العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الوحدة العربية ورؤية منتدى القوميين العرب

بقلم: علي أبوحبله

الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

ونحن‭ ‬نقلب‭ ‬صفحات‭ ‬تاريخنا‭ ‬العربي‭ ‬القديم‭ ‬والمعاصر‭ ‬لنتلمس‭ ‬أهمية‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬ومدى‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة،‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬تحققت‭ ‬وحدة‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭ ‬مرّة‭ ‬إلا‭ ‬وحققوا‭ ‬النصر‭ ‬على‭ ‬أعدائهم،‭ ‬وتحقق‭ ‬الازدهار‭ ‬للمجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬وما‭ ‬تفرق‭ ‬العرب‭ ‬مرّة‭ ‬إلا‭ ‬وذاقوا‭ ‬مرّ‭ ‬الهزائم‭ ‬ومرارة‭ ‬الفشل‭ ‬وقسوة‭ ‬العيش‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬بواقعنا‭ ‬العربي‭ ‬حيث‭ ‬الفرقة‭ ‬والتشرذم‭ ‬بحيث‭ ‬يطمع‭ ‬فينا‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ويستحوذون‭ ‬على‭ ‬ثرواتنا‭.‬

إن‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬كفكر‭ ‬ونهج‭ ‬يتبناه‭ ‬منتدى‭ ‬القوميين‭ ‬العرب‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التجسيد‭ ‬العملي‭ ‬لرابطة‭ ‬ثقافية‭ ‬حضارية‭ ‬عقائدية‭ ‬جمعت‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وباتت‭ ‬شرطاً‭ ‬لاستقلالهم‭ ‬في‭ ‬الحاضر،‭ ‬وضرورة‭ ‬لنهضتهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

إذ‭ ‬قلّما‭ ‬اجتمعت‭ ‬لجماعة‭ ‬أو‭ ‬أمة‭ ‬عوامل‭ ‬تشدها‭ ‬إلى‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬كما‭ ‬اجتمعت‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يتكلم‭ ‬أبناؤها‭ ‬لغة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬توحدهم،‭ ‬وتجمعهم‭ ‬حضارة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭.. ‬مصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬أقطارها‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الثقافي‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬قلّما‭ ‬اجتمعت‭ ‬على‭ ‬جماعة‭ ‬أو‭ ‬أمة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قارة‭ ‬من‭ ‬القارات‭ ‬لمنع‭ ‬وحدتها‭ ‬كما‭ ‬اجتمعت‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬لها‭ ‬امتداداتها‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬سعت‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬إبقاء‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬مجزأة،‭ ‬متناحرة،‭ ‬مشرذمة‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬الإرادة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬استقلالها،‭ ‬واستثمار‭ ‬مواردها‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬تكاملها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويحقق‭ ‬قوتها‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬حاجة‭ ‬الأمة‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬ماضٍ‭ ‬تليد‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الأمم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬قرون،‭ ‬وتواجه‭ ‬حاضراً‭ ‬مهدداً‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬التحديات،‭ ‬وتهيؤ‭ ‬لمستقبل‭ ‬ناهض،‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬عوائق‭ ‬خارجية‭ ‬وداخلية‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة،‭ ‬فإن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬تخوض‭ ‬في‭ ‬مواجهتها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬أكبر‭ ‬معاركها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقلال‭ ‬دولها‭ ‬وحرية‭ ‬مواطنيها‭ ‬وتنمية‭ ‬مجتمعها‭ ‬وعدالة‭ ‬أنظمتها‭ ‬والتجدد‭ ‬في‭ ‬عطائها‭ ‬الحضاري،‭ ‬وهي‭ ‬أهداف‭ ‬يسعى‭ ‬منتدى‭ ‬القوميين‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعه‭ ‬النهضوي‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬متلازماً‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مقايضة‭ ‬بينها،‭ ‬ولا‭ ‬إقصاء‭ ‬لأحدها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر،‭ ‬بل‭ ‬بينهما‭ ‬تكامل‭ ‬برؤيتنا‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التناقض‭ ‬الصارخ‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬بحيث‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬للتكتلات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ولا‭ ‬مستقبل‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬التكتلات‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬أمم‭ ‬وجماعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬شهدت‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬صراعات‭ ‬وحروبا‭ ‬دموية‭ ‬عنيفة،‭ ‬لكن‭ ‬رغبتها‭ ‬بالبقاء‭ ‬والتقدم‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الوحدة،‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وحتى‭ ‬السياسية،‭ ‬بذريعة‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬تدفعها‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬لا‭ ‬المبادئ‭.‬

إن‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬تجمعها‭ ‬المبادئ‭ ‬والمصالح‭ ‬معا،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬نحمل‭ ‬من‭ ‬عقائد‭ ‬وقيم‭ ‬وروابط‭ ‬تاريخية‭ ‬ومشاعر‭ ‬إنسانية‭ ‬يدفعنا‭ ‬نحو‭ ‬الوحدة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التشرذم‭ ‬والتناحر‭ ‬والانعزال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬نظرة‭ ‬موضوعية‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬مساحة‭ ‬وموقعاً‭ ‬وموارد،‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬قيام‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬أمر‭ ‬تفرضه‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬كما‭ ‬مصلحة‭ ‬كل‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬أقطاره،‭ ‬الكبير‭ ‬منها‭ ‬والصغير،‭ ‬الغني‭ ‬منها‭ ‬والفقير،‭ ‬حيث‭ ‬تتكامل‭ ‬عناصر‭ ‬الإنتاج‭ ‬مع‭ ‬شروط‭ ‬التنمية‭ ‬داخل‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تتكامل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وحدة‭ ‬قائمة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬العالم

إن‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬التنمية‭ ‬العربية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬أزمتها‭ ‬تطوق‭ ‬كل‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭ ‬سواء‭ ‬الغني‭ ‬منها،‭ ‬المهدد‭ ‬دائماً‭ ‬بمصادرة‭ ‬ثرواته‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الهيمنة،‭ ‬أو‭ ‬الفقير‭ ‬منها‭ ‬المتخبط‭ ‬بالفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والهجرة،‭ ‬بل‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬جذرياً‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬إلا‭ ‬بأشكال‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭.‬

وما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬المستقلة‭ ‬ينطبق‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬للأمة،‭ ‬كما‭ ‬لأقطارها،‭ ‬فلقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬كلها‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نالته‭ ‬أقطارنا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬استقلال‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بقي‭ ‬استقلالا‭ ‬منقوصاً‭ ‬ومنتهكاً‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬تتفوق‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬اغتصاب‭ ‬كامل‭ ‬للأرض‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أراض‭ ‬عربية‭ ‬محتلة‭ ‬أو‭ ‬مسلوبة‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬المشرق،‭ ‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬نشهده‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وقواعد‭ ‬أجنبية‭ ‬وتدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭.‬

وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬التطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لكل‭ ‬قطر،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬القطر‭ ‬كبيراً،‭ ‬مرتبط‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وأن‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬السيادة‭ ‬القومية‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬التطورات‭ ‬كذلك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬تتلكأ‭ ‬الأقطار‭ ‬عن‭ ‬نصرة‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭.‬

إن‭ ‬ثقافة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وآلية‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬هما‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬متنوعة‭ ‬تتساكن‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬الكبير،‭ ‬والضامن‭ ‬الحقيقي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وإن‭ ‬الاستبداد‭ ‬وغياب‭ ‬الديموقراطية‭ ‬يجعل‭ ‬حياتنا‭ ‬السياسية‭ ‬مشوهة‭ ‬وناقصة‭ ‬أو‭ ‬قابلة‭ ‬للتشويه‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬رؤيتنا‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬القوميين‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬هدفان‭ ‬متلازمان‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬أحدهما‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الآخر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الخيار‭ ‬الحر‭ ‬لأبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الوحدوي‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬ديمقراطية‭ ‬حقيقية‭ ‬لهم،‭ ‬والوحدة‭ ‬العربية،‭ ‬أيّاً‭ ‬كانت‭ ‬صيغ‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬تعطي‭ ‬القوى‭ ‬الشعبية‭ ‬قدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬المشاركة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬والتغيير‭.‬

وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تشكل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الإطار‭ ‬السليم‭ ‬لتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن،‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمكونات‭ ‬الإثنية‭ ‬والدينية‭ ‬والمذهبية‭ ‬لمجتمعها،‭ ‬فإن‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية،‭ ‬كإطار‭ ‬أوسع‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬كل‭ ‬آفاق‭ ‬التقدم‭ ‬والرخاء‭ ‬والازدهار‭ ‬تصبح‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬برحابة‭ ‬إنسانية‭ ‬واسعة،‭ (‬هي‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬تراثنا‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬التي‭ ‬تصبح‭ ‬حينها‭ ‬أكثر‭ ‬انجذاباً‭ ‬لدولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬قوية‭ ‬مزدهرة‭ ‬نامية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬كما‭ ‬تصبح‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬القوية‭ ‬أكثر‭ ‬استعداداً‭ ‬لاحترام‭ ‬خصوصية‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬وأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬الإيجابي‭ ‬معها،‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬الكبيرة‭ ‬تكون‭ ‬مرتاحة‭ ‬مع‭ ‬نفسها،‭ ‬ومع‭ ‬مكوناتها،‭ ‬ولا‭ ‬تعيش‭ ‬حذراً‭ ‬وتوتراً‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬داخلها‭ ‬تطالب‭ ‬بحقوق‭ ‬مشروعة‭ ‬لها‭.‬

إن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬العربية‭ ‬كحاجز‭ ‬يمنع‭ ‬توحيد‭ ‬شطري‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬بذور‭ ‬الفتنة‭ ‬والاحتراب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬سيصاب‭ ‬أصحابه‭ ‬بالإحباط‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬أمامهم‭ ‬كياناً‭ ‬عربياً‭ ‬كبيراً،‭ ‬متفاعلاً‭ ‬مع‭ ‬دوائره‭ ‬الحضارية‭ ‬والإستراتيجية‭ ‬الأوسع،‭ ‬ويحسون‭ ‬بمخاطر‭ ‬تهدد‭ ‬وجودهم‭ ‬أمام‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬كبرى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬احتضان‭ ‬مقاومة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومدها‭ ‬بكل‭ ‬أسباب‭ ‬القوة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبحون‭ ‬أمام‭ ‬احتمالين‭ ‬إما‭ ‬مغادرة‭ ‬أرض‭ ‬اغتصبوها‭ ‬واستعمروها‭ ‬وشردوا‭ ‬أهلها،‭ ‬وإما‭ ‬القبول‭ ‬بالاندماج‭ ‬كجماعة‭ ‬دينية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عربي‭ ‬أوسع‭.‬

فالوحدة‭ ‬العربية‭ ‬إذن‭ ‬هي‭ ‬إطار‭ ‬أمثل‭ ‬لحل‭ ‬قضية‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬الصهيوني،‭ ‬سلماً‭ ‬بالاستيعاب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الإنساني،‭ ‬أو‭ ‬حرباً‭ ‬بتفوق‭ ‬القوة،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدائمة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يوحد‭ ‬العرب،‭ ‬فكراً‭ ‬أو‭ ‬نضالاً‭ ‬أو‭ ‬مقاومة‭ ‬أو‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة،‭ ‬بل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬موقف‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الداعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬باعتبار‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬‭ ‬الحاجز‭ ‬أحد‭ ‬ركائز‭ ‬استراتيجيها‭ ‬لمنع‭ ‬قيام‭ ‬قوة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

 

{ الناطق‭ ‬الإعلامي‭ ‬باسم‭ ‬

منتدى‭ ‬القوميين‭ ‬العرب

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا