الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
منتزه لإيواء الكلاب الضالة..!!
بعض المواضيع من دون تفاصيل «مشكلة».. وبعض العناوين من دون شرح «مصيبة».. وبعض الصمت من دون توضيح «كارثة»..!
هذه مسألة دائمة ومستمرة ومتكررة.. حينما يطلق تصريح من مسؤول من دون إبراز للتفاصيل.. وعندما تقبل جهة معنية بأن يقرأ الناس عناوين الأخبار دون يكلفوا أنفسهم بمتابعة الشرح.. ولحظة أن تواصل المؤسسة المختصة صمتها من دون أن توضح للرأي العام أساس الموضوع.. لا تلوموا الناس وردة فعلهم وحتى نقدهم، حينما لا يجدوا أي تعقيب أو رد على تساؤلاتهم.
مشاريع عديدة تقوم الجهات المعنية بشرح وتوضيح وعرض تفاصيلها، عبر كل وسائل الإعلام، ومن خلال كل الأدوات والرسائل، سواء نشر الخبر أو عرضه بالرسومات والبيانات وحتى بالميزانيات والفوائد المرجوة منه.. في مقابل بعض مشاريع ربما تراها الجهة المختصة أنها مشاريع بسيطة فتكتفي بنشر خبر واحد يتيم عنها، ولا تكلف نفسها برصد ومتابعة ردود الفعل عليها، وفي ظل الصمت الرسمي مع الانتقاد الإعلامي عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، تتحول تلك المشاريع البسيطة إلى نقمة لدى الناس.
يقول عنوان الخبر: ((منتزه للحيوانات الأليفة في عسكر يتسع لـ5 آلاف كلب))، وفي تفاصيل الخبر أن وزير شؤون البلديات والزراعة كشف في إجابته عن السؤال والطلب المقدم من مجلس بلدي المحرق بشأن إيجاد حل جذري لمشكلة الكلاب الضالة وتخصيص عقار لاحتضانها خارج المناطق السكنية؟ إن العمل يجري حاليًا على تخطيط الميزانية اللازمة لتنفيذ الإنشاءات المطلوبة، موضحًا أن هذا المشروع يهدف إلى إنشاء متنزه ليكون مأوى للكلاب التي يتم اصطيادها من جميع محافظات المملكة بعد أن يتم تعقيمها جراحيًّا في المرحلة الأولى، مبينًا أن المنتزه يتسع لـ5000 كلب، على مساحة تقدر بـ50,000 متر مربع.
بل إن المنتزه وكما أوضح رد الوزير سيشمل أيضًا مباني إدارية ومواقف للسيارات، إضافة إلى ممشى ومناطق ألعاب وكراسي، وأن تنفيذ هذا المشروع سوف يسهم بشكل فعال لاحتواء الوضع القائم وإبعاد الكلاب عن الأحياء السكنية.
بعد نشر هذا الخبر ضجت الوسائل الإعلامية بعديد من التعليقات، وكثير من التساؤلات، وقد استوقفني تعليق الأخ الفاضل عبدالله السهلي وتساؤلاته المنطقية، حيث كتب قائلا: «خمسة آلاف كلب، لو كانت قيمة التكلفة 3 دنانير يوميا للكلب الواحد، من طعام وحراسة وعلاج ومتابعة، بجانب تكلفة الأرض، فسيكون المجموع الكلي أكثر من 5 ملايين دينار في السنة..!!».
ما أورده الأخ عبدالله السهلي، وما تم نشره من تعليقات من الناس حول الموضوع، يستلزم من وزارة البلديات الرد العاجل والتوضيح السريع، ذلك أن الصمت من دون تعقيب، يؤدي إلى تراكم قناعات لدى الرأي العام حول فائدة المشروع، ومدى الاهتمام به مقابل مشاريع وطنية أكثر أهمية وضرورة ملحة وأولوية.
منتزه الحيوانات الأليفة سيعالج جزءا من مشكلة «الكلاب الضالة» وخطورتها، ولن يعالج كل المشكلة.. هناك دول لجأت إلى تصدير تلك الحيوانات، والاستفادة من قيمتها، بدلا من إيوائها والصرف عليها.
فهل يلام الناس على مواقفهم وتساؤلاتهم وردود أفعالهم من هكذا عرض للخبر الرسمي...؟؟ ألم نقل إن بعض المواضيع من دون تفاصيل «مشكلة».. وبعض العناوين من دون شرح «مصيبة».. وبعض الصمت من دون توضيح «كارثة»..!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك