العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

السعودية تجلي مجموعة أولى من الإيرانيين من السودان إلى جدّة

الأحد ٣٠ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

جدة‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬وصل‭ ‬أمس‭ ‬65‭ ‬إيرانيًا‭ ‬بين‭ ‬نحو‭ ‬1900‭ ‬شخص‭ ‬تمّ‭ ‬إجلاؤهم‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬معارك‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين،‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سفينة‭ ‬سعودية‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬جدّة،‭ ‬وهم‭ ‬أوّل‭ ‬مجموعة‭ ‬إيرانيين‭ ‬تنقلهم‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬عمليات‭ ‬الإجلاء‭. ‬

ونظّمت‭ ‬الرياض‭ ‬عمليات‭ ‬إجلاء‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬شملت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬هم‭ ‬سعوديون‭ ‬ومواطنون‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬96‭ ‬جنسية،‭ ‬بحسب‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودية‭. ‬

وأعلن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ناصر‭ ‬كنعاني،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬صحفي‭ ‬أمس،‭ ‬أن‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬رعاياها‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬إلى‭ ‬بورتسودان‭ ‬ثم‭ ‬جدة،‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬التنسيق‭ ‬اللازم‮»‬‭ ‬بمساعدة‭ ‬السعودية‭.‬

وثمن‭ ‬كنعاني‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬المؤثر‮»‬‭ ‬للسعودية‭ ‬والحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬إجلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬من‭ ‬السودان‭.‬

وقال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬زرنكار‭ ‬أبرقوئي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬جدّة،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تضمّ‭ ‬65‭ ‬إيرانيًا‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الأولى‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يتمّ‭ ‬إجلاؤها‭ ‬من‭ ‬السودان‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الإيراني‭ ‬مهرداد‭ ‬مالك‭ ‬زاده‭ (‬28‭ ‬عامًا‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الوافدين‭ ‬من‭ ‬السودان،‭ ‬‮«‬صراحةً‭ ‬لم‭ ‬نتخيّل‭ ‬أبدًا‭ ‬أننا‭ ‬سنأتي‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬عندما‭ ‬سيتمّ‭ ‬إجلاؤنا‭ ‬بسبب‭ ‬جنسيتنا‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬منذ‭ ‬صغره‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أسرته‭ ‬تدير‭ ‬شركة‭ ‬زيوت‭ ‬للتشحيم،‭ ‬‮«‬لحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬ساعدوننا‭ ‬حقًا‭ ‬في‭ ‬الخروج،‭ ‬وضعوا‭ ‬خلافاتهم‭ ‬جانبًا‭ ‬وعملوا‭ ‬معًا،‭ ‬لقد‭ ‬أنقذوا‭ ‬أرواحًا‮»‬‭.‬

وشكر‭ ‬زرنكار‭ ‬أبرقوئي‭ ‬الرياض‭ ‬على‭ ‬تعاونها‭ ‬معتبرًا‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬مؤشرًا‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬القنصلي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وكذلك‭ ‬التعاون‭ ‬الإنساني‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬السعودية‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬بعدما‭ ‬توصلت‭ ‬طهران‭ ‬والرياض،‭ ‬بوساطة‭ ‬بكين،‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬أنهى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬القطيعة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬ليعلن‭ ‬الطرفان‭ ‬استئناف‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬ثلاثي‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬بكين‭ ‬بعد‭ ‬ختام‭ ‬مباحثات‭ ‬استمرت‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬استضافتها‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭.‬

وأعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودية‭ ‬أمس‭ ‬وصول‭ ‬20‭ ‬مواطنًا‭ ‬سعوديًا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬جدّة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬1866‭ ‬شخصًا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬جنسية‭. ‬

واندلعت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬محمّد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬المعروف‭ ‬بحميدتي‭. ‬

ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬الدخان‭ ‬الاسود‭ ‬فوق‭ ‬الخرطوم‭ ‬قدم‭ ‬مبعوث‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بصيصا‭ ‬من‭ ‬الامل‭ ‬اذ‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬منفتحان‭ ‬الان‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬يتحدد‭ ‬موعد‭ ‬لها‭. ‬ولم‭ ‬يظهر‭ ‬الجانبان‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬أي‭ ‬اشارة‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬موقفهما‭.‬

وقال‭ ‬فولكر‭ ‬بيرتس‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لرويترز‭ ‬انه‭ ‬استشعر‭ ‬تغيرا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الجانبين‭ ‬مؤخرا‭ ‬وانهما‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحا‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كلمة‭ ‬مفاوضات‭ ‬أو‭ ‬محادثات‭ ‬واردة‭ ‬في‭ ‬خطابيهما‭ ‬خلال‭ ‬الاسبوع‭ ‬الاول‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬بيرتس‭ ‬ان‭ ‬الطرفين‭ ‬رشحا‭ ‬ممثلين‭ ‬عنهما‭ ‬للمحادثات‭ ‬التي‭ ‬اقترحت‭ ‬اقامتها‭ ‬اما‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬جوبا‭ ‬بجنوب‭ ‬السودان‭ ‬لكنه‭ ‬استطرد‭ ‬قائلا‭ ‬ان‭ ‬ثمة‭ ‬سؤالا‭ ‬عمليا‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬بوسعهما‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬للجلوس‭ ‬معا‭ ‬فعليا‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التأخير‭ ‬هي‭ ‬تطوير‭ ‬آلية‭ ‬لمراقبة‭ ‬وقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭.‬

وأشار‭ ‬بيرتس‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬لمجلس‭ ‬الامن‭ ‬الدولي‭ ‬ان‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬بوسعه‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬لكنه‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬تتغير‭.‬

وذكر‭ ‬بيرتس‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القاء‭ ‬الطرفين‭ ‬بيانات‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬الطرف‭ ‬الاخر‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الاستسلام‭ ‬أو‭ ‬الموت‮»‬‭ ‬فانهما‭ ‬يقولان‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬حسنا‭ ‬اننا‭ ‬نتقبل‭... ‬شكلا‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬المحادثات‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬‮«‬أقر‭ ‬كلاهما‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السوداني‭ ‬السابق‭ ‬عبدالله‭ ‬حمدوك‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬نيروبي‭ ‬ان‭ ‬الحرب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬دولة‭ ‬ضخمة‭ ‬ومتشعبة‭ ‬للغاية‭... ‬أعتقد‭ ‬أنها‭ (‬الحرب‭) ‬ستكون‭ ‬كابوسا‭ ‬للعالم‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬حربا‭ ‬بين‭ ‬جيش‭ ‬وتمرد‭ ‬صغير‭. ‬انهما‭ ‬تقريبا‭ ‬مثل‭ ‬جيشين‭ ‬مدربين‭ ‬تدريبا‭ ‬جيدا‭ ‬ومسلحين‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬القصف‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬قال‭ ‬سكان‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬ومدن‭ ‬مجاورة‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬حدة‭ ‬القتال‭ ‬انخفضت‭ ‬أمس‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬

لكن‭ ‬مراسل‭ ‬‮«‬العربية‭/‬الحدث‮»‬‭ ‬أفاد‭ ‬بتجدد‭ ‬الاشتباكات‭ ‬العنيفة‭ ‬عند‭ ‬جسر‭ ‬الحلفايا‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬الخرطوم‭ ‬بحري‭ ‬وأم‭ ‬درمان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرائق‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬بحري‭.‬

أيضاً‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الطيران‭ ‬حلق‭ ‬بسماء‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬كثيفة‭ ‬للمضادات‭ ‬الأرضية‭ ‬ودوي‭ ‬انفجارات‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المدينة‭.‬

كما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإشتباكات‭ ‬هي‭ ‬الأعنف‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الاشتباكات‭ ‬في‭ ‬الفتيحاب‭ ‬جنوب‭ ‬أم‭ ‬درمان‭.‬

كذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬صور‭ ‬جانباً‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جبل‭ ‬أولياء‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭.‬

وأدى‭ ‬القتال‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬512‭ ‬شخصاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬بجروح،‭ ‬وفق‭ ‬الأرقام‭ ‬الرسمية‭ ‬لكن‭ ‬يرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحصيلة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ووضعت‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬هائل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حصيلة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭. ‬ويواجه‭ ‬كثرٌ‭ ‬حالياً‭ ‬نقصاً‭ ‬حاداً‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬والغذاء‭ ‬والأدوية‭ ‬والوقود‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والإنترنت‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا