الرياض – الوكالات: أعلنت السعودية أمس أنّ مجموعة مسلّحة اقتحمت وخرّبت ملحقيتها الثقافية في السودان، فيما تنظّم الرياض عمليات لإجلاء مدنيين من هذا البلد وتقود جهوداً لوقف المعارك الدائرة فيه بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتحاول السعودية لعب دور الوسيط لوقف تصاعد النزاع الدائر منذ نحو ثلاثة أسابيع بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي».
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) إنّ «مبنى الملحقية الثقافية السعودية في جمهورية السودان تعرّض صباح أمس الأول الثلاثاء إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وعطّلت أنظمة وخوادم الملحقية».
وندّدت المملكة «بأشدّ العبارات باقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم»، داعية إلى «احترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة».
كما جدّدت دعوتها إلى «وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين وللمدنيين السودانيين».
والسعودية جزء من الرباعية الدولية للسودان التي تضمّ إلى جانبها كلا من الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأجرى وزير الخارجية السعودية خلال الأيام الماضية اتصالات مع البرهان ودقلو لبحث سبل وقف تصعيد النزاع.
وتقود المملكة جهودا واسعة لإجلاء المدنيين من مرفأ بورتسودان إلى ميناء جدة ما منحها دورا مركزيا في الأزمة. وحتى مساء الثلاثاء أجلت السعودية أكثر من 5600 مدني، غالبيتهم العظمى أجانب من 102 دولة في ستّ قارات.
ورغم موافقة طرفي الصراع على وقف جديد لإطلاق النار مدة سبعة أيام
اعتبارا من اليوم قال شاهد من رويترز أن دوي ضربات جوية تردد في الخرطوم أمس.
وتقصف مقاتلات من الجيش مواقع لوحدات قوات الدعم السريع في مناطق سكنية في العاصمة ومحيطها.
كما امتد الصراع لمنطقة دارفور غرب البلاد. وتشكلت قوات الدعم السريع من مليشيات قبلية قاتلت في صف القوات الحكومية في دارفور ضد متمردين في حرب أهلية ضروس بدأت قبل 20 عاما.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
وأجبرت المعارك الدائرة في السودان أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة، على ما أفاد متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة في جنيف الثلاثاء
ووصل مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى بورتسودان «لإعادة التأكيد» على التزامه بمساعدة الشعب السوداني. وقال متحدث باسمه إن تحسين ظروف توصيل المساعدات عبر ضمانات بتوفير العبور الآمن ستكون أولوية بالنسبة إليه.
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في أزمة إنسانية، إذ أجبر نحو مئة ألف على الفرار لدول مجاورة دون غذاء أو مياه.
وتعطلت عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في دولة كان نحو ثلث سكانها بالفعل يعتمدون على المساعدات. وقد يتسع نطاق الكارثة مع معاناة دول جوار فقيرة من تبعات تدفق اللاجئين الفارين من الصراع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك