العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

معارك محتدمة في السودان.. ومباحثات بين ممثلي طرفي النزاع في جدة

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬شهدت‭ ‬الخرطوم‭ ‬معارك‭ ‬محتدمة‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موافقة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬المتصارعين‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬أي‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬ممثلين‭ ‬عنهما‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬حول‭ ‬هدنة‭ ‬جديدة‭. ‬

وكما‭ ‬يجري‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬شرارة‭ ‬المواجهة‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل،‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عن‭ ‬سماع‭ ‬دوي‭ ‬قصف،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معاناتهم‭ ‬من‭ ‬انقطاع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬ومن‭ ‬نقص‭ ‬مخزون‭ ‬الطعام‭ ‬والمال‭. ‬

وشنت‭ ‬طائرات‭ ‬تابعة‭ ‬للجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬أمس‭ ‬ضربات‭ ‬جوية‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الرياض‭ ‬بالخرطوم‭. ‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬شروع‭ ‬الطرفين‭ ‬المتحاربين‭ ‬بمباحثات‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬بوساطة‭ ‬سعودية‭-‬أمريكية،‭ ‬يؤمل‭ ‬منها‭ ‬إبرام‭ ‬وفق‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬يحترمه‭ ‬الطرفان‭ ‬بعدما‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬التهدئة‭ ‬الميدانية‭ ‬بينهما‭. ‬

وكتب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬عبر‭ ‬تويتر‭ ‬‮«‬نرحب‭ ‬اليوم‭ ‬بوجود‭ ‬ممثلين‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السودانية‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جدة،‭ ‬للحوار‭ ‬حول‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬وطنهم‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬‮«‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع،‭ ‬وانطلاق‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬وعودة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬السودان‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬الرياض‭ ‬وواشنطن‭ ‬أعلنتا‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬ليل‭ ‬الجمعة‭ ‬السبت‭ ‬‮«‬بدء‭ ‬محادثات‭ ‬أولية‮»‬‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم،‭ ‬وحضّتا‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬‮«‬الانخراط‭ ‬الجاد‮»‬‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬النزاع‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬ستتناول‭ ‬‮«‬تفاصيل‭ ‬الهدنة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬وتجديدها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭. ‬

وأوضح‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الجيش‭ ‬العميد‭ ‬نبيل‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المناقشات‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الهدنة‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬تفعيلها‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭ ‬لكي‭ ‬تخدم‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬

وشدد‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬وفد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ذهب‭ ‬الى‭ ‬جدة‭ ‬‮«‬ليناقش‭ ‬موضوع‭ ‬الهدنة،‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها،‭ ‬كيف‭ ‬تسري‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بطريقة‭ ‬تسهّل‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬مواضيع‭ ‬أخرى‮»‬‭. ‬

وكان‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬قد‭ ‬شكر‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬السعودية‭ ‬‮«‬لاستضافتها‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‮»‬‭ ‬بينما‭ ‬أمل‭ ‬الوزير‭ ‬المدني‭ ‬السابق‭ ‬خالد‭ ‬عمر‭ ‬يوسف،‭ ‬الذي‭ ‬أقيل‭ ‬أثناء‭ ‬الانقلاب،‭ ‬في‭ ‬‮«‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬شامل‮»‬‭. ‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬إقليمية‭ ‬عربية،‭ ‬وأخرى‭ ‬إفريقية‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬خصوصا‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬القارة‭ ‬عبر‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬الحكومية‭ ‬للتنمية‮»‬‭ (‬ايجاد‭)‬،‭ ‬لم‭ ‬تثمر‭. ‬ونددت‭ ‬‮«‬إيجاد‮»‬‭ ‬أمس‭ ‬بخرق‭ ‬الهدنة‭. ‬

وأمس‭ ‬أيضا،‭ ‬تبادل‭ ‬طرفا‭ ‬النزاع‭ ‬الاتهام‭ ‬بالوقوف‭ ‬خلف‭ ‬هجوم‭ ‬طال‭ ‬موكب‭ ‬السفير‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتّضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تسبب‭ ‬بسقوط‭ ‬ضحايا‭. ‬

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬اليوم‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬‮«‬الملف‭ ‬السوداني‮»‬‭.‬

وأسفرت‭ ‬المعارك‭ ‬الضارية‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬700‭ ‬قتيل‭ ‬وخمسة‭ ‬آلاف‭ ‬جريح‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نزوح‭ ‬335‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬ولجوء‭ ‬115‭ ‬ألفا‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭. ‬

والجمعة‭ ‬وحده،‭ ‬أوقعت‭ ‬المعارك‭ ‬16‭ ‬قتيلا‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬12‭ ‬في‭ ‬الأبيض‭ (‬300‭ ‬كيلومتر‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭)‬،‭ ‬وفق‭ ‬نقابة‭ ‬الأطباء‭. ‬

وكان‭ ‬موفد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭ ‬فولكر‭ ‬بيرثيس‭ ‬أكد‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬استعداد‭ ‬الطرفين‭ ‬‮«‬لبدء‭ ‬محادثات‭ ‬فنية‮»‬‭ ‬حول‭ ‬ترتيبات‭ ‬وقف‭ ‬النار،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬كمكان‭ ‬محتمل‭ ‬لاستضافتها‭. ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ ‬السياسية‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬المتسلّط‭ ‬لنظام‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير،‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ممكنة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬نار‭ ‬حقيقي‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬المعارك،‭ ‬قرعت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الجمعة‭ ‬جرس‭ ‬الإنذار‭ ‬حيال‭ ‬إمكان‭ ‬معاناة‭ ‬19‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا