العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

«ECTO LIFE».. نهاية الأمومة الطبيعية!

{‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬وهو‭ ‬يتمادى‭ ‬في‭ ‬تجاربه‭ ‬العلمية‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬استبدال‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬الطبيعي،‭ ‬بعلوم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬الذي‭ ‬إن‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬حيز‭ ‬الاستخدام‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬ضروري‭ ‬فلا‭ ‬بأس،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ (‬معمليا‭ ‬واصطناعيا‭) ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬إلى‭ ‬الطبيعة‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬فذلك‭ ‬تصنيع‭ ‬لـ«برمجة‭ ‬اصطناعية‭ ‬لكامل‭ ‬الحياة‭!‬‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬برمجتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬العالم‭ ‬بأسرارها،‭ ‬ولكأنك‭ ‬تضع‭ (‬التقليد‭ ‬العلمي‭) ‬ليكون‭ ‬بديلاً‭ ‬لـ‭ (‬الخلق‭ ‬الطبيعي‭)! ‬

{‭ ‬ما‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬هو‭ ‬بدء‭ ‬العمل‭ ‬بصناعة‭ (‬الأرحام‭ ‬الاصطناعية‭) ‬أو‭ (‬ECTO‭ ‬LIFE‭) ‬بحجة‭ ‬نقص‭ ‬الخصوبة‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬ودون‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الأرحام‭ ‬الاصطناعية‭! ‬التي‭ ‬هي‭ (‬حواضن‭ ‬صناعية‭ ‬مجهزة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬الأرحام‭ ‬الطبيعية‭!) ‬ويضعها‭ ‬أصحاب‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬مقام‭ (‬الثورة‭ ‬العلمية‭) ‬في‭ (‬محاكاة‭ ‬وظائف‭ ‬الرحم‭ ‬الطبيعي‭ ‬لدى‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل‭)! ‬ويبررون‭ ‬ذلك‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الولادة‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحمل‭ ‬الطبيعي؟‭ ‬دون‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لديهن‭ ‬مشاكل‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬الحمل‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وإنما‭ ‬جعله‭ (‬موضة‭ ‬علمية‭ ‬دارجة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬الحاضنة‭ ‬الصناعية‭ (‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬الأنزيمية‭) ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وبالانجراف‭ ‬خلف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ (‬حقيقة‭ ‬وظاهرة‭)! ‬وللطرافة‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬وتصويرها‭ ‬منذ‭ ‬عقدين‭ ‬في‭ ‬قصص‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬هوليوود‭!‬

{‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬سؤال‭ ‬يجب‭ ‬طرحه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تكريسه‭ ‬اليوم‭ ‬وبكل‭ ‬الوسائل‭ ‬والأساليب‭ ‬العلمية‭ ‬والطبية‭ ‬هو‭:‬

1-‭ ‬هل‭ ‬الحمل‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الأم‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬حمل‭ ‬في‭ ‬حاضنة‭ ‬يمكن‭ ‬استبدالها‭ ‬بحاضنة‭ ‬في‭ ‬المصانع‭ ‬أو‭ ‬الأرحام‭ ‬الاصطناعية؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الحمل‭ ‬الطبيعي‭ ‬كما‭ ‬خلقه‭ ‬الله،‭ ‬تدخل‭ ‬فيه‭ ‬عمليات‭ ‬وعلاقات‭ ‬معقدة‭ ‬ومشاعر‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬الأم‭ ‬والجنين،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضها‭ ‬أو‭ ‬تقليدها‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لنزعها‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬بها‭ ‬بإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬الأنزيمية‭ ‬والحاضنة‭ ‬البلاستيكية؟‭!‬

2-‭ ‬السؤال‭ ‬الثاني‭: ‬هل‭ ‬هي‭ (‬نهاية‭ ‬الأمومة‭ ‬الطبيعية‭) ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬الإنسان‭ ‬وكل‭ ‬الكائنات‭ ‬الحيّة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬البشرية؟‭! ‬

3-‭ ‬السؤال‭ ‬الثالث‭: ‬ما‭ ‬التأثيرات‭ ‬في‭ ‬الطفل‭ ‬المولود‭ ‬اصطناعيا؟‭! ‬أم‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ (‬استبدال‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬بإنسان‭ ‬صناعي‭ ‬منذ‭ ‬الولادة‭ ‬وكفى‭)! ‬وبالطبع‭ ‬سيتم‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬جنس‭ ‬الطفل‭ ‬وصفاته‭ ‬الوراثية‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬كجنين‭! ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬علمياً‭ ‬وإلكترونيا‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الإنسان‭ ‬الآلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬الشيفرات‭ ‬في‭ ‬جسمه‭! ‬وصناعة‭ ‬الآلة‭ ‬الانسان‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الروبوتات‭ ‬ذات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المتقدم،‭ ‬وحيت‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬دؤوب‭ ‬على‭ ‬إكساب‭ ‬الروبوت‭ ‬الملمح‭ ‬والخواص‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكاملة،‭ ‬بتغطيته‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الجلد‭ ‬الطبيعي‭ ‬والوجه‭ ‬الطبيعي‭ ‬‮«‬الاصطناعي‮»‬،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬والآلة‭.‬

4-‭ ‬هل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬طبيعيا،‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬وولادة‭ ‬وتلاعب‭ ‬جيني‭ ‬وصفات‭ ‬وراثية،‭ ‬وقيم‭ ‬أخلاقية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬النوع‭ ‬الإنساني،‭ ‬ليضم‭ ‬أنواعا‭ ‬جديدة‭ ‬كالمتحولين‭ ‬والمولودين‭ ‬اصطناعيا،‭ ‬والتحكم‭ ‬فيهم،‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬لمستقبل‭ ‬البشرية،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬متاهة‭ ‬من‭ (‬التلاعبات‭ ‬العلمية‭ ‬والطبية‭) ‬التي‭ ‬ستقضي‭ ‬لاحقاً‭ ‬على‭ ‬البشرية؟‭! ‬

{‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬طموح‭ ‬الأرحام‭ ‬الاصطناعية‭ ‬(ECTO LIFE) يقتصر‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬الطبية‭ ‬لدى‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬النساء‭ ‬لتم‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬باعتباره‭ ‬تطورا‭ ‬علميا‭ ‬إيجابيا،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الطموح‭ ‬ليكون‭ ‬الحمل‭ ‬في‭ ‬الأرحام‭ ‬الاصطناعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وخلال‭ ‬عقود‭ ‬قادمة‭ ‬أقصاها‭ ‬2074‭ ‬وبنسبة‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأرحام‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المجهزة‭ ‬بذكاء‭ ‬اصطناعي،‭ ‬فهو‭ ‬بمثابة‭ ‬انفلات‭ ‬علمي‭ ‬يتعدى‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وعلى‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وعلى‭ (‬الأمومة‭) ‬في‭ ‬إطارها‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ليصبح‭ ‬العلم‭ ‬هو‭ ‬المتحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭! ‬وهذا‭ ‬مناف‭ ‬للطبيعة‭ ‬ولخلق‭ ‬الله‭ ‬ولأسراره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬خلق،‭ ‬وضرب‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬العلم‭ ‬الشيطاني‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬نفسه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬التحدي‭ ‬لخلق‭ ‬الله‭ ‬وللفطرة‭!‬

إنهم‭ ‬يعملون‭ ‬باسم‭ ‬العلم‭ ‬وتطوره‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬والطبيعة‭ ‬واستبدال‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طبيعي‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬صناعي،‭ ‬وحتى‭ ‬الأمومة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لم‭ ‬تسلّم‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬ذكاءهم‭ ‬الصناعي‭! ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬إثارة‭ ‬جدل‭ ‬عالمي‭ ‬حوله،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنفلت‭ ‬كل‭ ‬المعايير‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا