرتاريا عنفهم؟!
{ هل يريد هذا الكيان انهيار السلطة الأكثر تعاونا مع المحتل، على رغبة أن تنتهي أي سلطة قادمة وينتهي الشعب الفلسطيني معها أو قبلها أو بعدها؟!
هل يعتقد هذا الكيان أن مع استمرار عنفه واعتقالاته وقمعه وقتله الدائم للقيادات والأفراد من الشعب ومع استمرار احتلاله أنه ستتوقف المقاومة ضده؟! وليس من الفصائل العسكرية في غزة، وإنما مقاومة أفراد من شباب الشعب الفلسطيني يشعرون بفداحة الظلم واستمراره، حتى لم يعد لديهم شيء يخسرونه؟! فتصبح حياتهم هي الثمن لعمليات مقاومة فردية يطلق عليها الكيان الصهيوني والزمرة الغربية الاستعمارية (إرهابا) فيما لا الكيان ولا الغرب ينظر إلى جذور وأسباب ما أوصلوا هذا الشعب الأعزل إليه، بسبب جبروت الطغيان والتعنت وفساد النظام العالمي تحت هيمنة الطغيان الغربي وانعدام العدالة في النظر إلى القضية الفلسطينية!
{ طالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة! وطالما هناك ظلم ستبق مسببات انتفاضة جديدة قائمة بعد الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، لن يهنأ الكيان الصهيوني ولن ينعم بالأمن والسلام طالما استمرت عجرفته واستمر عنفه وقتله وعملياته العسكرية بهدف الجرف والإبادة! لن يهنأ هذا الكيان رغم كل جرائمه التي يرتكبها في حق هذا الشعب الأعزل، وآخرها في سلسلة الجرائم المتكررة، هذه العمليات العسكرية – بحسب التسمية – التي قام بها على جنين ومخيم جنين منذ الثالث من يوليو واستمرارها حتى كتابة هذا الموضوع مساء 4 يوليو، وحيث استخدمت إسرائيل كل ترسانتها الجوية والبرية لمجرد اقتحام مخيم صغير هو مخيم جنين في الضفة الغربية! وبما تستخدمه الدول في مواجهة دول أخرى! ورغم ذلك فشلت في تحقيق أهدافها وتكبدت خسائر فزادت من وطأة الاعتقالات في صفوف الشباب ليزداد الجرح الفلسطيني والعربي والإنساني تجاه هذه الجرائم المتكررة وبالتالي تزداد الكراهية تجاهه!
{ يعتقد هذا الكيان الغاصب أن مجرد تحقيقه للهروب إلى الأمام سواء بالتركيز على محاولات التطبيع مع الدول العربية، أو استمراره في التعنت وطرح (فذلكة سياسية بمسمى السلام مقابل الاقتصاد)! سوف يتمكن من قتل القضية الفلسطينية وإنهاء مقاومة شعب فلسطين المستمرة منذ عهد الاغتصاب ثم الاحتلال لبقية الأرض الفلسطينية! يعتقد هذا الكيان أنه سيحتال على قضية شعب يبحث عن العدالة وهو أي المحتل يرفض كل مبادرات السلام التي تم تقديمها له، سواء في أوسلو 1993 أو المبادرة العربية عام 2002، أو ما أبدته الدول العربية من نوايا لتحقيق السلام مقابل مبدأ حل الدولتين الذي لم يتحقق ويطالب به المجتمع الدولي، حتى لو ظاهريا! فيما في العمق يقف هذا النظام السياسي الدولي متفرجا على كل جرائم الكيان الصهيوني، بل قواه الكبرى تصور الأمر وكأنه دفاع عن النفس ضد الإرهاب!
{ ما يحدث في جنين ومخيمه الصغير ليس هو الأول ولن يكون الأخير، وإنما هو سيناريو يتكرر سواء في المخيم نفسه أو في غزة أو في أماكن أخرى في فلسطين المحتلة، في إطار جرائم منظمة ضد الفلسطينيين! تجعل من دوامة العنف وكأنها غير قابلة للتوقف، وإنما تدور طالما هناك احتلال وظلم وقمع وعمليات عسكرية واعتقالات وتضييق على الحياة، و(طالما هناك شعب رغم كل ذلك، لا يريد الاستسلام)، بل أثبت تجدد عزيمته على المقاومة مع تجدد الأجيال! ولذلك فإن المأساة الفلسطينية تقابلها وبالتزامن قلق الكيان الصهيوني المستمر، على أمنه واستقراره وبشكل دائم، مما يحرم شعبه القادم من شتات العالم إلى فلسطين من السلام الداخلي، فتزداد هجرته العكسية إلى خارج (أرض الميعاد المكذوب والموهوم)! وفي النهاية سيبقى هذا الشعب صاحب الأرض مستمرا في مطالبه العادلة، مهما طال الزمن به! وهو يدرك أن أرضه هي له وهي وطنه، حتى لو ضعفت السلطة الفلسطينية عن المواجهة التي يريدها! فالأرض مزروعة في قلبه ومياهها تجري في دمه، ولذلك لن تنتهي مقاومته مهما فعل هذا الكيان، ومهما ارتكب من جرائم في سيناريو متكرر تقول فصوله: كلما زادت جرائم الاحتلال زادت مقاومة الشعب حتى وإن بشكل فردي! ولكن لا استسلام!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك