عالم يتغير
فوزية رشيد
أليس المسجد الأقصى مقدسا إسلاميا؟!
{ منذ متى والانتهاكات في المسجد الأقصى لم تتوقف؟ بل وكل عام تزداد مع زيادة عدد المصلّين والمعتكفين في الأقصى، ليصل اقتحام القوات «الإسرائيلية»، هذا العام في رمضان إلى مهاجمة المصلين والاعتداء على النساء، واعتقال المئات من المعتكفين!
هي ذات الاختراقات والانتهاكات التي تسعى إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وإنهاء سيطرة إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية، وهذه المرة بالاعتداء على موظفيها ومنعهم من ممارسة عملهم، كما صرحت السلطات الأردنية!
{ تلك الهمجية والعدوانية من قوات الاحتلال وتكرارها واقتحام المسجد الأقصى، لا تفيد معها لا الإدانات العربية ولا الدولية، ولا تحذيرات الجامعة العربية من دوامة عنف تهدد استقرار المنطقة، ولا قلق الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتحدث وكأنه لا يملك من أمره شيئا إلا «القلق»! رغم الانتهاك «الإسرائيلي» الصارخ للقانون الدولي والإنساني، والتعدي المتكرر على الأماكن المقدسة، لأكثر من «ملياري مسلم» ومواصلة مخطط «تهويد القدس»، وعدم احترام الوضع التاريخي للأماكن المقدسة كما صرحت بريطانيا!، التي أجرمت كدولة في حق فلسطين والعرب، منذ أن أصدرت «وعد بلفور» المشؤوم وما تبع ذلك من القبول (بتهويد التاريخ الفلسطيني) لتبدأ حكاية النكبة الفلسطينية والعربية!
{ إذا كان «الأقصى» مقدسا عربيا إسلاميا، فهل تكفي الإدانات العربية اللفظية كرد فعل على تلك الانتهاكات والهمجية والعدوانية تجاه هذا المقدس الإسلامي؟! وهل هي مقدسات الشعب الفلسطيني أم مقدسات أكثر من ملياري مسلم حول العالم؟! والتساؤل هو إذا كانت المقدسات وهنا الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، وبؤرة «الإسراء والمعراج»، لا تجد رد فعل عربي «رسمي وشعبي» بما يتناسب مع الحدث إسلاميا وتاريخياً وإنسانياً، في ظل تفكيك السيطرة الإسلامية، وتهويد القدس ونوايا هدم الأقصى انتهاكاً للتاريخ نفسه! أما الجانب الإنساني فحدّث ولا حرج من الاعتداءات على المصلين والمعتكفين وسجل النساء في باحة الأقصى!
{ كل تلك بما تمّ تصويره في مقاطع فيديو مصوّرة من داخل الأقصى وما جرى في الباحة وما حولها، ولكأنها (طقوس سنوية) تنشط في أكثر الشهور قدسية لدى المسلمين وهو «رمضان»، لتقوم قوات الاحتلال بممارسة أقصى أشكال الاستفزاز والهمجية أيضاً ولا فاصل أو اعتبار، لأن القضية بالنسبة إليها هو في النهاية (هدم المسجد الأقصى) بعد تعويد المسلمين على مشاهد انتهاكه بشكل دوري! لا يزال تزوير التاريخ مستمرا حتى تزوير الآثار وتجاهل فشلهم في الحصول على أي أثر يثبت أية صلة لليهود بالمكان المقدس والمسجد الأقصى!، ورغم ذلك هم يعربدون فوق التاريخ والمنطق والقانون الدولي «إن وجد»، ويمارسون كل الاحتيالات والعدوانية للوصول إلى هدفهم لإقامة «الهيكل المزعوم»! فلماذا يصمت العرب والمسلمون إذاً؟!
{ والعالم يتحوّل ويتغير ويتبّدل ويتجّه نحو خلخلة (الطغيان الغربي) والصهيوني والتلاعب بقضايا العرب والمسلمين والإنسانية، فلماذا لا يكون هناك (موقف عربي/ إسلامي موحد) من خلال الأفعال وليس الأقوال أو الإدانات والتنديدات التي لم تحرك شيئا، إلا المزيد من عدوانية الكيان الصهيوني، لأنه ضامن لنفسه أن المسلمين والعرب لم ولن يتخذوا موقفا كبيرا، طالما بقيت ردود الفعل في الأقوال! بل متناسين كل جرائمها وتحويلها إلى حمامة سلام!
أليس الأقصى مقدسا عربيا؟!
أليس الأقصى مقدسا إسلاميا؟!
أين هم العرب والمسلمون «شعوباً» وحكومات من الانتهاكات المتكررة لمقدساتهم؟! سؤال مباشر ومختصر وبسيط!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك