موسكو - (أ ف ب): أعلنت موسكو أمس الثلاثاء أنّها لا ترى «بديلاً» عن وساطتها في ملف ناجورني كرباج الشائك، المنطقة ذات الغالبية الأرمنية والمتنازع عليها بين يريفان وباكو، في وقت تستضيف فيه واشنطن مفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا منذ يوم الإثنين. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: «في هذه المرحلة، ليست هناك من قواعد قانونية أخرى يمكن أن تسهم في تسوية (النزاع). ليس هناك من بديل عن هذه الوثائق الثلاثية» في إشارة الى الاتفاق الموقع بين موسكو والطرفين المتنازعين في 2020. وانطلقت في واشنطن يوم الإثنين برعاية أمريكية مفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان سعياً لتخفيف التوتر بينهما. ويوم الأحد أقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن مأدبة عشاء جمعت وزيري الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان والأذربيجاني جيهون بيرموف. وغداة العشاء، افتتح بلينكن الاثنين المحادثات بين الجانبين في منشأة تابعة لوزارة الخارجية خارج واشنطن. ويتوقع أن تستغرق المفاوضات أربعة أيام.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان في القوقاز، حربين، أولاهما مطلع تسعينيات القرن الماضي والثانية عام 2020، بهدف السيطرة على منطقة ناجورني كرباج التي تقطنها غالبية أرمنية وانفصلت أحادياً عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود. ورعت روسيا اتفاق وقف إطلاق النار بين يريفان وباكو بعد جولة القتال الأخيرة بينهما في 2020، ومنذ ذلك الحين نشرت في ناغورني قره باغ كتيبة من قوات حفظ السلام لتضمن حركة المرور في ممر لاتشين، وهو الشريان الوحيد الذي يربط أرمينيا بهذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية.
لكنّ التوتر تجدد حين أعلنت باكو قبل عشرة أيام أنها أقامت أول نقطة تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، في خطوة اعتبرتها أرمينيا خرقا لوقف إطلاق النار الأخير المعلن بين الجانبين. ومع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وعدم استعدادها لتوتير علاقاتها مع تركيا، الحليفة الرئيسية لأذربيجان، تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لبث بعض الدفء في العلاقات بين العدوّين اللدودين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك