العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

بصمات نسائية

حياتــك هـي اختيارك فلا تلوم الآخـريــن عـلــى أي فــشــــل

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

أول كوتش بحرينية صاحبة برنامج تليفزيوني للتدريب على مهارات الحياة..

رئيسة تدريب وتوجيه في كلية كينجستون البريطانية للدراسات العليا وإدارة الأعمال..

الكوتش والمدربة المعتمدة في المشاكل الاجتماعية وتطوير الأفراد والمؤسسات عائشة علي دانش لـ«أخبار الخليج»:


يقول المؤلف الأمريكي الشهير جيم رون: «الفشل لن يسحقني.. إن كان إصراري على النجاح كافيا»!

نعم، الأشخاص الذين يستسلمون للفشل لن يمكنهم معرفة طعم النجاح، لأن هناك دائما المزيد من الفرص، فالإخفاق معلم أعظم من النجاح، لذلك وكما يرى طاغور الفشل هو مجموعة التجارب التي تسبق النجاح .!

هكذا هو نهجها في الحياة، انطلاقا من قناعتها بأن الفشل ليس فشلا كما يبدو، بل قد يكون في كثير من الحالات هو الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى النجاح، المهم أن يملك المرء العزيمة والقدرة على مواصلة الدرب، وعلى قهر أي عثرات، وعلى هزيمة أي تحديات قد تصادفه.

عائشة علي دانش، كوتش معتمد محترف في تطوير مهارات الحياة، رئيسة تدريب وتوجيه في كلية كينجستون البريطانية للدراسات العليا وإدارة الأعمال، أول كوتش بحرينية قامت بإعداد وتقديم برنامج تلفزيوني في هذا المجال بعنوان «حياتي قراري»، تتمتع برؤية فلسفية خاصة للأمور، كانت بمثابة جسرا لها لعبور الكثير من مطبات الحياة، لتصبح صاحبة بصمة مميزة في عالم النساء بالمملكة.

هي ترى أن النجاح يأتي بعد المرور بمحطات من التعب واليأس والفشل، وبأن سره يكمن في أن نتعلم كيف نستخدم الألم والمتعة بدلا من السماح لهما باستخدامنا، وهذا ما تعلمته من دراستها للكوتشينج، الذي احترفته لتطوير ذاتها، ولإحداث التغيير الإيجابي في حياة الآخرين.

ابنها «فواز» كان دائما الملهم الأول لها، والحافز القوي نحو مواصلة المشوار، فهو بطل قصة نجاحها، وسلاحها لتجاوز أي عقبات والمضي قدما إلى الأمام، ورغم ما تحقق عبر هذه المسيرة إلا أنها ترى أن الطريق أمامها مازال ممهدا لبلوغ المزيد من الأهداف والطموحات.

«أخبار الخليج» توقفت عند هذه التجربة الثرية، ورصدت أهم المحطات والإنجازات والتحديات والكفاحات وذلك في السطور التالية:

إلى أي مدى أثرت نشأتك في مسيرتك؟

- لا شك أن أجواء نشأتي قد انعكست كثيرا على تشكيل شخصيتي ومسيرتي بشكل عام، فقد عشقت فن الإلقاء ومجال التدريب اللذين ورثتهما عن أبي حيث كان كاتبا ومدربا، كما تأثرت أيضا بنظرته إلى الحياة، وبمقولاته الجميلة التي أضعها دائما نصب عيني عبر مشواري ومنها على سبيل المثال لا الحصر «إن الماضي تاريخ واللحظة هدية والمستقبل مجهول» وهو يعني من وراء ذلك أنه على المرء أن يركز على اللحظة التي يعيشها، ولا يلتفت خلفه أو يقلق من القادم، وحين كبرت قررت دراسة تخصص إدارة الأعمال في البحرين، وبعد الحصول على شهادة البكالوريوس قررت خوض الحياة العملية إلى جانب دراستي لرسالة الماجستير.

أول محطة عملية؟

- لقد بدأت مشواري العملي بشركة زين للاتصالات ثم تقلدت منصب أخصائية تطوير وتدريب، وقد تزوجت بعد الانتهاء من رسالة الماجستير التي حصلت عليها عند عمر 25 عاما، وحين تم الانفصال، حدثت أهم نقلة مهمة في حياتي وشخصيتي.

حدثينا عن تلك النقلة؟

- تجربة الانفصال كانت بالنسبة إلي نقطة فارقة، وذلك من حيث التغيير والتطوير في شخصيتي وحياتي بشكل عام، ويمكن القول بأنني أصبحت إنسانة جديدة ومختلفة في كل شيء، وأكثر نضجا، وكان تركيزي الأساسي هو تحويل أي فشل مررت به إلى قصة نجاح أفتخر بها أنا والأهل، انطلاقا من رفضي الشديد لعيش دور الضحية وإيماني بأن حياة أي شخص هي اختياره، خاصة في ظل وجود حافز قوي كان ومازال يمثل لي دائما مصدر إلهام وقوة يدفعني إلى الأمام.

ما هذا الحافز؟

- الحافز القوي الذي كان ومازال مصدر إلهام لي ويمدني بالقوة للمواصلة والنجاح هو ابني فواز، فوجوده في حياتي كان له أبلغ الأثر في مسيرتي بشكل عام، وبشكل عام أنا على قناعة تامة بأن حياة أي انسان هي اختياره، وقراره، ومن هنا حفرت في الصخر لصناعة وبناء نفسي بمفردي وبجهودي الذاتية، وقد وجدت في احتراف الكوتشينج ضالتي، وحرصت على أن أستفيد منه على المستوى الشخصي أولا قبل إفادة الآخرين.

كيف جاء قرار احتراف الكوتشينج؟

- حين شعرت بحاجتي إلى تطوير الذات ورغبتي في القيام بدور إيجابي تجاه الآخرين وإضافة قيمة للمجتمع وترك بصمة خاصة بي من خلال هذا المجال، قررت الذهاب إلى إمارة دبي بهدف دراسة الكوتشينج، وبالفعل التحقت بمركز «سي تي آي» للتدريب والكوتشينج هناك، وأصبحت كوتش محترفة ثم معتمدة من المركز بالانتساب إلى فرعه في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم مدربة مدربين، وقد بدأت بتطبيق ما درسته عمليا على نفسي أولا، وبعد حوالي عام احترفت هذه المهنة التي أستمتع بممارستها كثيرا.

متى يكون المرء بحاجة إلى كوتش؟

- بعض الأشخاص يحاولون تطوير أنفسهم أكاديميا، ويحققون ذلك بشكل كبير، ولكنهم في الوقت نفسه يشعرون من داخلهم بوجود نقص ما يكدر حياتهم، ومن ثم يفتقدون الشعور بالسعادة أو الرضا رغم ما يتمتعون به من نعم وهبها لهم الخالق، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تملك اليأس منهم وكذلك الإحباط وعدم الرغبة في مواصلة المسيرة في بعض الأحيان، ويظلون يبحثون عن البديل، وليس الحل، وهنا يمكن القول إن هؤلاء يكونون بحاجة إلى اللجوء إلى كوتش ينير لهم الطريق.

ما أهم المشاكل التي ترد إليك للتعامل معها؟

- قد تكون مشكلة الطلاق من أهم المشاكل التي يعاني منها الكثيرون ويلجأون إلي لمعاونتهم عليها، وهي في الغالب تنجم عن افتقاد الوعي بأساسيات الحياة الزوجية إلى جانب عدم التكافؤ بين الطرفين، ولذلك أنصح هنا بضرورة الموازنة بين العقل والقلب عند اتخاذ قرار الزواج، وحضور ورش أو كورسات للتوعية تختص بالمقبلين على الزواج.

قضية يجب التركيز عليها عند التعامل مع الجيل الجديد؟

- أنا أرى الجيل الجديد ذكيا وطموحا ومبدعا وخاصة في مجال التكنولوجيا التي أصبحت سلاحا ذا حدين بالنسبة إليه وللكبار أيضا، وأجد أن أهم قضية يجب وضعها في الاعتبار عند التعامل مع هذا الجيل هو التركيز على غرس وتكريس التوازن بين الحياة الأكاديمية والمهارات الحياتية لديه.

مبدأ تسيرين عليه؟

- المبدأ الذي أضعه دائما أمام عيني هي مقولة «كل مر سيمر»، فكل مشكلة من وجهة نظري لها حل وزائلة، المهم أن يأخذ المرء وقته لتجاوزها والتعافي من آثارها النفسية، بعيدا عما يسمى بالإيجابية الكاذبة، بمعنى أننا بحاجة إلى التحلي بنظرة إيجابية واقعية للأمور حين نتعامل مع المواقف السلبية التي نمر بها، وهذا ما تعلمته شخصيا من تجارب الحياة.

ما مواصفات الكوتش الكفء؟

- الكوتشينج مهنة سامية، إنسانية قبل كل شيء، ويكفيني على المستوى الشخصي أن أرسم الابتسامة على وجه شخص حزين، وهي مهارة قبل أن تكون دراسة، ولا بد لممارسها من إتقان كيفية الاحتواء والحصول على ثقة أي حالة والمحافظة على خصوصيتها وعدم إصداره لأي أحكام، والكوتش الكفء هو الذي يسمع بقلبه قبل أذنه، ومن ثم ينير الطريق لصاحب المشكلة للوصول إلى حل بنفسه.

أهم إنجاز؟

- أهم إنجاز كان برنامج «حياتي قراري» الذي مثل بالنسبة إلي حلما كبيرا في فترة من الفترات، واستطعت تحقيقه ولله الحمد على أرض الواقع لأصبح أول بحرينية تقوم بإعداد وتقديم برنامج متكامل في مجال الكوتشينج، وقمت من خلاله بطرح الكثير من القضايا المجتمعية المهمة انطلاقا من مبدأ أن الحياة عبارة عن قرار، واختيار،  ومن ثم لا يجب أن نلوم الآخرين على أي فشل قد يصادفنا، فنحن من نختار، وعلينا تحمل مسؤولية ذلك بالكامل، وهذا ما ركزت عليه في هذا البرنامج من خلال التطرق إلى موضوعات متنوعة تهم كل أفراد الأسرة وتلامس قلب المشاهد وعرض تجارب واقعية في الحلقات.

نصيحتك للمرأة؟

- لا شك أن المرأة البحرينية تعيش اليوم أزهى عصورها، وذلك بفضل الجهود الجبارة لصاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي أدت إلى وجود بصمات للنساء في كل مجال، أما نصيحتي للمرأة فهي الابتعاد عن خلط الأدوار بينها وبين الرجل، فلكل منهما دور خاص عليه أن يلتزم به، وأن تتحلى بالإصرار على الاستمرار والمواصلة مهما اعترض طريقها من عثرات أو تحديات، وكم كنت محظوظة بوجود أسرتي إلى جانبي دائما وبدعمهم ومساندتهم لي في كل مراحل حياتي.

حلمك القادم؟

- أتمنى امتلاك مركز متخصص ومتكامل للكوتشينج يقدم كذلك أنواع العلاج المطلوبة ليكون الأول من نوعه.

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا