العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

أستراليا تكشف عن أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

كانبيرا‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أطلقت‭ ‬أستراليا‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬أكبر‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬لجيشها‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تعزيز‭ ‬الصين‭ ‬لقدراتها‭ ‬العسكرية‭ ‬وتوترات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬حيث‭ ‬يتنامى‭ ‬نفوذ‭ ‬بكين‭. ‬وكشف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬ريتشارد‭ ‬مارليس‭ ‬عن‭ ‬مراجعة‭ ‬استراتيجية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬حاد‭ ‬نحو‭ ‬الردع‭ ‬البعيد‭ ‬المدى،‭ ‬باستخدام‭ ‬الصواريخ‭ ‬والغواصات‭ ‬والأدوات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لإبعاد‭ ‬الخصوم‭. ‬

وقال‭ ‬مارليس‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬35‭ ‬عامًا‭ ‬نعيد‭ ‬صياغة‭ ‬مهمة‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الأسترالية‮»‬‭.  ‬وأشارت‭ ‬المراجعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأسترالية‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬التنامي‭ ‬العسكري‭ ‬لبكين‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬الأكبر‭ ‬والأكثر‭ ‬طموحا‭ ‬مقارنة‭ ‬بأي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الاسترالي‭ ‬إن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬القائمة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأراضي‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تفي‭ ‬بالمطلوب‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬قوة،‭ ‬ستصب‭ ‬أستراليا‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬الأعداء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬حدودها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬الجو‭ ‬أو‭ ‬الفضاء‭ ‬الالكتروني‭. ‬وتضمنت‭ ‬المراجعة‭ ‬أن‭ ‬أستراليا‭ ‬‮«‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الحسابات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬أبدًا‭ ‬أي‭ ‬معتدٍ‭ ‬محتمل‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬فوائد‭ ‬الصراع‭ ‬تفوق‭ ‬المخاطر‮»‬‭. ‬وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬المراجعة‭ ‬وتبريرها‭ ‬الأسترالي،‭ ‬قالت‭ ‬بكين‭ ‬إنها‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تمتنع‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الصين‭ ‬ذريعة‭ ‬لتوسيع‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬إثارة‭ ‬نظرية‭ (‬التهديد‭ ‬الصيني‭) ‬بلا‭ ‬أساس‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬الناطقة‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية‭ ‬ماو‭ ‬نينغ‭ ‬في‭ ‬إحاطة‭ ‬إعلامية‭ ‬دورية‭ ‬إن‭ ‬السياسة‭ ‬العسكرية‭ ‬للصين‭ ‬‮«‬دفاعية‭ ‬بطبيعتها‮»‬‭ ‬و«لا‭ ‬تشكل‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لأي‭ ‬دولة‮»‬‭. ‬وأعلنت‭ ‬أستراليا‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الجديدة‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬غواصات‭ ‬شبح‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية‭. ‬وسيشهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أيضا‭ ‬مراجعة‭ ‬قصيرة‭ ‬مستقلة‭ ‬لأسطول‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬القدرات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الغواصات‭ ‬النووية‭ ‬الجديدة‭. ‬

كذلك،‭ ‬سيركز‭ ‬الجيش‭ ‬الأسترالي‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬قدراته‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬سواحل‭ ‬البلاد،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الشمالية‭ ‬الشاسعة‭. ‬ففي‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬تعرّضت‭ ‬مدينة‭ ‬داروين‭ ‬الأسترالية‭ ‬الشمالية‭ ‬لقصف‭ ‬ياباني،‭ ‬لكن‭ ‬بقي‭ ‬مخططون‭ ‬استراتيجيون‭ ‬عسكريون‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬سيتلقون‭ ‬تحذيرًا‭ ‬قبل‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬جديد‭ ‬وشيك‭. ‬لذلك،‭ ‬خلصت‭ ‬المراجعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بروز‭ (‬عصر‭ ‬الصواريخ‭) ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة،‭ ‬والذي‭ ‬تبلور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الضربات‭ ‬الدقيقة‭ ‬البعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬قد‭ ‬قلّص‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬المميزات‭ ‬الجغرافية‭ ‬لأستراليا‮»‬‭. ‬

نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬سيُكلَّف‭ ‬الجيش‭ ‬أيضًا‭ ‬بتوفير‭ ‬‮«‬قدرة‭ ‬هجومية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬ستدخل‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬البرّي‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ‭. ‬وسيتم‭ ‬تقليص‭ ‬خطة‭ ‬شراء‭ ‬450‭ ‬مركبة‭ ‬قتالية‭ ‬للمشاة‭ ‬إلى‭ ‬129‭ ‬فقط‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يُلغى‭ ‬برنامج‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬لتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬مدفعية‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬‮«‬هايمارس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬أوكرانيا‭ ‬حاليًا‭ ‬للحصول‭ ‬عليها‭ ‬لصدّ‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭. ‬فيما‭ ‬تذكر‭ ‬المراجعة‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الصين‮»‬‭ ‬تسع‭ ‬مرات‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬تصفها‭ ‬أبدًا‭ ‬بأنها‭ ‬خصم،‭ ‬لا‭ ‬شكّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬العسكري‭ ‬الهائل‭ ‬لبكين‭ ‬وتهديداتها‭ ‬العسكرية‭ ‬هي‭ ‬قوة‭ ‬دافعة‭ ‬وراء‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬كانبيرا‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقها‭. ‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬المراجعة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬يحدث‭ ‬بدون‭ ‬شفافية‭ ‬أو‭ ‬طمأنة‭ ‬لمنطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬بشأن‭ ‬النوايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للصين‮»‬،‭ ‬مستخدمة‭ ‬مصطلحا‭ ‬آخر‭ ‬لمنطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تأكيد‭ ‬الصين‭ ‬لسيادتها‭ ‬على‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬يهدد‭ ‬النظام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬بطريقة‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬أستراليا‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا