موسكو- الوكالات: اعتبرت موسكو أمس أنّ الوثائق الأمريكية السرّية المسرّبة بشأن النزاع في أوكرانيا، قد تكون في الواقع «تزويراً» يغذّي حملة تضليل من جانب واشنطن تهدف إلى «خداع» روسيا.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إنّ في هذه المرحلة «ليس لدينا موقف... ربما يكون ذلك مزيّفاً، دعاية متعمّدة».
وأضاف «نظراً إلى أنّ الولايات المتحدة جزء أساسي من الصراع وتشنّ في الواقع حرباً هجينة ضدّنا، فمن الممكن أن تخدع هذه الأساليب العدو، أي الاتحاد الروسي».
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف للصحفيين أمس، إنّ روسيا لا تعرف في هذه المرحلة «مدى صحّة الوثائق».
وظهرت وثائق سرية أمريكية على الإنترنت في نهاية الأسبوع الماضي، في تسريب وصفه البنتاجون بأنّ يشكّل «خطراً جسيماً جداً» على الأمن القومي للولايات المتحدة.
ومن بين المعلومات المسرّبة تشير بعض هذه الوثائق خصوصاً إلى شكوك الولايات المتحدة بشأن فرص نجاح الهجوم الأوكراني المضاد الذي يجري إعداده.
من جهة أخرى، أشار بيسكوف إلى أنّه حتّى قبل تسريب الوثائق الأمريكية، أثبتت موسكو وجود «العديد من المدرّبين من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو في أوكرانيا)، خصوصاً من المملكة المتحدة، وأنّ مقاتلين كانوا يشاركون المعارك».
من جانبه قال وزير الدفاع الاوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمس ان التسريبات المزعومة للوثائق الامريكية تحتوي على مزيج من المعلومات الصحيحة والكاذبة عن جيش بلاده لكنه قلل من تأثيرها السلبي.
وقال ريزنيكوف خلال مؤتمر صحفي في مدريد مع نظيره الاسباني «هناك الكثير من المعلومات التي لا تتوافق مع الواقع». وأضاف «المعلومات التي تتوافق مع الواقع فقدت أهميتها. لذا فهي مزيج من الحقيقة والاكاذيب».
وقال ريزنيكوف انه يعتقد أن التسريبات كانت محاولة متعمدة لبث الشقاق بين حلفاء كييف.
ويحاول المسؤولون الامريكيون معرفة من وراء تسريب البيانات السرية بينما تستعد القوات الاوكرانية لهجوم مضاد متوقع.
ويقول بعض خبراء الامن القومي والمسؤولون الامريكيون انهم يشتبهون في أن يكون أمريكيا وراء التسريب لكنهم لا يستبعدون الجهات المؤيدة لروسيا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه تحدث مع دميترو كوليبا ليؤكد له دعم الولايات المتحدة «المتواصل»، رافضا التعليق على صحة الوثائق المسربة أو مضمونها.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنه تواصل مع نظيره الاوكراني مؤكدا مرة جديدة أن واشنطن تنظر «بجدية تامة» إلى تسريب الوثائق السرية.
ولم يعد الكثير من هذه الوثائق متوافرا على المواقع التي نشرتها بالأساس، وتعمل السلطات الأمريكية على سحبها كلها من التداول.
في اثناء ذلك دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما وصفهم بـ«الوحوش» الروس بعد نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر عملية قطع رأس رجل يعتقد أنه أسير حرب أوكراني فيما دعا الكرملين إلى «التحقق من صحة» التسجيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك