العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

أليس المسجد الأقصى مقدسا إسلاميا؟!

{‭ ‬منذ‭ ‬متى‭ ‬والانتهاكات‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف؟‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬تزداد‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المصلّين‭ ‬والمعتكفين‭ ‬في‭ ‬الأقصى،‭ ‬ليصل‭ ‬اقتحام‭ ‬القوات‭ ‬‮«‬الإسرائيلية‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬إلى‭ ‬مهاجمة‭ ‬المصلين‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬النساء،‭ ‬واعتقال‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المعتكفين‭!‬

هي‭ ‬ذات‭ ‬الاختراقات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الوضع‭ ‬التاريخي‭ ‬والقانوني‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وتقسيمه‭ ‬زمانيا‭ ‬ومكانيا،‭ ‬وإنهاء‭ ‬سيطرة‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأردنية،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬موظفيها‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬عملهم،‭ ‬كما‭ ‬صرحت‭ ‬السلطات‭ ‬الأردنية‭!‬

{‭ ‬تلك‭ ‬الهمجية‭ ‬والعدوانية‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتكرارها‭ ‬واقتحام‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬معها‭ ‬لا‭ ‬الإدانات‭ ‬العربية‭ ‬ولا‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬تحذيرات‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬عنف‭ ‬تهدد‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬قلق‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬أمره‭ ‬شيئا‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬القلق‮»‬‭! ‬رغم‭ ‬الانتهاك‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬الصارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والإنساني،‭ ‬والتعدي‭ ‬المتكرر‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة،‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬ملياري‭ ‬مسلم‮»‬‭ ‬ومواصلة‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬تهويد‭ ‬القدس‮»‬،‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬الوضع‭ ‬التاريخي‭ ‬للأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬كما‭ ‬صرحت‭ ‬بريطانيا‭!‬،‭ ‬التي‭ ‬أجرمت‭ ‬كدولة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬فلسطين‭ ‬والعرب،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬وعد‭ ‬بلفور‮»‬‭ ‬المشؤوم‭ ‬وما‭ ‬تبع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬القبول‭ (‬بتهويد‭ ‬التاريخ‭ ‬الفلسطيني‭) ‬لتبدأ‭ ‬حكاية‭ ‬النكبة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭!‬

{‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬الأقصى‮»‬‭ ‬مقدسا‭ ‬عربيا‭ ‬إسلاميا،‭ ‬فهل‭ ‬تكفي‭ ‬الإدانات‭ ‬العربية‭ ‬اللفظية‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والهمجية‭ ‬والعدوانية‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬المقدس‭ ‬الإسلامي؟‭! ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬مقدسات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أم‭ ‬مقدسات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ملياري‭ ‬مسلم‭ ‬حول‭ ‬العالم؟‭! ‬والتساؤل‭ ‬هو‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المقدسات‭ ‬وهنا‭ ‬الأقصى‭ ‬أول‭ ‬قبلة‭ ‬للمسلمين،‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬وبؤرة‭ ‬‮«‬الإسراء‭ ‬والمعراج‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬عربي‭ ‬‮«‬رسمي‭ ‬وشعبي‮»‬‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬إسلاميا‭ ‬وتاريخياً‭ ‬وإنسانياً،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفكيك‭ ‬السيطرة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتهويد‭ ‬القدس‭ ‬ونوايا‭ ‬هدم‭ ‬الأقصى‭ ‬انتهاكاً‭ ‬للتاريخ‭ ‬نفسه‭! ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬فحدّث‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬المصلين‭ ‬والمعتكفين‭ ‬وسجل‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬باحة‭ ‬الأقصى‭!‬

{‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬بما‭ ‬تمّ‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬مصوّرة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الأقصى‭ ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الباحة‭ ‬وما‭ ‬حولها،‭ ‬ولكأنها‭ (‬طقوس‭ ‬سنوية‭) ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الشهور‭ ‬قدسية‭ ‬لدى‭ ‬المسلمين‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬رمضان‮»‬،‭ ‬لتقوم‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بممارسة‭ ‬أقصى‭ ‬أشكال‭ ‬الاستفزاز‭ ‬والهمجية‭ ‬أيضاً‭ ‬ولا‭ ‬فاصل‭ ‬أو‭ ‬اعتبار،‭ ‬لأن‭ ‬القضية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ (‬هدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭) ‬بعد‭ ‬تعويد‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬انتهاكه‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭! ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬تزوير‭ ‬التاريخ‭ ‬مستمرا‭ ‬حتى‭ ‬تزوير‭ ‬الآثار‭ ‬وتجاهل‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬يثبت‭ ‬أية‭ ‬صلة‭ ‬لليهود‭ ‬بالمكان‭ ‬المقدس‭ ‬والمسجد‭ ‬الأقصى‭!‬،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬هم‭ ‬يعربدون‭ ‬فوق‭ ‬التاريخ‭ ‬والمنطق‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬إن‭ ‬وجد‮»‬،‭ ‬ويمارسون‭ ‬كل‭ ‬الاحتيالات‭ ‬والعدوانية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدفهم‭ ‬لإقامة‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭! ‬فلماذا‭ ‬يصمت‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬إذاً؟‭!‬

{‭ ‬والعالم‭ ‬يتحوّل‭ ‬ويتغير‭ ‬ويتبّدل‭ ‬ويتجّه‭ ‬نحو‭ ‬خلخلة‭ (‬الطغيان‭ ‬الغربي‭) ‬والصهيوني‭ ‬والتلاعب‭ ‬بقضايا‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬والإنسانية،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ (‬موقف‭ ‬عربي‭/ ‬إسلامي‭ ‬موحد‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأفعال‭ ‬وليس‭ ‬الأقوال‭ ‬أو‭ ‬الإدانات‭ ‬والتنديدات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحرك‭ ‬شيئا،‭ ‬إلا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬عدوانية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬لأنه‭ ‬ضامن‭ ‬لنفسه‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬والعرب‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتخذوا‭ ‬موقفا‭ ‬كبيرا،‭ ‬طالما‭ ‬بقيت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬الأقوال‭! ‬بل‭ ‬متناسين‭ ‬كل‭ ‬جرائمها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬حمامة‭ ‬سلام‭!‬

أليس‭ ‬الأقصى‭ ‬مقدسا‭ ‬عربيا؟‭!‬

أليس‭ ‬الأقصى‭ ‬مقدسا‭ ‬إسلاميا؟‭!‬

أين‭ ‬هم‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬‮«‬شعوباً‮»‬‭ ‬وحكومات‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المتكررة‭ ‬لمقدساتهم؟‭! ‬سؤال‭ ‬مباشر‭ ‬ومختصر‭ ‬وبسيط‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا