عالم يتغير
فوزية رشيد
«ECTO LIFE».. نهاية الأمومة الطبيعية!
{ من الواضح أن العلم وهو يتمادى في تجاربه العلمية قد وصل إلى نقطة خطيرة في استبدال خلق الله الطبيعي، بعلوم الذكاء الاصطناعي، الذي إن بقي في حيز الاستخدام لما هو ضروري فلا بأس، ولكن أن يتم العمل على تصنيع كل شيء (معمليا واصطناعيا) من الغذاء إلى الطبيعة إلى الإنسان، فذلك تصنيع لـ«برمجة اصطناعية لكامل الحياة!» رغم أن برمجتها الطبيعية هي من خلق الله، وهو العالم بأسرارها، ولكأنك تضع (التقليد العلمي) ليكون بديلاً لـ (الخلق الطبيعي)!
{ ما يدفعنا إلى هذا الاستنتاج هو بدء العمل بصناعة (الأرحام الاصطناعية) أو (ECTO LIFE) بحجة نقص الخصوبة في العالم! ودون الاكتفاء بذلك بل السعي إلى أن يكون 70% من الحمل في العقود القادمة على المستوى العالمي في الأرحام الاصطناعية! التي هي (حواضن صناعية مجهزة بالذكاء الاصطناعي لتحل محل الأرحام الطبيعية!) ويضعها أصحاب التجارب في مقام (الثورة العلمية) في (محاكاة وظائف الرحم الطبيعي لدى المرأة الحامل)! ويبررون ذلك للتخلص من آلام الولادة وصعوبة الحمل الطبيعي؟ دون الاقتصار على من لديهن مشاكل مثلا في الحمل الطبيعي، وإنما جعله (موضة علمية دارجة)، حيث يتم في الحاضنة الصناعية (إعادة التدوير الأنزيمية) لتصبح في السنوات القادمة، وبالانجراف خلف الذكاء الاصطناعي، (حقيقة وظاهرة)! وللطرافة تم طرحها وتصويرها منذ عقدين في قصص الخيال العلمي في هوليوود!
{ ولعل أهم سؤال يجب طرحه في هذا العالم الاصطناعي الذي يتم تكريسه اليوم وبكل الوسائل والأساليب العلمية والطبية هو:
1- هل الحمل في رحم الأم بشكل طبيعي هو مجرد حمل في حاضنة يمكن استبدالها بحاضنة في المصانع أو الأرحام الاصطناعية؟ أم أن الحمل الطبيعي كما خلقه الله، تدخل فيه عمليات وعلاقات معقدة ومشاعر متبادلة بين الأم والجنين، لا يمكن تعويضها أو تقليدها ولا مجال لنزعها أو التلاعب بها بإعادة التدوير الأنزيمية والحاضنة البلاستيكية؟!
2- السؤال الثاني: هل هي (نهاية الأمومة الطبيعية) التي عرفها الإنسان وكل الكائنات الحيّة منذ بدء البشرية؟!
3- السؤال الثالث: ما التأثيرات في الطفل المولود اصطناعيا؟! أم أن التطور العلمي سيصل إلى (استبدال الإنسان الطبيعي بإنسان صناعي منذ الولادة وكفى)! وبالطبع سيتم التحكم في جنس الطفل وصفاته الوراثية وهذه المرة منذ البداية كجنين! بعد أن تم العمل علمياً وإلكترونيا على صناعة الإنسان الآلة من خلال وضع الشيفرات في جسمه! وصناعة الآلة الانسان مع التطورات الهائلة في صناعة الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي المتقدم، وحيت يتم العمل بشكل دؤوب على إكساب الروبوت الملمح والخواص الإنسانية الكاملة، بتغطيته بما يشبه الجلد الطبيعي والوجه الطبيعي «الاصطناعي»، بحيث لا يمكن التفرقة بين الإنسان الطبيعي والآلة.
4- هل ما يحدث اليوم من تعد على كل ما خلقه الله طبيعيا، من تكوين وولادة وتلاعب جيني وصفات وراثية، وقيم أخلاقية، وتوسيع رقعة النوع الإنساني، ليضم أنواعا جديدة كالمتحولين والمولودين اصطناعيا، والتحكم فيهم، هو الأفضل لمستقبل البشرية، أم أنه الدخول في متاهة من (التلاعبات العلمية والطبية) التي ستقضي لاحقاً على البشرية؟!
{ لو كان طموح الأرحام الاصطناعية (ECTO LIFE) يقتصر بالفعل على حل بعض المشاكل الطبية لدى نسبة من الناس أو النساء لتم النظر إليه باعتباره تطورا علميا إيجابيا، ولكن أن يكون الطموح ليكون الحمل في الأرحام الاصطناعية في العالم وخلال عقود قادمة أقصاها 2074 وبنسبة 70% من الحمل في العالم، في تلك الأرحام البلاستيكية المجهزة بذكاء اصطناعي، فهو بمثابة انفلات علمي يتعدى على الطبيعة بشكل عام، وعلى الطبيعة الإنسانية وعلى (الأمومة) في إطارها الطبيعي، ليصبح العلم هو المتحكم في كل شيء! وهذا مناف للطبيعة ولخلق الله ولأسراره في كل ما خلق، وضرب من الدخول في العلم الشيطاني الذي يضع نفسه اليوم في منصة التحدي لخلق الله وللفطرة!
إنهم يعملون باسم العلم وتطوره للوصول إلى التحكم في البشر والطبيعة واستبدال كل ما هو طبيعي بما هو صناعي، وحتى الأمومة الطبيعية لم تسلّم من شر ذكاءهم الصناعي! هذا أمر من المهم إثارة جدل عالمي حوله، قبل أن تنفلت كل المعايير!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك