عالم يتغير
فوزية رشيد
حتى الحيوانات تخشع لكلام الله!
{ لقطة عفوية انتشرت بسرعة هائلة في كل مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى وكالة «رويترز» العالمية، ومنها إلى قناة (سي.إن.إن) الأمريكية، لتجوب العالم كله وتحقق مشاهدة وصلت إلى «ملياري مشاهدة» خلال الأيام الماضية! فأي سرّ في تلك اللقطة العفوية التي تصدّر فيها اسم الإمام «وليد مهساس» العالم كله؟! وهو الإمام الذي كان يؤم -كعادته- المصلين في صلاة التراويح في مسجد أبي بكر الصديق بولاية «برج بوعريج» شرقي الجزائر!
{ هل القصة أن قطة باغتت الإمام «وليد مهساس» وهو خاشع في قراءة آيات من القرآن، فتسلقت جسده لتصل إلى كتفه، وتبقى هناك قليلاً، ووجه القطة ملتصق بوجه الإمام وهدوء وخشوع يغشاها؟!
أم أن سرّ انتشار اللقطة هو استقبال الإمام وهو مغمض العينين سادر في خشوعه، ليحنو على القطة ويتصرف معها بهدوء ولطف، دون أن يُبدى أي انزعاج من اقتحامها له ولقراءته، وكأنه يقول إن ترجمة الخشوع هي «الرحمة» التي أوصانا بها الإسلام؟!
{ لماذا كانت المتابعة «المليارية» التي تزيد أعدادها كل يوم من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الغربية، بل وفي كل العالم، وكأن سلوك الإمام أدهش الجميع، رغم أنه «سلوك ديني طبيعي» بالنسبة إلى المسلمين قاطبة، وغير ذلك هو النشاز! وحيث اللطف والرحمة هما ترجمة مباشرة للآيات التي يخشع لها القلب، بل ويخشع لها الحيوان، وحيث علقت الصفحة الرسمية للإمام «مهساس» في فيسبوك في ليلة صعود القطة على كتفه وقبل انتشارها بالقول (سبحان الله، حتى الحيوانات تخشع لكلام الله)!
{ حيوان صغير، وفي ليلة رمضانية، وفي صلاة التراويح، أوصل إلى العالم كله، حتى إلى «الإعلام الغربي» الذي لطالما تفنن في تشويه الإسلام وشنّ الحرب عليه، لتأتي هذه القطة الصغيرة فتوصل حقيقة الإسلام والقرآن، سواء بجمالية هدوئها وهي تسمع كلام الله من على كتف الإمام، أو بجمالية سلوك الإمام تجاهها، ليجسد حقيقة الروح لدى المسلم وهو في خشوعه، يتلو القرآن، أو تأثير الآيات القرآنية على الروح! ليوضح بين ما وضحت اللقطة أن الإسلام قبل 1400 عام وأكثر سبق كل المنظمات العالمية التي تدعو إلى الرفق بالحيوان! فهذه الدعوة هي دعوة إسلامية في الأصل وفي الصميم، (دخلت امرأة النار، بسبب قطة حبستها، لم تطعمها، ولم تتركها لتبحث عن طعامها) كما جاء في حديث نبوي!
{ قطة صغيرة جعلت العالم كله يستمع إلى آيات قرآنية، كان يتلوها الإمام وهي تباغته، ليدلل على تأثير كلام الله حتى على الحيوانات، وليبدي متابعو القنوات الإعلامية الغربية منها «سي. إن.إن» إعجابهم بالقرآن!
هكذا تغزو الآيات القرآنية قلوب «غير المسلمين»! لتكون لهم بمثابة الفرصة المباغتة، لتأمل حقيقة القرآن والإسلام، وتلك الصلة الروحية والروحانية بين الإنسان وخالقه! في لقطة تجسد الكثير من المعاني، التي لا تدركها بعض العقول المحاربة للإسلام والقرآن، فجاء حيوان صغير، أو قطة صغيرة، لتوصل إلى العالم رسالة رمضانية ودينية، تبلور فيها تأثير كلام الله على النفس، سواء متابعو الإعلام وقنوات التواصل من غير المسلمين ومعهم المسلمون، أو تأثير كلام الله على الحيوانات، وللدلالة لدي قطط في حديقة المنزل، ما إن تسمع صوت القرآن في التلفزيون حتى تقترب من المكان الذي فيه القراءة القرآنية، فتهدأ، وتسكن وكأنها تعي ما يُتلى من الآيات، فتستمع بخشوع!
وفعلا (سبحان الله، حتى الحيوانات تخشع لكلام الله)!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك