الأمم المتحدة – الوكالات: أعلن رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس أمس سقوط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المستعرة في السودان منذ ثلاثة أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيرتيس للصحفيين في نيويورك إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي إنّ «الوضع مائع للغاية، لذلك يصعب القول بأي اتّجاه يميل ميزان» القوة في الميدان.
وقال ان «الطرفين المتقاتلان لا يعطيان انطباعا بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور».
في غضون ذلك أعلن القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس قوات الدعم السريع شبه العسكرية جماعة «متمردة».
وبموجب خطة انتقالية مدعومة دوليا كان من المقرر قريبا دمج قوات الدعم السريع مع الجيش لكن البرهان أمر أمس بحل القوات وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين.
وفي تصريحات لشبكة سكاي نيوز قال البرهان انه آمن في دار ضيافة رئاسية داخل مجمع وزارة الدفاع. وأضاف أن هدفه الحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع لكنه لم يستبعد اجراء مفاوضات.
وقال البرهان ان كل حرب تنتهي على طاولة المفاوضات حتى مع هزيمة الخصم.
بالمقابل دعا الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي ومكانه غير معلوم منذ يوم السبت في تغريدة على تويتر المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات ضد ما وصفه بجرائم البرهان ووصف قائد الجيش بأنه «اسلامي متطرف يقصف المدنيين من الجو».
ميدانيا تواصلت في الساعات الأولى من صباح أمس اشتباكات عنيفة وتبادل لإطلاق النار في محيط مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، لليوم الثالث على التوالي منذ أن اندلع الاقتتال يوم السبت الماضي. وسُمع دوي الانفجارات في معظم أرجاء الخرطوم.
وأشارت مصادر «العربية» و«الحدث» إلى تحليق للطيران الحربي السوداني فوق العاصمة الخرطوم، فيما هز انفجار قوي المنطقة في محيط المطار بجنوب غرب العاصمة، وكذلك دوت انفجارات قوية في محيط مقر سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة. مع ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين إلى 97 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات، بحسب نقابة الأطباء السودانية.
وزعم الطرفان تحقيق مكاسب أمس بينما تصاعد الدخان في العاصمة الخرطوم وأفاد السكان بسماع دوي الضربات الجوية ونيران المدفعية وإطلاق النار، ما أدى الى انقطاع الخدمات الاساسية وإلحاق أضرار بالمستشفيات في المدينة التي لم تعتد وقوع أحداث عنف.
وأظهرت لقطات تلفزيونية من المطار الدولي داخل المدينة نارا مستعرة مع أعمدة من الدخان الاسود كما أظهرت صور التقطت عبر الاقمار الصناعية طائرات مدمرة.
والقتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها منذ يوم السبت هو الاسوأ منذ عقود وينذر بتمزيق السودان.
وقالت قوات الدعم السريع انها استولت على مطار وقواعد عسكرية بينما قال الجيش انه يسيطر على مقراته رغم ما وصفها بأنها «اشتباكات محدودة» في محيطها.
وتحققت رويترز من مقطع فيديو يظهر قوات الدعم السريع في بعض من تلك المواقع لكنها لم تتمكن من التحقق من مزاعمها في ساحة المعركة.
واستعاد الجيش السيطرة على مقر تلفزيون السودان الذي انقطع بثه لفترة وجيزة بعد سماع إطلاق نار أثناء بث حي. وبدأ التلفزيون في بث مقاطع فيديو تظهر قوات الجيش وهي تدمر مركبات قوات الدعم السريع بعد يوم من اعلانها الاستيلاء على المبنى.
من جانبها أعلنت قوات الدعم السريع أمس السيطرة على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون في أم درمان. ووردت تقارير عن اندلاع معارك عنيفة في المدينة.
وأغلقت المكاتب والمدارس ومحطات الوقود في العاصمة أمس بينما واجهت المستشفيات والخدمات الصحية على نطاق أوسع معوقات كبيرة في عملها. وقالت أربع مستشفيات كبرى انها تعرضت لاضرار وأعلنت اثنتان تعطلهما بسبب الاشتباكات.
كما أغلقت العربات المدرعة الجسور التي تربط الخرطوم بمدينتي أم درمان وبحري المجاورتين عبر الفرعين الرئيسيين لنهر النيل كما كان من الصعب اجتياز بعض الطرق المؤدية لهما من العاصمة.
ومع انقطاع خدمات المياه والكهرباء أيضا في أجزاء كبيرة من العاصمة غامر بعض السكان بالخروج لشراء الطعام واصطفوا في طوابير طويلة عند المخابز.
ولم يكن هناك أي وجود للشرطة في شوارع الخرطوم منذ يوم السبت وأبلغ شهود عن وقوع حالات نهب.
وفي دارفور بغرب السودان قال سكان ان القتال مستمر. وفي نيالا كبرى مدن المنطقة قال عضو في جماعة لرصد الوضع ان الناس في حالة ذعر. وأضاف «نرى رجالا على دراجات نارية يدخلون منازل الناس ويسرقون السيارات ويدخلون المباني ويذهبون الى
المنظمات غير الحكومية وينهبونها».
الى ذلك دعا البيت الابيض أمس الى وقف فوري لاطلاق النارفي السودان قائلا ان المسؤولين الامريكيين على اتصال بالقادة العسكريين. وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض «نأسف لتصاعد العنف من الخرطوم وأماكن أخرى في السودان. ندعو الى وقف فوري لاطلاق النار دون شروط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك