بغداد - د. حميد عبدالله:
أفادت مصادر مقربة من الإطار التنسيقي المدعوم من إيران بأن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني زار العراق مؤخرا وأجرى سلسلة لقاءات مع زعماء شيعة من بينهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبينت ان الهدف الاساسي من الزيارة يتركز حول محورين أساسيين:
الأول ضبط حراك الفصائل والأحزاب الشيعية بما ينسجم مع سياسة طهران الجديدة الرامية إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة، وخاصة بعد المصالحة مع المملكة العربية السعودية، ومحاولة إيران إيصال رسائل إلى دول الإقليم بأنها ستركز اهتمامها على الشأن الداخلي وتبتعد عن شؤون الدول الأخرى.
الثاني: إجراء مصالحة بين الفصائل والأحزاب الشيعية التي بلغت الصراعات بينها حد التصادم السياسي وخاصة بين قوى الإطار التنسيقي من جهة وبينها وبين التيار الصدري من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن قاآني زار النجف والتقى مقتدى الصدر وعرض عليه مقترحين رفضهما الصدر بقوة؛ الأول المصالحة مع نوري المالكي، والثاني العودة إلى العمل السياسي إلى جانب القوى الشيعية الأخرى.
وبحسب المصادر فإن الصدر أبلغ قاآني انه بصدد اكمال دراسته الحوزوية في قم ليكون مرجعا يخلف السيستاني وأنه قد قرر ترك العمل السياسي.
اما عن مصالحته مع المالكي فإن الصدر ابلغ المسؤول الإيراني انه لم يخطر بباله ذات يوم ان يصافح المالكي ويجلس معه أو يعمل معه تحت سقف سياسي واحد.
وجاءت زيارة قاآني على خلفية رسائل وصلت إلى مكتب المرشد الإيراني من فصائل وأحزاب شيعية تتحدث عن خلافات عميقة بين قادتها، تعكس محاولات لتسقيط بعضهم البعض الاخر، ما دفع المرشد الإيراني الى تكليف المسؤول عن الملف العراقي في الحرس الثوري إسماعيل قاآني لمعرفة حقيقة تلك الخلافات وأسبابها وإمكانية حلها.
وكان نوري المالكي قد أعلن قبل أيام استعداده لمد يد المصالحة نحو مقتدى الصدر الا ان الأخير لم يرد ولم يعلق على مبادرة خصمه، وتتوقع قوى الإطار ان يعود الصدر الى العمل السياسي بزخم اقوى بعد ان خسر الجولة الأولى بتنازله عن مقاعده الانتخابية البالغة 73 مقعدا نيابيا إلى أحزاب الإطار التي خلت لها الساحة فكانت الفرصة مواتية لها لتشكيل حكومة محمد شياع السوداني التي توصف بأنها حكومة الإطار بامتياز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك