العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

كاليدو.. تخلى عن كأس العالم من أجل السنغال

الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

دبي‭ ‬‭ ‬العربية‭.‬نت‭: ‬كان‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬السنغالي‭ ‬منتصف‭ ‬الثمانينيات‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬550‭ ‬دولاراً‭ ‬أمريكياً،‭ ‬وبحثاً‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬قرر‭ ‬كوليبالي‭ ‬الكبير‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬أقمشة‭ ‬مدة‭ ‬5‭ ‬أعوام‭ ‬كاملة‭ ‬دون‭ ‬إجازة‭ ‬أسبوعية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬حطاباً،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يجلب‭ ‬زوجته‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬رزق‭ ‬بمولود،‭ ‬فتح‭ ‬القرآن‭ ‬واختار‭ ‬له‭ ‬اسم‭ ‬خالد،‭ ‬أو‭ ‬كاليدو‭ ‬كما‭ ‬ينطق‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الإفريقية‭. ‬وأصبح‭ ‬خالد‭ ‬أو‭ ‬كاليدو‭ ‬لاعباً‭ ‬جديداً‭ ‬للهلال‭ ‬السعودي‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بعدما‭ ‬اشترى‭ ‬الأخير‭ ‬عقده‭ ‬من‭ ‬تشيلسي‭ ‬اللندني‭. ‬نشأ‭ ‬خالد‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬دي‭ ‬شرقي‭ ‬فرنسا،‭ ‬كان‭ ‬محاطاً‭ ‬بأبناء‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات،‭ ‬عرب،‭ ‬وأفارقة،‭ ‬وأتراك‭ ‬وحتى‭ ‬فرنسيين،‭ ‬وعن‭ ‬ذلك‭ ‬يقول‭: ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬نشأت‭ ‬به‭ ‬كان‭ ‬مترابطاً‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه،‭ ‬عندما‭ ‬تطلب‭ ‬منك‭ ‬والدتك‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬المتجر‭ ‬لابتياع‭ ‬الحاجيات‭ ‬فأنت‭ ‬لا‭ ‬تفعل،‭ ‬فقط‭ ‬تطرق‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬جارك‭ ‬وتأخذ‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬منه‭.‬

وأضاف‭: ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬صديقي‭ ‬محمد‭ ‬جهاز‭ ‬ألعاب‭ ‬فيديو‭ ‬‮«‬بلايستيشن‮»‬‭ ‬وأحياناً‭ ‬أذهب‭ ‬بحثاً‭ ‬عنه‭ ‬فتقول‭ ‬لي‭ ‬والدته‭ ‬إنه‭ ‬غير‭ ‬موجود،‭ ‬لكن‭ ‬بإمكاني‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬ولعب‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أبواب‭ ‬موصدة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحي‭ ‬والكل‭ ‬مترابط،‭ ‬فعندما‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الحديقة‭ ‬فأنت‭ ‬لا‭ ‬تسلم‭ ‬على‭ ‬أم‭ ‬واحدة‭ ‬بل‭ ‬جميع‭ ‬المتواجدات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬حينها‭. ‬يتذكر‭ ‬كوليبالي‭ ‬زيارته‭ ‬الأولى‭ ‬للسنغال‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬بعمر‭ ‬6‭ ‬أعوام،‭ ‬كان‭ ‬مرتاباً‭ ‬وخائفاً،‭ ‬فهو‭ ‬يشاهد‭ ‬الجزء‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعهده‭ ‬قط،‭ ‬وعن‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬تقول‭ ‬والدته‭: ‬شاهد‭ ‬كاليدو‭ ‬الأطفال‭ ‬يلعبون‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬السنغال‭ ‬بلا‭ ‬أحذية،‭ ‬كان‭ ‬يتوسل‭ ‬إلي‭ ‬كي‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬المتجر‭ ‬ونبتاع‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭ ‬حذاء،‭ ‬قلت‭ ‬له‭: ‬اخلع‭ ‬نعليك‭ ‬والعب‭ ‬مثلهم،‭ ‬وفعلت‭ ‬ذلك،‭ ‬هنا‭ ‬أصبحت‭ ‬مهووساً‭ ‬بكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وعندما‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أنفك‭ ‬عن‭ ‬خوض‭ ‬المباريات‭ ‬وأنا‭ ‬صغير،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬والدتي‭ ‬كانت‭ ‬تخرج‭ ‬للصراخ‭ ‬علي‭ ‬تطالبني‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭. ‬

كانت‭ ‬السنغال‭ ‬دولة‭ ‬مغمورة‭ ‬نوعاً‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬العالمية،‭ ‬فالمنتخب‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬ولم‭ ‬يحقق‭ ‬البطولة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وعندما‭ ‬بلغ‭ ‬كاليدو‭ ‬11‭ ‬عاماً‭ ‬وجه‭ ‬أنظاره‭ ‬والمليارات‭ ‬معه‭ ‬نحو‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬لمشاهدة‭ ‬مونديال‭ ‬2002،‭ ‬وبعد‭ ‬90‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬حدثت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مفاجآت‭ ‬الكأس‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها،‭ ‬القادمون‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬يهزمون‭ ‬فرنسا‭ ‬بطلة‭ ‬العالم،‭ ‬وهنا‭ ‬أصبح‭ ‬كوليبالي‭ ‬يخوض‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتسمر‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬التلفاز‭ ‬لمشاهدة‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬يلعب‭.‬

كان‭ ‬كاليدو‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬ومعه‭ ‬أقرانه‭ ‬السنغاليون‭ ‬يسيرون‭ ‬بزهو،‭ ‬والجميع‭ ‬يبارك‭ ‬لهم،‭ ‬عرف‭ ‬لاعب‭ ‬تشيلسي‭ ‬السابق‭ ‬أهمية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬عندما‭ ‬رأى‭ ‬الآباء‭ ‬السنغاليين‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬يرقصون‭ ‬فرحاً‭ ‬بهدف‭ ‬بابا‭ ‬ديوب،‭ ‬ويقول‭: ‬فجأة‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬يعرف‭ ‬السنغال،‭ ‬بت‭ ‬أسمع‭ ‬أسماء‭ ‬فاديغا،‭ ‬ديوف،‭ ‬ديوب،‭ ‬كمارا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الآخرين‭. ‬يقول‭ ‬المدافع‭ ‬العملاق‭: ‬أصبحنا‭ ‬نلعب‭ ‬داخل‭ ‬الحي‭ ‬مباريات‭ ‬دولية‭ ‬مصغرة‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا