العواصم - الوكالات: تبادلت روسيا وأوكرانيا أمس الاتهامات بتفجير سد كاخوفكا في منطقة خيرسون التي تسيطر روسيا على جزء منها.
وقال الكرملين إن الهجوم على سد كاخوفكا لتوليد الطاقة في منطقة خيرسون هو تخريب متعمد بينما أفاد مسؤولون بأن مدينة نوفا كاخوفكا تشهد «فيضانات».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «هذا عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني جرى التخطيط له وتنفيذه بأمر من كييف» مضيفا أنه يرفض «بشدة» اتهامات السلطات الأوكرانية التي تنسب المسؤولية إلى موسكو.
وشدد على أن «كل المسؤولية تقع على نظام كييف»، مؤكدا أن أحد أهداف هذا العمل كان «حرمان القرم من المياه». وبحسب بيسكوف «قد يؤدي هذا العمل التخريبي إلى تداعيات وخيمة جدا على عشرات الآلاف من سكان منطقة خيرسون» بالإضافة إلى «عواقب بيئية».
وبثّ التلفزيون الروسي صورا من المدينة المطلة على نهر دنيبرو تظهر الساحة الرئيسية وقد غمرتها المياه فيما بدت طيور البجع تسبح قرب المركز الثقافي الرئيسي العائد إلى الحقبة السوفيتية. وقال مسؤول إدارة المدينة المعيّن من روسيا فلاديمير ليونتييف على تلجرام «يرتفع منسوب المياه». وأشار إلى أن السلطات أرسلت 53 حافلة لنقل الناس من نوفايا كاخوفكا ومنطقتين قريبتين إلى مناطق آمنة. وأفاد «ننظم مراكز إقامة مؤقتة مع وجبات ساخنة».
وتابع «يعمل عناصر الإنقاذ والعاملون في إدارة المدينة والجنود.. ستُقدّم المساعدة لكل من يحتاجون إليها».
بالمقابل طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم بالرد على هجوم سد كاخوفكا، محمّلا روسيا مسؤولية التفجير الذي أحدث فيضانات. وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن روسيا نفّذت «تفجيرا داخليا لهياكل» الموقع. وأضاف «هذا ليس إلا عملا إرهابيا روسيا واحدا. إنها جريمة حرب روسية واحدة»، متهما موسكو بارتكاب «إبادة بيئية».
وأكد أن «روسيا تخوض حربا ضد الحياة والطبيعة والحضارة... على روسيا مغادرة الأراضي الأوكرانية ويجب أن تتم محاسبتها بالكامل على إرهابها». وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة موجّهة إلى الصحفيين «هدف الإرهابيين واضح: وضع عقبات أمام الأعمال الهجومية للقوات الأوكرانية». وأفاد مسئولون اوكرانيون بتسرّب «150 طنا من زيت المحركات» إلى نهر دنيبرو بعد انفجار السد.
وكتبت داريا زاريفنا المستشارة الصحفية لرئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك على تلجرام «هناك أيضا خطر حدوث تسربات زيت جديدة، ما يؤثر سلبا على البيئة». وكانت الرئاسة الأوكرانية أشارت في وقت سابق الثلاثاء إلى أن هذا «التسرب الإضافي» قد يصل إلى «أكثر من 300 طن». وفي السياق، قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو إن الفيضانات اجتاحت 24 بلدة بعد الهجوم، مشيرا إلى أنه تم إجلاء «حوالي ألف» مدني من المنطقة، والعملية مستمرة. تسبب تفجير السد في اثارة مخاوف بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستخدم مياهه لتبريدها. وكتب مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على تلجرام «في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير»، مضيفا «الوضع تحت سيطرة طواقم العمل». لكن مستشار الرئاسة الأوكرانية حذّر أمس من أن خطر وقوع «كارثة نووية» في محطة زابوريجيا «يتزايد بسرعة». وأفادت شركة إنرجواتوم الأوكرانية العامة أن خزان السد «يفترض أن يبقى شغالا خلال الأيام الأربعة المقبلة» لكن مستوى المياه فيه يتناقص بسرعة ما يهدد نظام سلامة المحطة.
وعقب الحادث سارع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالتأكيد على أنه يجب محاسبة روسيا قائلا إن ذلك يرقى إلى «جريمة حرب».
كذلك، علّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج على تويتر «تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارا بيئية جسيمة. هذا عمل مشين يظهر مجددا وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا». على صعيد اخر أعلنت هيئة الأركان العامة لسلاح الجو الأوكراني أن القوات الجوية اعترضت ليل الاثنين الثلاثاء، 35 صاروخ كروز استهدفت أوكرانيا من بحر قزوين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك