الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المعارضة من أجل «الأناناس»..!!
في إحدى السنوات التي شهدت بداية المفاوضات لاتفاقية التجارة الحرة الأمريكية مع دولة خليجية، وقف نائب في الكونغرس الأمريكي معارضا الاتفاقية بكل شدة، وحاول أن يجمع الأصوات المعارضة للاتفاقية من زملائه، فتوجه إليه سفير الدولة الخليجية في أمريكا، ليستطلع سبب رفضه وموقفه المتشدد، فهل تعلمون ماذا كان رد البرلماني الأمريكي..؟؟
قال البرلماني الأمريكي للسفير الخليجي: إنني منتخب من ولاية تشتهر بتصدير «الأناناس»، وكل الناخبين يعملون في زراعة «الأناناس»، فلو تمت الاتفاقية وقامت أمريكا باستيراد «الأناناس» من بلادكم، وتم بيعه على الأمريكيين بسعر أقل بالتأكيد، فإن الناس هنا سيخسرون تجارتهم وزراعتهم، لذلك لا بد أن أدافع عن مصالح الناخبين في ولايتي، وأعارض هذه الاتفاقية.
ولكن المفاجأة الصادمة كانت حينما قال السفير الخليجي للبرلماني الأمريكي: عفوا سعادة النائب، ولكن بلادي لا تزرع «الأناناس» أساسا، ولا تصدره ولا تبيعه، فمن أين جئت بهذه المعلومة، والتي على أساسها اتخذت موقفك المعارض؟؟ عندها قال البرلماني الأمريكي: إنها معلومة وردتني من أحد المعارضين في بلادكم، ويبدو أنه كذب علي وخدعني.. وبعدها قام البرلماني الأمريكي وغير موقفه، ووافق على الاتفاقية.
هذا مثال بسيط لما تتخذه بعض الشخصيات والمنظمات الأجنبية من مواقف ضد بلادنا الخليجية، من دون أن تعلم بتفاصيل وحقائق الأمور، وتستند في مواقفها وبياناتها على معلومات مضللة أحادية الجانب، من جهات دأبت على نشر المغالطات، وإطلاق التصريحات، وإرسال الرسائل الكاذبة إلى دوائر صنع القرار الغربية.
وبين حين وآخر تطالعنا بعض جهات أجنبية والاتحاد الأوروبي مثلا، بإصدار بياناتها عن الحريات الدينية والشؤون الحقوقية في دولنا الخليجية، وتطلق توصياتها وترفع مطالبها، ولكن الغريب أن من ضمن التوصيات أمورا تتعلق مثلا بإصلاح سوق العمل، وهذا الأمر بالذات يشهد تقدما وتطورا وإصلاحا رائدا في دولنا الخليجية، وينال الإشادات في التقارير الدولية، بل إن استطلاعات الرأي أثبتت رغبة الكثير من الأجانب الحياة والعيش والاستثمار في بلادنا الخليجية..!! ما يعني أن تلك التوصيات تقوم على معلومات مضللة، وتقارير غير موضوعية، مما يتسبب في الإساءة والإضرار بالمصالح والعلاقات المشتركة بين الدول.
المعارضة من أجل «الأناناس».. منهجية متواصلة تمارسها العديد من الدول والمنظمات ضد دولنا الخليجية، ولا بد أن تتخلى تلك الجهات عن عقلية «الأناناس»..!!
ثمرة «الأناناس» تحتوي على عديد من العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم، كما ينصح بها الأطباء والاختصاصيون للراغبين في إنزال أوزانهم، وتساعد على عملية الهضم، وتقوية المناعة، ولكنها بالتأكيد غير صالحة بتاتا، في المواقف السياسية بين الدول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك